تمثل شبه جزيرة سيناء من المنظور العسكري عمقا استرتيجيا لمصر حيث كانت في التاريخ كما في الجغرافيا بمثابة اسفنجة ماصة لقوات العدو الغازية تهلكها وتذيب خططها عبر الاودية والهضاب والجبال وحتي مع وجود اسرائيل فرضت سيناء علي طائرات العدو منطقة حماية مؤكدة للعمق المصري الحبيب ولعل جغرافية سيناء العبقرية هي لمحة من عبقرية المكان الذي وهبه الخالق لمصر بحيث اصبحت سيناء هي بمثابة قدس الاقداس علي حد تعبير العبقري جمال حمدان, نحن اذن امام61 الف كم مربع يمثل6% من مساحة مصر(3 امثال مساحة الدلتا) وفي هندسة التكوين الجغرافي سيناء عبارة عن مثلث مائل قليلا في الجنوب يرتكز علي قاعدة عريضة كالمستطيل في الشمال, هذا المستطيل الشمالي شمال سيناء اضلاعه قناة السويس غربا والحدود السياسية مع فلسطين شرقا, ثم ساحل البحر الأبيض المتوسط شمالا واخيرا الخط المائل بين رأسي خليجي السويس والعقبة جنوبا, أما المثلث الجنوبي جنوب سيناء فرأسه عند رأس محمد, أما ضلعاه فخليجا السويس والعقبة. هذه اذا نظرة طائر للمكان قبل ان ندخل ونستعرض همومه وامكاناته وزراعاته واحلامه وفي الحقيقة لم اجد اجمل ولا أرقي من كلمات الخالد جمال حمدان لصياغة هذه المقدمة بتصرف محدود, ثم نتناول بعد ذلك ملفات الزراعة والانتاج الحيواني والتعدين والطاقة وغيرها التنمية الزراعية يعتبر القطاع الزراعي احد القطاعات الرئيسية داخل محافظة شمال سيناء بما يحققه من عوائد صافية تبلغ496 مليون جنيه, كما بلغت القيمة المضافة لهذا القطاع نحو654 مليون جنيه حسب احصائيات عام2011 وبلغ عدد العاملين في هذا القطاع32 الف عامل تبلغ اجورهم حوالي115 مليون جنيه ولعل احد عوائق التنمية وجود اراضي تقدر بحوالي2.6 مليون فدان صالحة للزراعة وغير مستغلة وتحتاج الي حفر العديد من الآبار العميقة, وفي ضوء ندرة الموارد المائية وارتفاع تكلفة الري فإن الزروع تعطي إنتاجا منخفضا خاصة محاصيل الفاكهة التي تقل انتاجيتها نتيجة تجاوز الاشجار العمر الانتاجي والدليل انخفاض مساحات الخوخ من حوالي71 الف فدان عام1997 الي40.6 الف فدان عام2011 هذا الي جانب الثبات النسبي للمساحات الزيتونية والنخيلية, وفي دراسته المقدمة الي المؤتمر العشرون للأقتصاديين الزراعيين( اكتوبر2012) عرض الاستاذ الدكتور رجب محمد حفني للوضع الراهن للزروع النباتية في شمال محافظة سيناء من خلال عدة مؤشرات هي1- الاهمية النسبية للاراضي الزراعية حيث تبين ان جملة المساحة المزروعة حوالي144.8 الف فدان تساهم فيها بنسبة71% منطقة دلتا وادي العريش( رفح الشيخ زويد- العريش) كما تساهم المناطق الصحراوية بوسط سيناء بنحو14.9% من جملة هذه المساحة اما المساحات المنزرعة بمنطقة بئر العبد فلم تتعد مساحتها15.7 الف فدان2- ملامح التركيب المحصولي: يحتل الشعير المرتبة الاولي علي قائمة الزروع الشتوية بنسبة9.4% واحتل البطيخ المرتبة الاولي في المحاصيل الصيفية بنسبة8% والطماطم احتلت المرتبة الاولي في المحاصيل النباتية واحتل الخوخ المرتبة الاولي في المحاصيل البستانية56 الف فدان3- مؤشرات الانتاج والربحية: حققت الزروع النباتية تفوقا ملموسا كما تفوق محصول الشعير علي القمح كما حققت الطماطم أعلي معدل انتاجية كما تراوح عائد الجنيه المستثمر للزروع الفاكهية(.8,-1.6) مقابل نحو(.7,-2.9) للزروع الخضرية مقترحات لتطوير وتفعيل التنمية الزراعية في سيناء اعتماد برنامج الاحلال والتجديد للمزارع البستانية: بلغت نسبة الاحلال لمحصول الخوخ30% وان اهم الاصناف المرغوب فيها هي فلوريدا وايرلي جراند بينما بلغت نسبة الاحلال لمحصول الزيتون22% وان الاصناف المرغوبة هي منزانيللو وبيكوال وكروناكي ويوناني وشملالي وفيما يختص بالنخيل فقد بلغت نسبة الاحلال35% وكانت اهم الاصناف المرغوبة هي العامري وبنت عيشة والخداري والحياني.2- برنامج التوسع في تحميل المحاصيل الحقلية علي الزروع البستانية: اكدت الدراسة الميدانية تحت اشراف ا.د رجب حنفي علي جدوي تحميل الزروع الحقلية علي المحاصيل البستانية خلال الفترات الاولي من عمر الاشجار حيث تم تحميل العدس علي الخوخ والزيتون ويحقق البرنامج عوائد اضافية تقدر بحوالي268 جنيها لفدان الخوخ المحمل بالعدس وحوالي1500 جنيه لفدان الزيتون المحمل بالعدس3- البرامج السمادية وهذا البرنامج هدفه تحقيق الاكتفاء الذاتي من الاسمدة العضوية اللازمة للزروع البستانية السيناوية وكذلك تجنب الاصابة بالأمراض والفطريات والحشرات والنيماتودا بالاضافة لزيادة العوائد الصافية للمنتجين بسبب خفض تكلفة نقل السماد كما توصي الدراسة بتخفيض الكميات المستخدمة من الاسمدة الكيماوية والاعتماد علي التسميد الحيوي4.- التصنيع الزراعي للمنتجات السيناوية: تقترح الدراسة ضرورة تصنيع اكبر قدر من الفائض داخل المحافظة كتصنيع العصائر والمربات والكمبوت لمحصول الخوخ وكذلك تخليل الزيتون واستخلاص زيوته الي جانب تصنيع وتعليب وتغليف منتجات النخيل5- برامج المكافحة الحيوية المتكاملة: قضايا الثروة الحيوانية: يعتبر الانتاج الحيواني جزءا مكملا للأستراتيجية الزراعية والغذائية لأي مجتمع وتحتل المنتجات الحيوانية في شمال سيناء اهمية تقارب اهميتها علي المستوي القومي حيث تساهم بنحو24% من قيمة الانتاج الزراعي ويأتي نشاط تربية الاغنام والماعز احد ركائز التنمية فهو يوفر اللحوم والصوف والالبان كما يتسم بسرعة دوران رأسماله وقد بلغت قيمة المنتجات الحيوانية داخل قطاع المجترات الصغيرة حوالي55 مليون جنيه كما بلغت القيمة المضافة28 مليون وتؤكد المؤشرات الاقتصادية تفوق الاغنام علي الماعز في مقاييس الربحية الاقتصادية ولتطوير الدور التنموي للمجترات الصغيرة يتطلب توفير اعلاف غير تقليدية واقامة مصانع لهذه الاعلاف وتعظيم دور صندوق دعم الماشية لدعم المربين.