قال مسؤول إسرائيلي إن بلاده تسعى حاليا إلى إقناع الإدارة الأمريكية ونواب بارزين في الكونجرس الأمريكي بالتراجع عن قرار تجميد المساعدات لمصر، والتي تتضمن 10 مروحيات هجومية من طراز أباتشي. ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية، الأربعاء، عن المسؤول الذي لم تذكر اسمه واكتفت بوصفه بأنه "رفيع المستوى في القدس"k إن إسرائيل أكدت أن إمداد مصر بمروحيات الأباتشي "أمر حيوي في الحرب التي تقودها الأخيرة ضد المنظمات الجهادية في منطقة سيناء (شمال شرق مصر)، فضلا عن تحسين الأمن الإقليمي". وتشهد سيناء تصعيدًا غير مسبوق في استهداف مسلحين لقوات الجيش والشرطة منذ عزل الرئيس المصري محمد مرسي يوم 3 يوليو/ تموز الماضي، سقط فيها عشرات القتلى، معظمهم من الضباط والجنود، بعضها أعلنت جماعات مسلحة مسؤوليتها عنها. وتشن قوات مشتركة من الجيش والشرطة، حملة عسكرية موسعة، بدأتها في سبتمبر/ أيلول الماضي، لتعقب ما تصفها بالعناصر "الإرهابية"، و"التكفيرية" و"الإجرامية" في بعض المناطق بشمال سيناء، والتي تتهمها بالوقوف وراء الهجمات المسلحة. وأوضحت "هآرتس" أنه "لا زالت هناك معارضة معتبرة داخل الكونجرس لاستئناف المساعدات العسكرية لمصر، ومن بينها إرسال مقاتلات الأباتشي". ويشترط المعارضون، وهو تحالف من الديموقراطيين والجمهوريين، لاستئناف المساعدات الأمريكية لمصر "إجراء انتخابات ديمقراطية ونقل مؤسسات السلطة من الجيش إلى حكومة ديمقراطية منتخبة". وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن "التعاون الأمني بين الجانب الإسرائيلي ومصر تعزز منذ إسقاط مرسي"، لافته إلى أنه "خلال الشهور الخيرة شكلت إسرائيل جماعة ضغط (على الإدارة الأمريكية) بالنيابة عن الحكومة المؤقتة في مصر". وأوضحت أن "إسرائيل حاولت منع الولاياتالمتحدة من وقف مساعداتها العسكرية للجيش المصري، وعندما فشلت في ذلك، تسعي حاليا إلى اقناع الإدارة الأمريكية والكونجرس باستئناف المساعدات بما يسمح بوصول طائرات الأباتشي إلى مصر". وقال المسؤول الإسرائيلي البارز إن "السفير الإسرائيلي في واشنطن، رون ديرمر، ودبلوماسيين آخرين في السفارة تحدثوا في هذا الموضوع مع مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى خلال الأسبوع الأخير". كما طرح ديرمر الموضوع ذاته خلال اجتماعات مع نواب بارزين في الكونجرس الأمريكي. ووفقا لموقع "المونيتور" الأمريكى المعنى بالشرق الأوسط، بحسب ما نقلت عنه "هآرتس" فإن ديرمر "التقى، مؤخرا، نوابا جمهوريين في الكونجرس من الداعمين لإسرائيل وأثنى مطويلا على القيادة المصرية الجديدة". بالتزامن مع ذلك، قالت الصحيفة العبرية ذاتها إن "موضوع المساعدات الأمريكية لمصر تم طرحه خلال محادثات بين مسؤولين في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ونظرائهم قي البيت الأبيض والبنتاجون". وذكرت "هآرتس" أنه "في ظل التحسن الذي طرأفي التعاون بين الحكومة المصرية الجديدة وإسرائيل، زار إسرائيل الأسبوع الماضي، وفد يضم ضباطا كبارا في الجيش المصري، ومسؤولين من وزارة الخارجية المصرية". وقال مسؤول إسرائيلي بارز إن "الوفد بقى في إسرائيل لمدة أسبوع؛ حيث عقد اجتماعات واستمع إلى أراء بشأن الوضع الأمني، كما أجرى جوله في البلد". ولم تتحدث السلطات المصرية ولا الجيش المصري حتى مساء اليوم عن أي زيارة تمت مؤخرا إلى إسرائيل. يذكر أن مصر تحصل، منذ توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل فى منتجع "كامب ديفيد" عام 1979، على مساعدات عسكرية أمريكية بقيمة 1.3 مليار دولار سنويا. وقالت الولاياتالمتحدة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إنها ستوقف تسليم مساعدات عسكرية للقاهرة تشمل مروحيات مقاتلة من طراز أباتشي وصواريخ من طراز (هاربون) وقطع غيار لدبابات (إيه 1 ، إم 1)، فضلا عن مساعدة نقدية قيمتها 260 مليون دولار لدفع الحكومة المدعومة من الجيش للسير في طريق الديمقراطية.