استطاع الاحتفال الذى اقامته مؤسسة الأهرام امس الاول بمناسبة اليوم العالمى لحرية الصحافة ان يدخل التاريخ بحروف من نور لان استطاع أن يمزج بين تقدير العمل الصحفى الجاد، والاتفاق بين ابناء الوطن المخلصين نحو حلم بناء مصر الحديثة واستكمال خارطة المستقبل. الاحتفال اقيم تحت رعاية رئيس الوزراء المهندس ابراهيم محلب ورئيس مجلس ادارة الاهرام احمد السيد النجار ورئيس تحرير الاهرام محمد عبد الهادى علام. وشرف الحفل بالحضور نخبة من رموز الفكر والصحافة والثقافة منهم د. مصطفى حجازى المستشار السياسى لرئيس الجمهورية والكتاب احمد عبد المعطى حجازى وسيد يسين ومنير عامر وماجدة الجندى و الفنانون عزت العلايلى ومحمد فاضل وفردوس عبد الحميد واثار الحكيم والشاعر الكبير جمال بخيت ومدير التصوير كمال عبد العزيز والاب بطرس دانيال والاعلامى حسام السكرى ونخبة من الصحفيين والاعلاميين على راسهم اسر شهداء الصحافة الذين ضحوا بارواحهم فى سبيل مهنة الحرية والبحث عن الحقيقة. والزملاء من الصحفيين الميدانيين والمصورين الذين تم تكريمهم من داخل مؤسسة الاهرام ومن الصحف والقنوات التليفزيونية الأخرى. قدم الحفل الكاتب محمد ابراهيم الدسوقى مدير تحرير الأهرام الذى بدأ بالقاء كلمة المؤسسة التي أشار فيها إلي مغزي اختيار الأممالمتحدة يوم الثالث من مايو ليكون يوما عالميا لحرية الصحافة عام 1993. كما أشار إلي ضرورة تكريم الصحفيين الذين سقطوا خلال الأشهر الماضية، من أجل ايصال الحقائق للقارئ المصرى، وان الإرهاب الأسود لم يمنعهم من المخاطرة بحياتهم، وتأدية عملهم فى ظل ظروف وتحديات صعبة تمر بها بلادنا بعد ثورة الثلاثين من يونيو، بينما يتعرض ولا يزال العديد من الإعلاميين لتهديدات لتمسكهم بكشف حقيقة الداعمين والممولين للإرهاب، وما يحاك للوطن من مؤامرات تستهدف أمنه واستقراره. واوضح ان حرص مؤسسة الأهرام على الاحتفاء بهذه المناسبة يأتي انطلاقا من دورها التنويرى والتثقيفى المشهود، وتفاعلها الدائم مع قضايا العالم والمنطقة طوال تاريخها الممتد ل 137 عاما. واضاف إن الأهرام ليست صحيفة تحمل على ظهرها تاريخا سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا محليا ودوليا فقط، فشمولها للأحداث جعلها ديوانا للأحداث بلغة عصرها وانفعالاته. وقال د محمد سعيد محفوظ مدير معهد الأهرام الاقليمي للصحافة أن المؤسسة تهتم بتدريب كل الزملاء الاعلاميين بكافة المؤسسات. ثم القى الاستاذ محمد عبد الهادى علام كلمة مرتجلة من القلب أكد فيها أن الأهرام باعتباره اعرق مؤسسة صحفية بمصر والعالم العربي لا يهتم بتكريم ابنائه فقط على قيم المهنية والحرية ، انما ايضا كل الزملاء من الصحف ووسائل العلام الاخري. وشدد علام أن الأهرام يكرم بكل الحب والاعتزاز شركاء العمل الصحفى من عمال طباعة وتوزيع ونقل واداريين، لايمانه بدورهم الكبير, وشدد ان الاهرام يمضى فى عهده الجديد الى تطوير رسالته الاعلامية لتحقيق اهداف ثورتى 25 يناير و30 يونيو ثم قدم الأستاذ احمد السيد النجار رئيس مجلس الادارة كلمته التى بدأها منوها الى أن هذا الاحتفال تحت رعاية السيد رئيس الوزراء شخصيا. قال : اريد ان ابدأ بما نشرته فريدوم هاوس عن وضع حرية الصحافة بمصر وانه دائما الاسوأ. اقول وانا رئيس اكبر مؤسسة صحفية قومية وهى عمود الخيمة للصحافة العربية والمصرية أننا نمارس حرية الصحافة على اعلى مستوى.