علي مدي العقود الماضية سيطرت القضايا السياسية وخاصة القضية الفلسطينية علي جداول أعمال القمم العربية المتتالية واحتلت المساحة الأكبر من الوقت المخصص لبحث التعاون العربي المشترك. ورغم أهمية تلك القضايا وضرورة الاهتمام بها فإن قصر مناقشات القادة العرب عليها دون غيرها من القضايا العربية المشتركة يجعل نتائج القمم المتتالية مجرد كلام وتسجيل مواقف دون إضافة حقيقية تدفع بالشعوب العربية خطوات للأمام. لا شك أن تحديات عملية السلام من أهم القضايا التي تواجه العالم العربي حاليا وكذلك مشاكل السودان الداخلية, وجزر الإماراتالمحتلة من إيران ومحاولات النيل من وحدة واستقرار اليمن والتوتر الطائفي في العراق والحرب الأهلية في الصومال, ولكن هناك قضايا عربية أخري لا تقل أهمية, وأرجو أن يتنبه إليها العرب كلما اجتمعوا لبحث مستقبل أمتهم. نريد موقفا عربيا واضحا بشأن التعاون الاقتصادي وقضية السوق العربية المشتركة. فمن غير المقبول أن تذهب مليارات العرب للاستثمارات في دول العالم المختلفة بينما يمكن أن يحقق جزء يسير منها نهضة اقتصادية شاملة داخل الدول العربية تعود بالنفع علي الجميع. نريد خطة عربية شاملة لتطوير البحث العلمي في البلدان العربية, خطة ترصد لها الدول القادرة ماليا مليارات الدولارات, وتحشد لها العلماء العرب المقيمين في بلادهم وخارجها لإقامة قاعدة علمية قوية تضع العالم العربي علي خريطة العالم المتقدم. نريد شبكة من السكك الحديدية والطرق تربط بين الدول العربية من المشرق للمغرب لتسهيل نقل المواطنين والبضائع لنحقق بذلك جزءا من أحلام الوحدة العربية التي نتحدث عنها كل يوم دون التحرك لتحقيقها. نحن لا نقلل من شأن الأمور السياسية ومن الضروري أن تشغل حيزا مهما من أعمال القمم العربية ولكن الاقتصار عليها فقط وتضييع الوقت الثمين في الاختلاف حول إضافة كلمة أو جملة في البيان الختامي أم لا, يعني أن القمم العربية ضجيج بلا طحن. سامح عبدالله [email protected]