باغنية واحدة نجح الموهوبون: الملحن عمرو مصطفى والمطرب حسين الجسمى والمؤلف ايمن بهجت قمر فى ازالة جبل الكآبة الراسخ الذى راكمه العملاء والجواسيس والمأجورون وخدم الاجندات وسادتهم وراء البحار لاكثر من ثلاث سنوات .. قدم الموسيقار الوطنى عمرو مصطفى قطعة من الفرح الانسانى المتقافذ والراقص بعنوان (بشرة خير). ارادها علامة على لحظة ذهاب المصريين الى انتخابات الرئاسة، الى جوار علاماته المؤثرة والوطنية التى توالت فى سنوات الازمة.. (يا مصريين).. فى الطريق الى 30 يونيو، و(ابن الشهيد) وسط طوفان الاحزان على وداع الاطهار من ضحايا الارهاب، و(انزل وشارك) فى الاستفتاء على الدستور. اغنية ( بشرة خير) هى نداء بديع وفرحان على ابناء مصر- كل باسم محافظته- وسط طوفان من الزغاريد والتصفيق وانغام الربابات يسهمون جميعا فى تخليق (الحالة) الجارفة وهندستها. (قوم نادى ع الصعيدى.. وابن اخوك البورسعيدى.. والشباب اسكندرانى .. اللمة دى لمة رجال.. وانا حاجى مع السوهاجى والجناوى والسيناوى والمحلاوى اللى ميه ميه والنوبة الجُمال) الى اخر نداء البهجة الذى تواصل طوال تلك الاغنية فى استرسال ليس بمقدور المرء ان يعرف متى سينتهى، لا بل عندما تسكت نغمات الغنوة نشعر بامتداد تاثيرها الذى يحرض كل من يسمعها على التوجه الى صناديق الانتخاب لنصرة مصر: (ماتستخسرش فيها صوتك.. بكتب بكرة بشروطك.. دى بشرة خير). ارادة الفرح عند المصريين هى التى صاغت الاحتياج الجماعى لاغنية من هذا النوع، بل الى تلك الاغنية بالذات، وقد صادف روحها وطقسها اشواق الشعب الذى تعذب طويلا وتألم كثيرا، وعانى المؤامرات وتأزم واعتام وعنكبوتية التطرف والتخلف والجمود والرجعية، وعمالة الجواسيس وعبده الدولار وبائعى الوطن. احيى الموسيقار عمرو مصطفى والمؤلف ايمن بهجت قمر وحبيب المصريين حسين الجسمى صناع ذلك العمل الرائع الذى اندلع فى مصر من اقصاها الى اقصاها مساء الخميس الفائت وذكرنا بدور الاغنية السياسية والحلم المصرى فى زمن الستينيات.. اليوم نتطلع الى الحلم المصرى الجديد بموجه اخرى من الاغانى الوطنية التى نعتبرها وثائق التأريخ السياسى والاجتماعى لبلدنا الحبيب. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع