شيئا فشيئا تتحول جماعة الإخوان حول العالم إلى مؤسسة مشتركة لكل من يدفع حصة فيها، ليس مهما إن كان مسلما أو غير ذلك، وليس مهما إن كان شيعيا أو سنيا، وليس مهما إن كانت حصته دعوية أو سياسية أو جهادية دموية فى كل الحالات خلعت الجماعة رداء الاصلاح وتسعى لارتداء أى ثوب يبقى حياتها ويحافظ على وجودها ويعزز تحركها نحو السلطة التى فقدتها فى مصر عقب ثورة يونيو وياله من مشهد مريب، ذلك أن الولاياتالمتحدةالامريكية والغرب يدعمون الاخوان فى كل بلد يريدون هدمها، إذ يناصرون الحزب الاسلامى العراقى وحركة الاخوان فى مصر وسوريا، فى الوقت نفسه الذى يعادون فيه إخوان حماس فى غزة والحزب الاسلامى فى الصومال. وهو ما يعنى إن جماعة الاخوان نفسها تحولت إلى عميل مشترك لكل من يريد أن يسقط دولة بدعم من أعضائها فى تلك الدولة. وقد يكون التعامل الاخوانى مع ايران خير مثال على أن الجماعة وتنظيمها الدولى قد تحولا إلى بورصة ظاهرها اسلامى وباطنها سلطوى دموي. وفى ظل تواتر المعطيات التى تؤكد أن طهران قد تصبح قبلة حاضنة لجماعة إخوان قطر بعد التضييق عليهم من السعودية والامارات، فإن هذا يؤكد كذب نظام الاخوان بشأن زعامة مصر للعالم السني، ودعمهم لما يقال إنه ثورة اسلامية فى سوريا، بل إنهم بعلاقتهم المشبوهة بإيران قد قبلوا بأن يكونوا ورقة ضغط على الأنظمة الوطنية فى مصر والخليج والعالم العربى الذى لايمتلك مشروعا اقليميا موازيا للمشروعا الفارسى أو المشروع التركى المجاورين! وبهذا يكون قد كتب على مصر يونيو وحدها وبدعم من بعض دول الخليج أن تواجه ذلك المخطط الدولى لإعادة تشكيل خارطة المنطقة العربية، فى الوقت الذى تقف فيه واشنطن وعواصم الغرب وإسرائيل فى انتظار سقوط الثمار، أثناء وبعد أكبر مواجهة إقليمية مع عشرات الجماعات التى تتفق مرجعيتها وتختلف وسائلها نحو هدم انظمة وجيوش المنطقة. [email protected] لمزيد من مقالات ابراهيم سنجاب