بعد مرور أربعين شهرا على ثورة 25 يناير 2011 ضد فساد نظام مبارك وموجتها الثانية ثورة 30 يونيو ضد فشل نظام الإخوان الارهابي، ومازال شعب مصر ينتظر تحقيق حلمه بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية ونحن فى انتظار اختيار الشعب الرئيس القادم داعين الله أن يقدر الخير لمصر وشعبها خاصة بما لديها من الثروات الطبيعية والامكانيات البشرية والمادية المؤهلة للنمو والتقدم. أن تلاحم الشعب مع من يختاره رئيسا هو طوق النجاة لبناء مصر الجديدة خاصة فلقد تحمل المواطنون الكثير من المعاناة وأصبحوا مستعدين للانطلاق نحو المستقبل وهذا يتطلب ما يلي: العرض الموضوعى وبشفافية لطبيعة وحقائق تحديات المرحلة الحالية ومخاطرها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وتحديد واضح لرؤية الرئيس القادم لها ولدور ومهام كل فئات المجتمع لمواجهة هذه الأخطار. تقديم القدوة والأسوة الحسنة والمبادرة من الرئيس والحكومة بأفعال لا أقوال وسلوكيات يلمسها المواطن من إيقاف السفه الحكومى فى الانفاق وسوء استغلال أساطيل ومواكب السيارات الحكومية للمسئولين وأسرهم والتجهيزات والتأثيث المكتبى وخلافه، إلى التطبيق الفعلى لمبدأ عدم تعارض المصالح وعدم الاستعانة بأهل الثقة على حساب الخبرة والكفاءة وأن يعيش الرئيس وحكومته معيشة الشعب فى السراء والضراء. عدم تصديق مقولة إن مصر تم تجريفها ولم يعد بها كفاءات فهى زاخرة بالكفاءات الشابة والدماء الجديدة وأصحاب الخبرة الذين ينتظرون من يعطيهم الفرصة ويأخذ بأيديهم ويضعهم فى موضع المسئولية، فمصر بحاجة لكل من لديه رؤى غير تقليدية وافكار من خارج صندوق الفاشلين بالنظامين السابقين لكى تسير فى طريق التقدم والازدهار. تنقية وتعديل القوانين والتشريعات لتتوافق وتساير ما نصت عليه مواد دستور مصر الجديد، وأن يكون لهذه التعديلات الأولوية فى مداولات مجلس النواب القادم لتأسيس وتطبيق دولة سيادة القانون على الجميع. إن تطبيق الحدين الأدنى والأقصى للأجور، وإقرار الضرائب التصاعدية على الدخل، وإصلاح منظومة الدعم ليصل لمستحقيه بدءا من أول يوليو المقبل لهو أسرع مفتاح سحرى لبوابة العدالة الاجتماعية يمكن أن يستخدمه الرئيس القادم. إنقاذ منظومة التعليم العام والجامعى من فشل مسئوليها الحاليين وتطهير دروب وزارتى التعليم والتعليم العالى من الفساد من أهم الأولويات التى ينبغى أن يهتم بها الرئيس الجديد، وأن تتولى كفاءات ودماء جديدة المسئولية فورا لتنقذ ما يمكن انقاذه من التدهور القيمى والمهنى والأخلاقى لمنظومة التعليم بمصر. اصلاح وضبط مؤسسات الدولة وسلطاتها وإعادة تنظيم وهيكلة الجهاز الادارى للدولة ليكون أداة إنجاز وليس معوقا للتنمية. لقد تعايشنا وجربنا حكم رجال ومسئولى نظامين صرنا بهما إلى ما نحن فيه الآن بسبب فكرهم وسياساتهم وفسادهم واستبدادهم.. وليس من الحكمة أن يعاد الاستعانة بهم مرة أخرى بأى شكل من الأشكال حتى لانصل إلى النتيجة نفسها، من الفساد والاستبداد. نريد دماء جديدة وكفاءات وعقولا مخلصة لمصر وهذه رسالتى للرئيس القادم. د.حمدى عبدالسميع محمد أستاذ بطب بيطرى بنها