خدمات عالمية.. أغلى مدارس انترناشيونال في مصر 2025    تعليم القاهرة يحصد المراكز الأولى في العروض الرياضية على مستوى الجمهورية    تعليم القاهرة يحصد المركز الأول على مستوى الجمهورية بمسابقة الخطابة والإلقاء الشعري    عيار 21 يسجل أعلى مستوياته.. أسعار الذهب اليوم الجمعة بالصاغة بعد قرار المركزي    سعر التفاح والبطيخ والفاكهة بالأسواق اليوم الجمعة 23 مايو 2025    رسميًا بعد قرار المركزي.. ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 23 مايو 2025    رئيس مدينة دمنهور يتابع تنفيذ مشروعات تحسين البنية التحتية.. صور    "إطلاق النار بجنين.. 7 دول أوروبية تستدعي سفراء إسرائيل للتوبيخ    بعد مواجهة البيت الأبيض.. تعرف على جذور قضية العنصرية بين البيض والسود    أمريكا تتهم مرتكب جريمة المتحف اليهودي بالقتل من الدرجة الأولى    وزيرا خارجية الأردن وألمانيا يؤكدان ضرورة التكاتف لوقف الحرب على غزة    بعد غضب الزعيم.. كوريا الشمالية تفتح تحقيقًا بشأن حادث المدمرة    جانتس: نتنياهو تجاوز خطًا أحمر بتجاهله توجيهات المستشارة القضائية في تعيين رئيس الشاباك    فلسطين.. 4 شهداء وعشرات المفقودين إثر قصف إسرائيلي على منزل في جباليا شمال غزة    اتحاد الكرة يعلن حكام مباريات الجولة قبل الأخيرة لدوري المحترفين    "بمشاركة مصر".. جوائز مالية ضخمة لبطولة كأس العرب تصل ل 36.5 مليون دولار    وزير الشباب ومحافظ الدقهلية يفتتحان المرحلة الأولى من نادي المنصورة الجديد بجمصة    كأس مصر لكرة القدم سيدات.. بين قوة الأهلى وطموح وادى دجلة    أسرة طائرة الأهلى سيدات تكرم تانيا بوكان بعد انتهاء مسيرتها مع القلعة الحمراء    أيمن يونس: الدوري هذا الموسم "باطل"    ياسر ريان: يوريتيش مدرب كبير ولا بد أن يبادر بالهجوم ضد صن داونز    نجم الزمالك السابق: ما يحدث لا يليق بالكرة المصرية    بالصور| حريق هائل بمصنع بمنطقة الروبيكي في العاشر من رمضان    وجه لها 16 طعنة وهي ونايمة، قرار من النيابة ضد طالب بالصف الأول الإعدادي حاول قتل والدته بالغربية    مصرع شاب وإصابة آخر في حادث مروري بقنا    لمروره بأزمه نفسيه.. المشدد 5 سنوات للأبن العاق لقتله والدته بالوراق    تفاصيل مقتل فتاة على يد شقيقها ورميها في البحر اليوسفي بالمنيا    الفنان محمد رمضان يسدد 26 مليون جنيه لصالح شبكة قنوات فضائية    «تعليم القاهرة» يختتم مراجعات البث المباشر لطلاب الشهادة الإعدادية    عاجل- إكس: نواجه عطلا في مركز للبيانات وفرقنا تعمل على حل المشكلة    Spotify تحتفل بإطلاق أحدث ألبومات مروان موسى في مباراة "برشلونة"    عمرو سلامة: "الزمالك ضار أكتر بالصحة"    طرح البوسترات الترويجية لأبطال مسلسل «مملكة الحرير»    الشعبة: أقل سيارة كهربائية حاليًا بمليون جنيه (فيديو)    تنفيذًا لحكم القضاء.. محمد رمضان يسدد 36 مليون جنيه (تفاصيل)    4 أبراج «بيسيبوا بصمة».. مُلهمون لا يمكن نسيانهم وإذا ظهروا في حياتك تصبح أفضل    أدعية مستحبة في صيام العشر الأوائل من ذي الحجة    ما حكم ترك طواف الوداع للحائض؟ شوقي علام يجيب    ما حكم تغيير النسك لمن نوى التمتع ثم تعذر؟ المفتي السابق يجيب    «المفرومة أم القطع».. وهل الفرم يقلل من قيمة الغذائية للحمة ؟    «بربع كيلو فقط».. حضري «سينابون اللحمة» بطريقة الفنادق (المكونات والخطوات)    «لقرمشة مثالية وزيوت أقل».. أيهما الأفضل لقلي الطعام الدقيق أم البقسماط؟    "القومي للمرأة" ينظم لقاء رفيع المستوي بعنوان" النساء يستطعن التغيير"    مسلسل حرب الجبالي الحلقة 7، نجاح عملية نقل الكلى من أحمد رزق ل ياسين    تشميع مركز للأشعة غير مرخص بطهطا بسوهاج    سعر السكر اليوم الخميس 22 مايو 2025 داخل الأسواق والمحلات    مكتب نتنياهو: ترامب وافق على ضرورة ضمان عدم امتلاك إيران سلاحًا نوويًا    م. فرج حمودة يكتب: سد عالى ثالث فى أسوان «2-2»    «المصريين»: مشروع تعديل قانون الانتخابات يراعى العدالة فى التمثيل    هل التدخين حرام شرعًا ؟| أمين الفتوى يجيب    وزير الشباب والرياضة يشارك في مناقشة دكتوراه بجامعة المنصورة    البابا تواضروس يستقبل وزير الشباب ووفدًا من شباب منحة الرئيس جمال عبدالناصر    وزير الصحة ونظيره السوداني تبحثان في جنيف تعزيز التعاون الصحي ومكافحة الملاريا وتدريب الكوادر    بروتوكول تعاون بين جامعة بنها وجهاز تنمية البحيرات والثروة السمكية (تفاصيل)    أسعار الفضة اليوم الخميس 22 مايو| ارتفاع طفيف- كم يسجل عيار 900؟    «العالمية لتصنيع مهمات الحفر» تضيف تعاقدات جديدة ب215 مليون دولار خلال 2024    عرض "مملكة الحرير" قريبًا    أمين الفتوى: هذا سبب زيادة حدوث الزلازل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الحرب والسلام
قرار السلام تاريخي والسادات فلتة من فلتات الزمن والجيش قادر علي تدمير الإرهابيين في24 ساعة

يوميات الحرب وبطولاتها وعملية السلام ونتائجها واستراتيجية إعادة العبور للقضاء علي الارهاب استدعت فتح ملف ذكريات البطولة والفداء حتي التحرير وتقييم معاهدة كامب ديفيد ورؤية السادات بعيدة المدي والدور الوطني لقبائل سيناء في تحقيق النصر كما استدعت ضرورة إعادة النظر في خطورة ترك سيناء بدون تعمير ومحاولات شيطنتها وتحويلها الي وكر للارهاب...
وكيف كان للدور الانساني بين القادة والجنود تأثيره المطلق في رفع المعنويات في كل تلك المراحل. ضيوف ندوة الأهرام الابطال حرصوا علي التطرق لهذا الجانب اثناء الحرب وحكوا كيف اهتم عبد الناصر والسادات باعداد مصر شعبا وجيشا للمعركة وكيف نجح القادة المحاربون في غرس الالفة والحب بين المدنيين وافراد الجيش المصري أينما وجدوا وغيرها من القضايا التي تناولتها الندوة. الضيوف المشاركون بالندوة تحدثوا عن انفسهم قليلا ولكنهم اطالوا في الحديث عن غيرهم في حرب الاستنزاف وأكتوبر خاصة الشهداء وجميعهم أشاد ببطولة عبد الناصر وعبقرية السادات تركنا لضيوفنا حريه.. الكلام فقط طلبنا أن يتذكر كل منهم ملحمة شارك فيها لتحرير الارض والعرض
تبة الشجرة معركة المجهود الرئيسي
اللواء رجب عثمان/ تخرجت في كلية القادة والاركان عام1969 وتوليت قيادة اللواء الرابع في منتصف الجبهة بالاسماعلية واثناء عمليات1967 كنت رئيس الكتيبة الاولي للمشاة في منطقة الكونتلا1971 وكان لي الشرف حيث حاربت بها في6 أكتوبر1973 وكانت المجموعة التي في الكتيبة أكثر من ممتازة ومنهم الضابط الرائد حمدي البنداري الذي كان رئيس عمليات في الكتيبة والنقيب طلبة رضوان وكانت مهمتنا في ا لحرب كتيبة المجهود الرئيسي في لواء المجهود الرئيسي في فرقة المجهود الرئيسي في جيش المجهود الرئيسي في طريق اسماعلية العوجة وكانت مكلفة باحتياطي موجود في( تبة الشجرة) علي مسافة5,17 كيلو متر علي طول القناة وفي حرب الاستنزاف عند حدوث