قبل 31 سنة وعلى صفحات الأهرام، اندلعت «حربا عالمية» راقية بين قوى الثقافة العظمى، توفيق الحكيم ويوسف إدريس فى جبهة والشيخ متولى الشعراوى فى جبهة أخرى، نشر الحكيم مقالات تحت عنوان «حديث إلى الله» جاء فيها: انها قدرتك يا ربى أن تقرر كن فيكون .. وإنى لا أسألك رد القضاء ولكنى أسألك اللطف فيه، ودينك دين اللطف والرحمة ، والواجب الأسمى لرجال دينك أن يغرسوا فى قلوب الناس رحمتك ولطفك، وأن الحب لك وليس فقط الخوف منك هو المدخل لرضاك، ولكن أكثرهم يغالون فى تصوير ما يخيفهم منك أكثر من تصويرهم ما يحببهم فيك ، فأقاموا الإسلام على الخوف أكثر مما أقاموه على الحب، وليس هذا ما قصدته أنت ولا ما عمل من أجله رسولك صلى الله عليه وسلم بقولك على لسانه «لا إكراه فى الدين» والإكراه لا يمكن أن يكون أساسا صادقا للحب والمعرفة، ... وماذا تفعل بالمعرفة؟ المخلوق: لست أدرى.. أريدها ... الناس تريد الجنة ويعبدون الله من أجلها. المخلوق: لست أطلبها ... ولكنك تطلب مالم يمنحه ربك حتى للرسل والملائكة.... واعتبر رجال الدين أن هذا الحديث الذى بدأه الحكيم ب «حديث مع الله» يمثل تطاولا على الذات الإلهية، فهو يتخيل أن الله يرد عليه ويجيب على أسئلته مباشرة، وأصدر فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى بيانا صحفيا بجريدة اللواء الإسلامى «يطالب فيه بندوة للمناظرة يحضرها كل من توفيق الحكيم ويوسف إدريس وزكى نجيب محمود» طالب الشخ الشعراوى بالحوار من اعتبرهم «متطاولين» على الدين ليرد عليهم بالحجة ليعرف كل إنسان قدره.. «ولا يصبح دين الله نهبا مباحا لكل من يريد أن يتعدى على مقدساته ويشوهه أمام الناس تاركا الحكم لجموع المسلمين» والشيخ الشعراوى لم يهدر دمهم أو يكفرهم أو يكفر وسائل الإعلام بل طالب بالحوار عبر هذه الوسائل، وهو بذلك استخدم قوة الحجة والمنطق فى كشف الحقيقة، تاركا الحكم لجموع المسلمين، وليس لعشيرة أو مكتب إرشاد أو جماعة أو تحالف دعم الشرعية! لمزيد من مقالات أنور عبد اللطيف