تحتفل مصر كل عام باسترداد أرض الفيروز الحبيبة، ويتطلع أهالى شمال سيناء إلي أن يكون هذا العام أفضل من الأعوام السابقة، وأن تكون هناك إرادة سياسية تعمل على تنمية حقيقية وشاملة أفضل، خاصة أن القوات المسلحة بدأت تتولى بعض المشروعات التنموية مثل الوحدات السكنية، وإنشاء الطرق، وحفر الآبار، ويتطلع أهالى سيناء الحبيبة إلى استغلال منطقة السر والقوارير فى وسط سيناء، حيث إن هذه الأراضى شاسعة ورملية ممزوجة بالطينية وسهلة الاستزراع فى هذه المنطقة لتغطية المستهدف الزراعى، حيث تبلغ المساحة 531 ألف فدان، فلابد أن تسير التنمية فى العمق، بعد أن كانت فى السنوات الماضية تسير على سواحل البحرين المتوسط والأحمر، كما يجب التفكير فى إنشاء ترعة جديدة تأخذ من ترعة الإسماعيلية مباشرة إلى وسط سيناء حيث التربة الجيدة. تحقيقات الأهرام استطلعت آراء أهالى سيناء.. فى البداية يقول الشيخ عبدالله جهامة من كبار مجاهدى شمال سيناء: إن يوم 25 إبريل هو يوم النصر، وهذه الذكرى الطيبة يحتفل بها عموم أبناء مصر، حيث واكبت أعياد سيناء هذا العام المرحلة الثانية من استحقاق خارطة الطريق، ويتطلع أهالى شمال سيناء إلى أن يكون هذا العام أفضل من الأعوام السابقة، وتكون هناك إرادة سياسية لكى نشاهد فى المستقبل القريب تنمية حقيقية وشاملة كما نتمنى، وأن التنمية فى سيناء تسير بطيئة، وأن القوات المسلحة بدأت تتولى بعض المشاريع التنموية مثل مبانى الوحدات السكنية، وإنشاء الطرق، وحفر الآبار، وهذا بالرغم من أنه عبء على القوات المسلحة، فإننا طالبنا به لجدية العمل والتنفيذ فى المواعيد المقررة، وهذا جاء بناء على طرح الجهاز الوطنى لتنمية سيناء، وأبناء سيناء يتطلعون لأكثر من ذلك، خاصة بعد أن ألغيت المرحلة الأخيرة لترعة السلام التى كان المستهدف منها زراعة منطقة السر والقوارير، حيث إنها منطقة استزراع كبيرة، وهى أرض منبسطة وتبلغ مساحتها حوالى 531 ألف فدان فى هذه المنطقة التى تقع بوسط سيناء، وبعد أن لاحظنا كمجاهدين ومشايخ وعواقل أن التنمية سارت فى محازاة ساحلى البحرين المتوسط والأحمر، وهذا أهدر التنمية فى قلب شبه جزيرة سيناء، خاصة منطقة وسط سيناء، وهذه المنطقة تقع وسط 3 ممرات عميقة، وهى: ممر الجدى، وممر أم رجام، وممر متاة، هذه الممرات تعتبر عنق الزجاجة من خلال سلاسل الجبال، ولهذا فإننا نرى أنه من الضرورى لتدعيم الأمن القومى المصرى التفكير بإنشاء ترعة من امتداد ترعة الإسماعيلية إلى وسط سيناء، حيث يوجد هناك ملايين الأفدنة من التربة الجيدة، فإن شق هذه الترعة سوف يجذب الملايين من محافظات الجمهورية، وهذا واجب قومى ووطنى، لكن من وجهة نظرنا كأبناء سيناء نرى من الضرورة تخصيص حقيبة وزارية لتنمية سيناء حتى لا تبعثر خطط الوزارات فى سيناء، وهذا كله سوف يصب فى دعم الأمن القومى المصرى، خاصة هذه المنطقة، أى منطقة وسط سيناء، الغنية بجميع خامات التعدين، والتى تحتاج إلى رأسمال مصرى وخبرة مصرية حتى تستخرج هذه الكنوز الموجودة فى باطن الأرض، وإننا نتطلع لأن نبنى آمالا كبيرة فى تولى حكومة قادمة بعد انتخاب رئيس جديد يعلم ما معنى التنمية فى سيناء، أما المشروع القومى لمحور قناة السويس، فنحن نتخوف من أن تكون التنمية على الشريط الساحلى فقط حتى يجذب اهتمام المستثمرين والدولة عند تنمية سيناء، لأننا عندنا تجربة كانت على أرض الواقع فى عام 1990، حينما تم إعلان المشروع القومى لتنمية سيناء، وعند تنفيذه تم تحويله إلى توشكى، وتركت سيناء التى تسير التنمية