المقصود من العنوان هو الخلاص من الإخوان كفكر متطرف وجماعة متشددة وتنظيم إرهابي، وليس البشر، فالهدف ليس «التخليص» على الإخوان ولكن الخلاص منهم، وثمة فارق كبير بين الهدفين ويمكن إدراك ذلك بكل سهولة، فالجماعة منذ نشأتها وتطورها على مدار عشرات السنين الماضية وهى بمثابة برميل بارود لايكف عن الانفجار بين لحظة وأخرى مسببا توترات ومظاهر عدم اسقرار بلا حدود للدولة والمجتمع، وإذا كانت الجماعة تعيش اليوم محنتها الرابعة فهناك ثلاث محن أو أزمات كبرى عاشتها الجماعة ذاتها فى أواخر الأربعينيات ومنتصف الخمسينيات ومنتصف الستينيات من القرن الماضي، وتعد المحنة الرابعة الأشد قسوة عليها عبر كل تاريخها لأنها جاءت فى مرحلة حساسة جدا بعدما كاد الحلم يتحول إلى حقيقة فى إدارتها لشئون البلاد، فضلا عما رصده الكثير من المحللين والمراقبين السياسيين من أن محنة الجماعة وأزمتها الحادة هذه المرة ليست مع الدولة وأجهزتها الرسمية ولكن مع الشعب الذى باتت قطاعات عريضة منه تكن كراهية كبيرة لتلك الجماعة بعدما تأكد أن الكثير من ممارساتها لايتفق والروح الوطنية المصرية. وأغلب الظن أن الساحة السياسية ممهدة فى الوقت الحالى لإتمام مثل هذا الإنجاز ويجب على القيادة المقبلة أن تضع هذا الهدف نصب أعينها وتعمل على تحقيقه بكل حزم مهما كلف من تضحيات لأن النتائج المستقبلية لذلك تعنى الخلاص من جماعة عادة ما كانت سببا للتوتر والأزمات ويكفى ماتعيشه البلاد منذ فترة من أجواء إرهابية نتيجة ممارساتها وسلوكيات أتباعها، وتقريبا لم تعرف مصر هدوءا وراحة من تلك الجماعة إلا خلال الفترة من منتصف الستينيات وحتى أوائل السبعينيات بعدما تم نزع أظافرها وخلع أنيابها إلى حد كبير، ولولا قرار السادات بمنحها فرصة العودة للنشاط السياسى سواء بحسن نية للعمل فى النور أو بسوء نية لضرب الناصريين واليساريين لعاشت مصر فترات أطول من الاستقرار والسلام الداخلي، وعلى أية حال أن تأتى متأخرا أفضل من ألا تأتى أبدا، فالفرصة الآن سانحة للخلاص من الإخوان برغبة شعبية للقضاء على بركان البارود المتفجر للأبد وهى معركة تستحق أن تخوضها مصر وليس مقبولا فيها سوى الانتصار. لمزيد من مقالات عماد عريان