وطوال عمرى امارسها بالأهرام سواء وانا باحث اقتصادى أو عندما اصبحت رئيس مجلس ادارة، كتبت فى مواجهة رئيس الوزراء وقام بالرد ورددت عليه. انما ما تقوله فريدم هاوس له علاقة باللون الذى تنظر من خلاله لحرية الصحافة. ,اقول أننا نمارس اقوى مما تسمى الصحافة الحرة لديهم. أين كانت تلك الصحافى فى تشوييها للحقائق عام 2003 عندما روجت لما رددته الادارة الامريكية من أكاذيب حول وجود أسلحة نووية بالعراق لتبرير الغزو الاجرامى. ثم شارك رئيس الوزراء ورئيس مجلس ادارة الأهرام ورئيس التحرير فى تكريم المراسلين المتميزين فى الصحف والقنوات المختلفة، وكذلك مصابو الصحافة وأسماء من استشهد منهم فى الميدان خلال الفترة الأخيرة، ومنهم اسماء الشهداء أحمد محمود وتامر عبدالرؤوف، ومحمد عبدالوهاب شلتوت (عامل التوزيع بالأهرام الذى استشهد بطلق نارى يوم 29 يناير 2011 أمام مبنى الأهرام) وسيد جابر محمد (موظف بشركة السياحة بالأهرام، والذى استشهد فى أحداث محمد محمود فى نوفمبر 2011).
كما تم تكريم اسماعيل جمعة الذى قام بتغطية خاصة اثناء فض اعتصام كرداسة، وأمير هزاع (من قسم الحوادث – الذى تم الاعتداء عليه أثناء موقعة الجمل)، وهانى بركات (الذى تم الاعتداء عليه أثناء تغطية مظاهرات جامعة القاهرة)، وعمرو الفار (الذى تم الاعتداء عليه أثناء جلسات محاكمة مبارك)، وكذلك تكريم المصورين محمد مصطفى حسين ومحمد ماهر محمد وأمير محمد عبدالظاهر. ومن بوابة الاهرام تم تكريم الزملاء أميرة وهبة وشريف أبوالفضل وعمرو حسن ومدحت عاصم. ومن بوابة الأهرام الانجليزية عثمان الشرنوبى وسيمون حنا، ومى شاهين ومن مجلة الأهرام العربى الزميل موسى محمود. ومن خارج الأهرام تم تكريم الزملاء خالد حسين (اليوم السابع) ومحمد عبد العال (قناة سى بى سي)، وداليا اشرف (قناة النهار)، ومحمد الحداد (قناة أون تى في)، وتامر مجدى (قناة المحور)، عمرو السيد (موقع صدى البلد)، ومحمد ابراهيم ديبو وعبدالله غيط من البديل، ومحمد فوزى (الوفد) وعمرو نبيل (وكالة ايه بي)، واحمد السعداوى(الجمهورية) واسماء وجيه (رويترز). وبعدها القى رئيس الوزراء كلمة مرتجلة جاءت مليئة بالمعانى الراقية والاشارات الاجتماعة والفكرية الهامة. وبدا حديثه قائلا: . اتوجه بالشكر لهذه الدعوة الكريمة التى أتاحت لى أكثر من فرصة، ولا استطيع أن اجد كلمة اكثر من السعادة تعبر عن لقائى مع رموز الفكر والفن والثقافة الذين تعلمنا منهم وما زلنا. كل الاحترام للدور الذى لعبوه ومطلوب منهم لعب دور أكبر فى هذه المرحلة. ويسعدنى أن التقى بشباب يبدأ وبقوة دورا سعدنا به فى هذه الفترة التى بدات من ثورة 25 يناير واستكملتها ثورة 30 يونيو. نرى حيوية واصرارا وكفاحا وصوت حرية، هذا هو شباب الاعلام فى مصر. الفرصة الثانية هو مكان جريدة الاهرام. جريدة تحمل لواء التنوير أكثر من 140 عاما وان شاء الله تستمر أكثر وأكثر. جيلى تعلم منها. كنا نحبو وتعلمنا من الجريدة. كنا نشتريها كل يوم جمعة لنقرأ مقال الأستاذ هيكل ونستنير بتحليله. هكذا تربى جيلى سياسيا، وأيضا الذين قادوا مرحلة مهمة من حرب التحرير