أي اشتباك كانت الكتيبة تأتي بسرية دبابات فوق التبة الصناعية حيث كانت وظيفة التبة منع اي انسان من النزول في المياه وكان النقيب طلبة مكلفا في ذلك الوقت بالعبور قبل ثلث ساعة وكان ا لمفروض ان يكون مع المدفعية لاحتلال التبة وكان ذلك مجهودا شاقا فأمامه حوالي18 كيلو مترا يعبرها بالقارب وساتر ترابي اكثر من20 مترا ويجري كيلو ونصف حاملا معداته قبل ان يحتل التبة وذلك في اقل من15 دقيقة ووفق بفضل الله ودمر الاحتياطي وأمن الكتيبة واللواء والفرقة واستمر الأمر حتي يومي6 و7 ويوم8 كان المفروض ان نحتلها و التبة عبارة عن موقع حصين يستخدم كمركز قيادة للقطاع الأوسط كله( منطقة الطاليا الفرقة16 حتي كوبري الفردان) و بها نقطتان قويتان كانت تهاجمهما كتيبة محمد سمير عندما هاجموهم يوم6 تركوا نقطة وتجمعوا في نقطة من النقطتين وبعد مقاومة شديدة فضل الفريق حسن أبو سعدة ان ننتظر حتي تقوم الفرقة كلها بهجوم في وقت واحد وانتظرنا يومي6 و7 وكلها كانت اشتباكات وفي يوم8 الساعة الثانية عشرة حدثت الهجمة المضادة للواء عساف ياجوري ودمر هذا اللواء في فترة ما بين5 و10 دقائق وبدأ الفريق حسن ابو سعدة يعطي اوامر الهجوم لتدمير اللواء190 وتمت الهجمة المضادة وكان علينا تحقيق مهمة تبة الشجرة التي يبلغ ارتفاعها83 مترا عن سطح الارض حيث كان المعروف ان الخسائر سوف تكون كبيرة ولذلك طلبت من قائد اللواء ان اهاجم بالليل لانني رأيت يوم7 أكتوبر اشتباكات دبابات العدو معنا طوال النهار والتي تتجمع مع أخر ضوء وتنزل للخلف لعمل صيانة للمعدات استعدادا لليوم الثاني وبالفعل هجمنا وعند الصعود حدثت غارة جوية ادت الي خسائر استشهد فيها محمد حمزة عبد الحميد وتم الهجوم علي تبة الشجرة واستولينا عليها فيما لايزيد علي45 دقيقة وهي مسافة المشي والدبابات وفي صباح اليوم الثاني عززنا المواقع وحدثت هجمات مضادة من اول ضوء لآخر ضوء
اللواء طلبة رضوان: عبرت قبل الجميع بثلث ساعة لتأمين عبور كتيبتي ورفعت علم مصر
وهنا تدخل اللواء طلبة رضوان بحماس الضابط لقائده قائلا لابد ان يعرف الجميع قدر هذا الرجل مشيرا الي اللواء رجب عثمان قائد كتيبة مشاة وهي اول كتيبة عبرت في قناة السويس وأول كتيبة رفعت علم مصر علي الضفة الشرقية وتبة السبعات واستطرد طلبة رضوان قائلا انا عبرت القناة لتأمين الفرقة الثانية كلها ورفعت العلم قبل القوات المسلحة المصرية ب20 دقيقة حيث تم العبور في الساعة الثانية وخمس دقائق ظهرا ورفع العلم المصري في الثانية و10 دقائق وبدموع ملأت عينيه يحكي طلبة رضوان حكايه الجندي سيد عبد النبي
وواصل قائلا المقاتل يحتاج الي عناصر مهمة منها ضرورة ان يعيش الضابط عيشة العسكري ولا يفضل نفسه عليه يعيشها بنفس آلامه ومعاناته, فالعسكري عندما يستشعر احساس القائد بمعاناته ومشاكله يعطيه نقطة ثقة حينما يتدخل لحل مشاكله ويعلمه الصح خاصة ان العسكري المصري ذكي وهو يدرك ذلك ولما يحس انه تعلم صح يعطيه الربع الباقي من الثقة وتجربتي عن الفداء والتضحية بالمعني الكامل كانت مع الشهيد العسكري السيد عبد النبي مصطفي تجنيد68 وكنت وقتها ملازم وكان في فصيلتي وانا أمر في احد الليالي الشتوية وجدته يبكي ومع اصراري علي معرفة سبب بكائه ذكر انه كان يعمل سائقا في شركة المقاولون العرب وكان يتقاضي مرتبا200 جنيه وفي الجيش يحصل علي2 جنيه و30 قرشا وبالتالي لا يستطيع ان ينفق علي زوجته واولاده, مما يوجد نوعا من