مع أن مصر منشغلة الآن بالاستعداد للانتخابات الرئاسية ، إلا أنه على الرغم من ذلك مازالت أى أخبار عن مصر وصندوق النقد الدولى تجد نفسها فى صدارة المشهد الإعلامي، وبسرعة يمتد الحوار من الصحف للإعلام المرئى ويتم تشييد منصات مؤيدة، وأخرى رافضة ، دونما تقصى حقيقة الموقف ككل. تصريحات عادية ودبلوماسية للدكتور عبد الشكور شعلان عضو مجلس إدارة صندوق النقد الدولي، وممثل مجموعة الدول العربية بالصندوق على هامش مؤتمر بالأردن أكد فيها أنه لا يوجد حاليا حوار بين مصر والصندوق على أى برامج جديدة، وأشار فيها إلى أن الصندوق على استعداد لإقراض مصر والحوار معها وقتما تشاء، وأنه يمكن لمصر طلب قرض أكبر من الذى طلبته بعد ثورة يناير. إلى هنا والكلام عادى جدا ولا ينبئ عن أخبار جديدة تستدعى النقاش حولها، إلا أننى لاحظت برامج تليفزيونية ناقشت الموضوع من زاوية أن الصندوق يلهث الآن وراء مصر لعقد اتفاق معها؟؟ وأنه مستعد لإقراض مصر ما تشاء من أموال، والأغرب أن يحلل الخبراء هذا الكلام، حيث يؤيد البعض ويستند إلى أن مصر تسير فى الطريق الصحيح اقتصاديا، ويعترض البعض ويرفض قرض الصندوق بحجة إملائه شروطا على الدول المقترضة!!.. أين النقاش العلمى حول أى قضية؟ فليس صحيحا أن الصندوق يلهث وراء مصر لإقراضها، وليس صحيحا أن برامج الصندوق فاشلة أو أنه يملى شروطا، لأن الدول الأعضاء بالصندوق من حقها التشاور معه والاقتراض منه، ثانيا: أن قروض الصندوق ليس الهدف منها التمويل ولكنها ببساطة عنوان على أن الدولة العضو تسير وفق برنامج اقتصادى صحى ويمكن للعالم أن يتعامل معها استثمارا وتجارة وإقراضا وخلافه. ثالثا: أن البرامج نابعة من الحكومات وليس من الصندوق، وهذا لا ينفى أن مصر لابد أن تبدأ حوارا مع صندوق النقد بعد الانتخابات الرئاسية بهدف التوصل لبرنامج يحقق الاستقرار الاقتصادي، فلدينا مشاكل مالية كبيرة تحتاج إلى علاج. لمزيد من مقالات نجلاء ذكري