فيها ببطء شديد ولا ترقى لمستوى التنمية الشاملة، وهذا يهدد الأمن القومى المصرى. ترعة السلام ويشير عبدالله جهامة إلى أنه بالنسبة لترعة السلام، فإن المستهدف استصلاحه واستزراعه 80 ألف فدان، وسيخصص 52% منها لأبناء سيناء، فإننى أدعو بجانب ذلك إلى تخصيص 1000 (ألف) فدان لأبناء كل محافظة من محافظات الجمهورية، لكى يقوم الشباب باستصلاح واستزراع هذه المساحات، لأننا فى حاجة ماسة لتدعيم الكثافة السكانية فى سيناء، أما بالنسبة للتمليك، فإننى أسجل شكرى وتقديرى للسيد اللواء شكرى رشوان رئيس الجهاز الوطنى الذى قام بعمل عقود تمليك تسجل فى الشهر العقارى، حيث لا تكون هناك تفرقة بين أبناء سيناء وأبناء الوادى، ونحن نأمل من الأجهزة التنفيذية فى سيناء شمالها وجنوبها العمل على حث المواطن السيناوى وتوعيته بسرعة تسجيل العقارات والأراضى الزراعية طبقا لقانون 41 لسنة 2012، ونؤكد أيضا ضرورة تولى القوات المسلحة ولو لفترة وجيزة محاور التنمية الرئيسية فى شبه جزيرة سيناء، أما ما يشغل مجاهدى سيناء الذين هم جزء أساسى من نصر أكتوبر العظيم وعددهم 757 بطلا على مستوى الجمهورية فإننا نرى أنه لابد من تخصيص قطعة أرض زراعية لكل مجاهد، وتحسين أوضاعهم المالية من خلال صرف المبالغ المالية التى تغنيهم عن السؤال، وترفع الانتماء والولاء لدى الشباب وهم ينظرون إلى هذا البطل وأولاده، إن الدولة تقوم بتقدير مجهوداته مع القوات المسلحة فى فترات الحروب السابقة، ولنا عتاب كمجاهدين على السيدة غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى حيث خصصت للمجاهدين مكافأة فى عام 2010، وفوجئنا فى يناير 2014 بأنه تم قطعها، وكان المجاهدون يعتمدون على هذه المبالغ الضئيلة التى تجب إعادتها إلى شيوخ المجاهدين الذين أعطوا لمصر الكثير والكثير، ويستحقون أكثر من هذا كله. أولويات الأهالى ويقول سالم العكش من كبار مشايخ بئر العبد بشمال سيناء: إن الأولويات التى يتطلع إليها أهالى شمال سيناء هى التنمية وتوزيع الأراضى على أبنائنا بنسبة 52% من أراضى ترعة السلام، حيث يبلغ عدد سكان أهالى شمال سيناء حوالى 360 ألف نسمة، فإن التنمية الزراعية هي دخل قومى مصرى مع توفير فرص العمل من منطقة جلبانة إلى منطقة رمانة، حيث نبدأ بالتنمية من الغرب، وكذلك الاهتمام بالمناطق الصناعية، خاصة التعدينية منها، حيث يوجد لدينا أجود أنواع الصخور فى الجبال المختلفة ألوانها، وكذلك توجد لدينا الرمال التى تصدر بملاليم ونستوردها كزجاج بالملايين، فلابد من إنشاء مصانع جديدة لتشغيل أبناء سيناء والعائد القومى يعود إلى الدولة. طبيعة الأرض ويقول الشيخ جازى أبوفراج بمنطقة المغارة بوسط سيناء: إن طبيعة الأرض فى وسط سيناء تختلف اختلافا كبيرا عن طبيعة الأرض فى منطقة الشيخ زويد ورفح المصرية والعريش، حيث إن وسط سيناء تتميز بالجبال الشاهقة والدروب الوعرة والكهوف والأراضى المنبسطة، فلابد أن تقوم الدولة بعمل آبار لزراعة آلاف الأفدنة بالقمح والشعير الذي يكفى احتياجات المواطنين فى سيناء. ويحذر جازى أبوفراج من حدوث عدوان مفتعل من الجانب الإسرائيلى على قطاع غزة، ومنها يخرج حوالى مليون مواطن إلى صحراء سيناء، وهى الفناء الخلفى لقطاع غزة، وتشمل رفح المصرية، والشيخ زويد، والعريش، فلابد من تأمين حدود مصر الشرقية بواسطة الشرطة وبدو سيناء، فمن هنا لابد أن يوجد معنا مواطنون مصريون يقومون بالزراعة والصناعة، وهذا من خلال دق آبار على أعماق مختلفة نروى بها الخضر والفاكهة، ونرتوى نحن أيضا بها.