المشكلات بينهم ادت لتركهم البيت ولما تذكرهم بكي وقتها تذكرت كلام اللواء سمير الحملاوي الذي علمني ان اشتغل الوظيفة بأبعادها فدونت شكواه وارسلتها الي المهندس عثمان احمد عثمان رئيس مجلس ادارة شركة المقاولون العرب فتلقيت بعد اسبوع خطابا من مكتبه بأسم المهندس عثمان يشكرني فيه علي الاهتمام بجنودي ويطلب مني المرور عليه في أول أجازة ميدانية فأستلمت الخطاب السابعة مساء وذهبت الي قائد الكتيبة رحمه الله فطلب مني ان اصطحب العسكري لمقابلة المهندس عثمان واعطاني5 جنيهات من جيبه الخاص للمواصلات ولافطار العسكري وعندما ذهبنا الي مقر الشركة بشارع عدلي لفت نظري ان موظف الأمن لديه خبر باستقبالنا وفي الدور الثامن حيث مكتب المهندس عثمان كانت هناك مقابلة حارة منه لنا ورغم مكانته المرموقة وشهرته الواسعة اهتزت مشاعره لظروف العسكري واخرج من جيبه ظرفا به مجموعة من النقود وقال للعسكري ان هذا المبلغ عوض لك عن المدة السابقة التي لم يتقاض فيها العسكري مرتبه منذ دخوله الجيش وقال له بالحرف الواحد اول كل شهر تيجي تهجم علي في مكتبي وهتجد ظرفا فيه مرتبك حتي تنتهي مدة خدمتك في الجيش وعندما عاودت به الي الكتيبة عاتبني قائد اللواء لانني عاودت به مرة اخري وطلب مني ان اعطي له اجازة ليصالح اهله ويفرحهم ويعطيهم النقود ومن يومها وهو يلازمني وفي6 أكتوبر73 حدثت غارة شديدة علي سريتي وقبل بدئها وجدت السيد عبد النبي نط في الحفرة بتاعتي وطبقني وغطاني بجسمه وفي لحظتها تنزل كرة بلي علي ظهره ويستشهد فيها سيد عبد النبي مصطفي ويفديني بروحه... وانخرطلبه في البكاء وابكانا جميعا معه
اللواء محيي نوح: انتقمنا لعبد المنعم رياض فورا
تخرجت عام63 والتحقت في مدرسة الصاعقة وكنت الاول وعينت مدرسا في مدرسة الصاعقة ثم سافرت الي اليمن لمدة عامين ونصف ثم ترقيت واستفدت من سفري الي اليمن استفادة كبيرة حيث تعلمت كيفية حرب العصابات وحرب المدن وذلك لطبيعة الجبال والسهول والوديان هناك ولما عدنا الي مصر يوم5 يونيو كنا في شرم الشيخ وطلب مني الخروج من شرم الشيخ الي مدينة السلام ولم اكن اعلم ان هناك انسحابا لقواتنا إلا من تراجع بعض القوات فعدنا الي الاسماعيلية حيث طلب منا ان نوقف لواء من العريش حتي القنطرة وبالفعل اوقفناهم عند منطقة جليانة حيث كانت كتيبة الصاعقة عبارة عن افراد لايزيد عددها عن250 فردا بعدها طلبوا منا النزول الي القاهرة والانضمام الي فرع العمليات الخاصة وقابلت هناك ابراهيم الرفاعي والذي بدأت معرفتي به في اليمن ونفذنا ما يقرب من92 من العمليات تحت مسميات مختلفة ما بين استطلاع وغارات وكمائن وخلف الخطوط وضرب في منطقة بيسان والفسفور في اسرائيل مع الشهيد العزيز ابراهيم الرفاعي وكذلك عصام الدالي الذي نفذ عملية ضرب ايلات في اسرائيل بالاشتراك مع منظمة فتح مما أسفر عن430 قتيلا اسرائيليا و7 مركبات و17 دبابة واول أسير جاءت به المجموعة و4 لوادر غير التدمير الذي احدثته المجموعة وهو الاهم وهو كسر الحاجز النفسي بين الاسرائيليين والمصريين ورفع الروح المعنوية للجنود المصريين وفي9 مارس69 بعد استشهاد البطل عبد المنعم رياض طلب منا تدمير الموقع الذي انطلقت منه القذيفة التي قتلت مجموعة ضباط وصف جنود واستطلعنا الموقع جيدا من مبني الارشاد في الاسماعيلية وشاهدنا الدخول والخروج من هذا الموقع الحصين4 دوشم فيها خنادق والدوشمة عبارة عن فلنكات سكة حديد وشكائر رملية