فى اكتوبر. الفرصة الرابعة هى اليوم العالمى للصحافة. والتكريم والوفاء هنا اقرب, لاننا لابد أن ننظر الى دور الصحفيين فى التغطية الصحفية بجرأة الذين لم يترددوا أن يكونوا فى موقع الحدث لينقلوا كل التفاصيل بأمانة، فالتكريمم فى محله. الفرصة الخامسة أن أوجه رسالة للعالم كله فى يوم الصحافة أن مصر تحترم حرية الصحافة ولم ولن يقصف قلم. والروح المعنوية للشعب المصرى عالية رغم الظروف ومصر على استكمال خارطة الطريق. شعبنا متميز بالوسطية والسماحة وقبول الرأى والرأى الاخر. واذا كان من يدعى أن هناك أمثلة لقصف الأقلام وكتم الأفواه ، فاعطونا امثلة. أوجه للعالم رسالة أن مصر لها أخلاقها ومبادئها، طين مصر وفكر مصر هو محدد الشخصية المصرية السمحة المعطاءة. واضاف محلب: المرحلة القادمة ليست فقط لمواجهة الارهاب نحن والشعب، انما مرحلة بناء مجتمع مصر الحديثة. ,اساس المجتمع هو الفرد ,اساس بناؤه هى الثقافة. لذا لابد أن نضع الانسان المصرى فى اطار نهضة ثقافية تليق بالشعب المصرى. لابد ان نرسخ ثقافة العمل والانتاج، الرقى فى الذوق والرقى فى المعاملة واحترام الكبير، لن يكون هناك اصلاح اجتماعى بدون اصلاح اقتصادى. المجتمع يريد الثقافة ويريد التنوير ويريد الاعلاء من ثقافات سلوكية مثل الاعتراف بالخطا. وحول محلب دفة حديثة للوضع الحالى قائلا: « مصر دولة غنية لكن لم تكتشف بعد. المارد المصرى لابد أن يخرج ثانية بعد أن خرج بعد 1967 وقهر الهزيمة. هذا المارد معركته الكبيرة مع الحضارة وسيعود بالتنوير والوسطية. الشعب المصرى رفض تغيير هويته. فهو شعب متدين لكنه مثقف ويحب الموسيقى والشعر. ولا يعرف تفرقة لا فى اللون أو الدين او الجنس، واعترف محلب بوجود مشاكل بمصر قائلا: نعم لدينا أكثر من 60 بالمائة من مصر ليس بها صرف صحى، و 27 % من شعبنا فقير منه 5 % فقر مدقع. و 13.7 % بطالة، لكن لدينا ثروات وعدم بطالة اجتماعية. لدينا أكثر من بليون و700 مليار دين. وقفنا وقلنا مصر لا تستطيع أن تتحمل اكثر من هذا عجز فى الموازنة . عندما بدانا تحريك سعر الغاز زايدوا علينا. لماذا ادعم الغنى؟ الذى يستغل دعم البنزين فى مصر وكل دعم اخر هو الغنى. لماذا يذهب 80 % من دعم الوقود الى 20 % من الشعب؟ كل ذلك يتحمل عبؤه كل الشعب وتحديدا الفقراء. وهناك عبئ آخر هو خدمة الدين وكل الخدمات الاساسية تقل على هذذا الاساس. نريدكم أن تقولوا ذلك للناس لكى لا يزايد احد. المتاجرة بالام الوطن مؤلمة. ودورنا ان نوفر لكم المعلومات بكل شفافية. وسنتقبل النقد لصالح الوطن لاننا نريد تصحيح المسار. وفى الختام وجه كلامه الى رموز الفن والثقافة والصحافة قائلا : مصر تنتظر منكم المزيد فى المرحلة القادمة. حمى الله مصر. حمى الله مصر. جاءت الفقرة الاخيرة من الحفل مفعمة بالمشاعر وازدانت باغنيات المطرب الكبير على الحجار ومنها بوابة الحلوانى وهنا القاهرة ورباعيات صلاح جاهين . وحكى عن بداياته وذكرياته مع مكتشفه الراحل العظيم بليغ حمدى والملحن الاسطورى سيد مكاوى. ودعا الحجار الكاتب الكبير بهاء جاهين لالقاء قصيدة، فالقى واحدة من اروع قصائد والده الشاعر الكبير صلاح جاهين التى كتبها فى ذكرى استشهاد صحفى مصرى دفع عمره للدفاع عن مطبعة اثناء الحرب الاهلية اللبنانية .