أيام قليلة ويعرف العالم كله من هو الرئيس الذي سيخاطبونه عندما يتحدثون مع مصر شعبا ودولة، ومع اقتراب الاقتراع وتواصل عمل الحملتين الخاصتين بالمرشحين المشير عبد الفتاح السيسي والسيد حمدين صباحى في محاولة لجذب الانصار والمؤيدين، من خلال ما يطرحانه في برنامجيهما من روئ وحلول لمشكلات مجتمعية وسياسية واقتصادية ملحة تتطلب حلولا عاجلة واقعية بعيدا عن الاحلام التي لم تعد تنفع في دغدغة مشاعر الجماهير التي اكتوت بنار الخداع والوعود البراقة في الانتخابات السابقة. هنا أتوجه بتحية تقدير واعزاز واحترام الى الرجل الذي ساقته الاقدار في وقت بالغ المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية الذي فاق حسن الظن ونجح بوقاره وحكمته وسلاسة عباراته وجديته وصمته الذي رأيته وغيري كثيرون ابلغ من الكلام في احيان كثيرة ، نجح خلالها في اعادة الهيبة لمقعد الرئاسة. هذا الرجل النبيل الذي لم يتهرب او يتبرم كما فعل بعض من قدموا انفسهم بانهم المهمومون بالوطن، قدم المثل والقدوة ونال احترام المواطن البسيط الذي هو اهم من المتحذلقين اصحاب النظريات النخبوية الذين تسببوا برؤاهم القاصرة والمتلونة في ادخال الوطن نفقا مظلما لولا لطف الله ما خرج منه، وجاءت الاقدار بالمستشار الذي تقلد منصبه القضائي الرفيع قبل لحظات من حلف اليمين رئيسا مؤقتا للبلاد، ليقود قاطرتها نحو الخروج من النفق المظلم باتجاه اعادة بناء مؤسساتها، ومع اقتراب مهمته من النهاية حيث يستعد لتسليم الراية لرئيس منتخب يختاره الشعب بعد أيام، يمكن الحديث عن المستشار الجليل بما لا يضعنا في نظر البعض ممن ادمنوا التأويل والتفسير والتفتيش في الضمائر في خانة لانرضاها لانفسنا، فالرجل ادى دوره وها هو يغادر الموقع الذي لم يسع إليه يوما ولم يدر بخلده ويستحق أن يقول له الجميع شكرا سيادة الرئيس على كل ما فعلت. لذا وجب القول إن تكريم المستشار الجليل واجب وطني في اليوم الذي يسلم فيه الراية للرئيس الجديد، فهو يستحق ارفع الأوسمة التي تعطي المثل لكل المصريين صغيرهم قبل كبيرهم بأن الوفاء هو عنوان مصر، وأن من رفع رايتها وتحمل بجسارة مسئولية الحفاظ عليها في وقت عصيب، يستحق ان يكرم ويشكر وكلي ثقة في ان الرئيس الجديد لن يتأخر في رفع شعار الوفاء وتكريم من عمل من اجل الوطن، لان في التكريم دعوة لكل أفراد الشعب للعمل والانتاج، لبدء المرحلة الجديدة بما يضمن عدم اهدار الوقت. ومن هنا ابدي اعجابي الشخصي بالشعار الذي رفعه المشير عبد الفتاح السيسي لحملته في انتخابات الرئاسة والذي يقول بكل الوضوح والصراحة « كل ما املكه هو العمل ، وكل ما اطلبه العمل ». نعم العمل الذي هو في مقام العبادة، العمل هو ما تحتاجه مصر الآن أكثر من أي وقت مضي، العمل حتى ننهض من كبوتنا الاقتصادية وبالتالي يتحرر قرارنا من الضغوط الدولية، انه شعار أراه صادف وقته وعكس شخصية صاحبه وفهمه لمقتضيات المرحلة الحساسة من عمر الوطن، بعد ان اكدت الايام السابقة اننا شعب ادمن الراحة ، وعشق البعض منا الفوضى التي يسمونها خلاقة، فاكتوت البلاد بنارها، واختلط بسببها الحابل بالنابل، فلم يعد احد منا يقدر على التفرقة بين البلطجة في الشارع او من خلال افكار البعض على الشاشات، غاب القانون وتعدد المفسرون الذين يزينون للناس بأهوائهم ما يدور على الساحة كل حسب توجهه ومصالحه، ونسوا ان القانون هو الذي ينبغي ان يكون حاكما وملزما وضامنا، تركوا كرات الثلج الارهابية تكبر حتى صارت جبلا من جليد يصعب تفتيته الا بالقانون لكن للاسف البعض ممن تولوا موقع القيادة في عديد الهيئات والمصالح والجامعات والمصانع، لم يحتكموا للقانون حتى بعد ان نالهم الأذى، ما نريده وبكل القوة هو تنفيذ القانون على الجميع الكبير قبل الصغير، فلا حصانة لأحد الا التزامه، وسيبقى تطبيق القانون هو الضمانة لنجاح الرئيس الجديد في تحقيق ما ينشده الشعب وينتظره الوطن. لمزيد من مقالات أشرف محمود