ودبش في شبك حتي يمتص الانفجار والخنادق مغطاة بالداخل بصاج معرج ولايستطيع احد منهم أن يتحرك الا من خلف جدار وبعد ذلك اختار ابراهيم الرفاعي المجموعة التي ستنفذ العملية معه وكنت قائدا في هذا الوقت لمجموعة اقتحام محسن طه ووئام ورجائي قائد مجموعة اقتحام أخري وفي الوسط ابراهيم الرفاعي وتم التحرك يوم19 ليلا من الاسماعيلية علي مسافة3.5 كيلو الي الموقع الذي سنتوجه اليه حيث كان معنا العميد مصطفي كمال رفعت الزعفران كضباط اتصال وبدأت المدفعية تضرب علي كل الجبهة وعبرنا ب6 قوارب و64 فردا وكانت تصل قوة الافراد من40-44 فردا ووصلنا جنوب الموقع ورفع ضرب المدفعية واقتحمنا الموقع بالتعامل مع قنابل الدخان ثم القنابل اليدوية ثم الاسلحة الي ان وصلنا الي القتال المتلاحم بالخناجر والسنكي وقضينا علي الموقع وحرقنا المنطقة المدنية في النصف وانزلنا العلم الاسرائيلي ورفعنا العلم المصري وكان منظرا عجيبا امام اهالي الاسماعيلية وبدأ احتياطي العدو يتحرك وصدرت لنا الأوامر بالانسحاب وأصبت خلال هذه العملية واستشهد الزميل الجيزي وقام الرائد طبيب نصر ورفعت بنقلي الي مستشفي القصاصين بطائرة ثم الي مستشفي المعادي وهناك أخذني اللواء محمد صابر مدير المخابرات آنذاك وأنا غارق في دمائي وأحضر لي ملابس وهذه لمسة انسانية منه وطلب مني ان أهييء نفسي لزيارة مهمة مع الرئيس جمال عبد الناصر لأحكي له ما حدث في هذه العملية فذكرت له أن المجموعة39 قهرت الجندي الاسرائيلي وقضت علي خرافة أنه جندي لا يقهر وذلك بسبب تضليل الاعلام الخارجي الذي يسوق لهذه الاسطورة الكاذبة أما الجندي المصري فانه خير أجناد الارض وهو لم يأخذ حقه اعلاميا لا داخليا ولا خارجيا وبعد إشادة الرئيس عبد الناصر بالمجموعة طلب الاستزادة من مثل هذه العمليات ولكن للاسف كان العدو وقتها يكثف من تحصيناته واطلق علينا في هذه الفترة موشي ديان لقب الاشباح ويستطرد اللواء محيي في حكايته عن عملية أخري في حرب الاستنزاف كانت وقتها جولدا مائير رئيسة الوزراء الاسرائيلية تزور مطار الطور لرفع معنويات جنودها وجاءتنا اوامر بتدمير هذا المطار فبل وصولها فتحركنا من القاهرة بعربيات الزيل الروسية والقوارب والذخيرة الي منطقة رأس دب في المنطقة الغربية لخليج السويس مسافة35 كم وفي يوم70/5/2 بدأنا نتحرك لتدمير مطار الطور وكان وقتها الموج عاليا والليل دامس الظلام وفي الساعة الواحدة من الليل ضربتني موجة عالية فأوقعتني في نصف الخليج فتشبثت في حبل البرومة وزميلي مساعد بحري أبو الحسن يبحث عني وأنا تحت البرومة وتيقنت لحظتها أنني ميت لا محالة فنطقت الشهادة لأنني لو تركت يدي فسوف يقصم الرفاس دماغي نصفين واذا لم اتركة سيأكلني سمك القرش لا محالة لحظتها استحضرتني صورة ابنتي الجميلة وانا تحت الماء وهي تقول بحبك يا بابا و تذكرت كلامها وكلامي وانا اقول لها سامحيني( فأنا كرجل شرقاوي لا أحبذ خلفة البنات) وفجأة أوقف ابو الحسن القارب فبدأت اطلع ووقع منا غريب جودة فشكلنا دائرة حوله حيث كان طول الموج6 أمتار والعواصف رهيبة الي أن وصلنا الي مركب لبناني شاطحة شمال مطار الطور ووصلنا واخرجنا القواذف والذخيرة وو ضعنا الالغام علي الطريق وبدأنا نضرب المطار كل20 دقيقة قذيفة في قذيفة فقتلنا منهم عددا كبيرا جدا مما تسبب في انخفاض الروح المعنوية لجولدا مائير وكذلك معنويات جنودها وزارنا الرئيس انور السادات بعدها لتهنئتنا جميعا.
