ربما سافرت عبر الطريق الزراعى ليلا إلى إحدى محافظات الوجه البحرى، سواء بسيارتك أو بأى وسيلة مواصلات أخرى، وشاهدت بنفسك مدى تهالك شبكة الطرق وتآكلها، ورأيت تدمير الطبقة الأسفلتية فى عدة أماكن الأمر الذى يكشف عن كوارث كثيرة على الطرق السريعة . الأمر المؤسف أن حوادث الطرق سنويا تلتهم نحو 13 ألف شخصا لأسباب متفاوتة منها سلوكيات قائدى المركبات، أوظهور المطبات المفاجئة التى تم إعدادها بطريقة عشوائية وغير فنية، بالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائى على معظم الطريق فى ظل عدم وجود إشارات فسفورية تكشف معالم الطريق، وتبين الفجوات الأرضية حتى لا يرتطم إطار السيارة بها وتحدث الكارثة. الحقيقة أن قطاع النقل أصبح فى الآونة الأخيرة أحد الأعمدة الرئيسية للبنية الأساسية فى أى دولة خاصة النقل على الطرق، والإهتمام بهذا القطاع يدر مليارات الجنيهات سنويا، كما أن نمو الدول اقتصاديا واجتماعيا يرتبط ارتباطا وثيقا بحجم وكفاءة البنية التحتية للنقل والتى من خلالها ينتقل المواطنون لأداء أنشطتهم بسهولة ويسر، إننا نحتاج إلى توفير أقصى معدلات الأمان والسلامة لمستخدمى شبكة الطرق . الكارثة المدوية أن معظم الطريق الزراعى خاصة عند منتصف الليل يسوده الظلام الدامس حيث تختفى كشافات الإضاءة، وتنعدم الرؤية تماما فى مداخل عدد كبير من القرى، وتصبح الأجواء مهيأة للسرقة والاختطاف . إننى أدعو الدكتور إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء "النشيط" أن يتوجه بموكبه عند منتصف الليل إلى الطريق الزراعى ليرى مستوى الخدمة السيئة عليه فى هذا التوقيت الصعب ، ويلمس بنفسه الظروف التى يمكن أن تواجه المواطنين فى أثناء سفرهم ليلا والمخاطر التى يتعرضون لها ؟ وأتساءل ..هل يرضى رئيس الوزراء أن يكون هذا الطريق مصيدة للمسافرين ومكسبا للخارجين على القانون؟ أعتقد أن زيارة رئيس الحكومة للطريق الزراعى ليلا ستكشف له عن العديد من المساوئ والسلبيات التى يرفضها المواطن، لذلك لا بد من مواجهة المشكلة ووضع حلول عملية لإنارة الطريق لوقف بلطجة قطاع الطريق المستغلين أجنحة الظلام ليبثوا الرعب فى قلوب الآمنين . الغريب أن بعض سيارات الشرطة تتجول ليلا فى فترات متباعدة ، وأيضا فى الظلام وتواجه البلطجية، ولكن هذه الأقوال الأمنية مهددة أيضا بالخطر، ولا تكفى للسيطرة على كل فجوات الطريق الزراعى الأمر الذى يتطلب مرور موكب رئيس الوزراء على الطريق الزراعى ليكتشف العديد من المفاجآت غير المتوقعة فى نص الليل . لمزيد من مقالات عباس المليجى