رائد سمير نوح: الشهيد محمود الجيزي أسطورة وفاء
أنا من الصاعقة البحرية ولبست جيش وكانت هي النواة الأولي للعمل بفرع العمليات الخاصة بادارة المخابرات الحربية والاستطلاع. وقتها قواتنا المسلحة أبت أن تستسلم في نكسة67 وفي4-7-67 قام ابراهيم الرفاعي بأول عملية في منطقة جينفيا جنوب البحيرات مع503 صاعقة وقام هو بعملية التلغيم وتدمير اكثر من مليون صندوق ذخيرة ووقتها أيضا بدأت تضربنا بصواريخ من الضفة الشرقية للغربية ونحن لا نعرف مداخلها ولا مداها ولما تحدث القادة مع الروس طلبوا منا احضار عينة صاروخ واحد لمعرفة قوة التدمير, وطلب الشهيد ابرهيم الرفاعي من النقيب اسلام قاسم والرائد طبيب اسلام نصر مهمة القيام بذلك وعبرا القناة واستطاعا إحضار عينة3 صواريخ بعد قص البلاستيك من عليها ورجعا لوزارة الحربية وسلمها للفريق فوزي الذي سلمها للروس فعلقت الروس علي ذلك بقولها( إننا طلبنا من المصريين المستحيل طلبنا صاروخا واحدا فأتوا بثلاثة) وبعد التجارب اتضح أن اقصي مدي للصاروخ5 كم ورصد استطلاعنا عربات اسرائيلية بمعدل عربيتين جيب يوميا والاستطلاع عندنا هو( الجندي المجهول) الذي لا يعرفه احد فهم العيون الساهرة علي القوات المسلحة وعلي مصر وبناء علي الاستطلاع جهزنا عملية بقيادة البطل الشهيد ابراهيم الرفاعي والبطل احمد رجائي عطية وعصام الدالي وتحركت قوتنا وعبرت القناة بمجموعة الصاعقة البحرية فقط وكلفت بالانضمام إلي الجنب اليمين مع زملائي حيث كان بالشمال مجموعة اخري علي أساس ان أرص لغمين فوق بعض علما بأن اللغم م.يفجر دبابة وذلك لغلق الطريق امام العربات واستخدمنا الاخفاء والتمويه وانتظرناهم بالرشاشات ولأول مرة كنا نضرب النار علي اليهود حتي جعلنا المنطقة ظهرا واسرنا وقتها يعقوب يونيه حيث ماتوا جميعا وعالجناه في المستشفي للحصول منه علي معلومات وبعد ما عبرنا القناة بثلث ساعة مات وكانت المواقع حول هذه المناطق كلها تستغيث وكانت تقول إنه يوجد هنا لواء(3000 جندي) ولم يقترب منه أحد إلا الهليكوبتر وثاني يوم طالب موشي ديان بمحاكمة المصريين الذين عبروا القناة واعلنت جماعات مسؤليتها عن الحادث وقرر الرئيس تكريمنا وصرف مكافآت تشجيعية لنا.
الرائد سمير: وحول الوفاء لمصر نستشهد بالشهيد محمود علي الجيزي قبل حرب73 الذي عاد لوحدتة بالصاعقة البحرية وكلف ان بالذهاب لميناء الادبية وحدث هجوم علي القاعدة البحرية هناك من العدو أسرو وفجرو المبني وكان بداخلة الجيزي فقفز من بلكونة ثاني دور وهرب من مسرح العمليات حتي وصل إلي جبل عتاقة في منطقة مصانع السماد وكان بامكانة ان ينسحب الي وحدتة مثل باقي الناس الا انه كمش في خور9 ايام بسلاحة وخنجره وبندقيته السنكي وقتل9 من جنود العدو الذين احتلوا منطقة عتاقة بالادبية بمعدل واحد كل يوم يقتله ويأخذ سلاحه ويرجع يخندق فارتابت القوات اليهودية في الأمر وقبضت علي خفير المصنع وهذا الكلام حكاه قبطان يهودي بعد خروجه من الخدمة فذكر انه يري شبحا كل ليلة ولايعرف شيئا فعرفوا بعدها أنه الجيزاوي من نمرة التي تكشف هويته ورفض التسليم فقتلوه واحضروا جثمانه وعملوا له سلام سلاح وتحية سلام
الأهرام: معاهدة كامب ديفيد مع اسرائيل التي وقعها السادات كيف تقيمونهاكأبطال مقاتلين منتصرين بعد مرور32 عاما علي تحرير سيناء؟
اللواء رجب: السادات كان صائبا عندما اتخذ قرار السلام مع اسرائيل في هذا الوقت بالتحديد ولو تأخر عن هذا التوقيت كان علي حساب مصر فالقول باستكمال الحرب كان ممكنا, ولكنه كان سيكبدنا العديد من الخسائر في حال مقارنة قوتنا بنوعية اسلحتهم, فوقتها تفوقنا عليهم في العدد ولكنهم تفوقوا علينا في السلاح ولذلك كانت هذه الاتفاقية واجبة حتي تسمح الظروف الدولية ثم نستكمل بعدها الحرب لكن نترك سيناء محتلة ونقول انه لا سلام هو عين الخطأ ولننظر الي وضع الجولان الآن وغزة وسوريا حيث رفض قادتهم الدخول في معاهدة السلام واقول للذين ينادون بوضع قوات في سيناء ان ذلك يستهلك المعدات وادلل علي قولي بذلك من خلال تجربة شخصية لي فأنا خدمت في سيناء في سنة53 وكنا الكتيبة الرابعة مشاة فقط في سيناء كلها وكانت مؤمنة مع اللواء الفلسطيني107( ابو حمادة إمام) وبعض من حرس الحدود ووقتها حدثت أزمة في منطقة التوافيق ضرب فيها السوريون فاخرج الرئيس عبد الناصر باقي اللواء لمدة3 أشهر استهلكت وفسدت فيها معظم معدتنا والارهاب الذي يحدث الآن في سيناء لم نجد اسرائيل تمانع من دخول طيران وقوات في سيناء.
اللواء طلبة: توقيع معاهدة السلام وقتها كان قرارا صائبا وفيما بعد خطأ كبيرا فالسادات كان فلتة من فلتات الزمن وكان ينظر بنظرة ثاقبة وبعيدة حيث استطاع وقتها ورغم إختلاف قادة الدول العربية معه أن يعيد ارضه التي سلبها العدو اما الخطأ فيما بعد انه لو كانت القوات المسلحة موجودة حتي الآن محتفظة بالاوضاع القتالية في سيناء لم يكن ليحدث تكاثف للارهاب في سيناء بمثل هذا الشكل واؤكد أن كلمة السلام لا يصح ان تكون في قاموس القوات المسلحة سواء المصرية او اي دولة في العالم فالجيش ليس له علاقة بالسلام.
اللواء محيي: المعاهدة كانت مطلوبة تماما في هذا التوقيت ومما لاشك في أنها اثبتت أن الرئيس السادات هو بطل الحرب والسلام لأنه لم يجرؤ احد علي اتخاذ مثل هذا القرار في هذا التوقيت الا أنور السادات وبهذا القرار السليم اخذت مصر ارضها كاملة بموجب الاتفاقية التي وقعت عليها مصر واسرائيل وكانت امريكا شاهده عليها وفي25 أبريل82 تم الانسحاب من سينا كاملة بطريقة منظمة ونشرت مصر مناطق تسليح في سيناء بناء علي الاتفاقية تضم مناطق علي مراحل المنطقة( أ) بها22000 جندي مصري قوات مسلحة و230 دبابة والمنطقة( ب) من العريش من شمال سيناء حتي رأس محمد و4000 جندي حرس حدود والمنطقة( ج) بها قوات شرطة مدنية من رفح إلي شرم الشيخ والمنطقةد عند إسرائيل وبها4 كتائب مشاة بدون مدفعية أو دبابات ورفعنا العلم المصري في25 ابريل82 وعادت طابا التي استردتها مصر بحكم المحكمة الدولية في89 ونستطيع ان نقول هنا ان انور السادات ضحك علي مناحم بيجين وسبب اكتئابا للاسرائيليين كلهم واخذ منهم أرضه بالسلام.
عبور جديد لمكافحة الارهاب
الأهرام: عودة الجيش لسيناء لمكافحة الارهاب هل هي حرب التحرير الثانية ؟
اللواء محيي: الارهاب ينتشر أكثر في المنطقة( ج) وهي أضعف منطقة بها قوات شرطة مدنية للقيام ببعض مهام الشرطة+ مجموعة الجبال الوعرة جدا مثل جبل الحلال والمغارة وتبة التية ولبني بها مغارات تحوي هؤلاء الارهابيين واسلحتهم وحدودنا مع رفح التي عملوا فيها1200 نفق علي مدي السنين التي تركنا فيها سيناء مهملة من1982 وحتي الآن فعشش الارهاب فيها وزاد ايام الرئيس مرسي باستجلاب الافغانيين والباكستانيين وغيرهم
اللواء رجب: أري أن الجيش لو اكتسح عشش الارهاب من أول شهر مثل ما يعمل الآن كانت العملية خلصت قبلها بشهور طويلة لكنه يحافظ علي ارواح المدنيين
اللواء طلبة: الإرهاب يتركز في شمال سيناء أمام غزة بنحو13.5 كيلو حيث توجد قبيلتا السواركة وعرب الرميلات وهما علي علاقات نسب ومصاهرة مع غزة والعرب حتي الاردن ولا يغفل هذا وجود إرهاب في الجنوب عند سانت كاترين ولابد ان ننوه ان الشرطة ارتكبت من المخالفات عندما كانت مشرفة علي سيناء ما اهدر وضع الشيوخ داخل قبائلهم بالاهانات وتعدي الخطوط الحمراء في التعامل معهم ولكل هذه الاسباب حدث الارهاب.
الاهرام: ما هو الحل للقضاء علي هذا الارهاب ؟
اللواء رجب: القضاء العسكري هو من يحسم هذا الأمر مع ضرورة عدالة القضاء وعدم تلاعب المحامين واؤيد أي مسئول يدمر المكان الذي به إرهابيون فالدم ثمنه دم واقترح بما أن الشرطة تعاملها جاف مع المدنيين أن يتولي سلاح الحدود تأمين السلطة المدنية كما كان عام58 حيث يجمع هذا السلاح بين الجيش والشرطة ولديهم قدرة التفاهم مع المدنيين بحكم انتقالهم الكثير ودخولهم في الحياة المدنية ومعرفتهم بالاعراف والتقاليد تجعل المواطن السيناوي يطمئن لهم علاوة علي أن امكانيات الجيش من امدادات وتعيين ومدارس وعلاج تخلق نوعا من الألفة بموجبها يسيطر الجيش علي عدد كبير من الافراد والقبائل والمعروف دائما ان هناك الفة بين الجيش المصري والمدنيين اينما وجودوا ولاننكر أن عرب سيناء كان لهم فضل كبير في المشاركة من اول حرب الاستنزاف وحتي حرب اكتوبر
أدار الندوة إبراهيم سنجاب - أعدها للنشر: كوثر زكي - سعاد طنطاوي مصطفي غراب
تصوير: محمد ماهر
ضيوف الندوة : اللواء اركان حرب رجب عبد الرحيم عثمان
قائد الكتيبة12 مشاة في حرب اكتوبر1973
اللواء طلبة رضوان قائد سرية المفرزة المتقدمة للفرقة الثانية مشاة في حرب73
اللواء محيي نوح أحد قادة المجموعة39 قتال ورئيس فرع بجهاز الاتصال بالمنظمات الدولية سابقا
الرائد سمير نوح من رجال المجموعة39 قتال من رجال الشهيد ابراهيم الرفاعي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.