إن مساواة شريحة (الصم والبكم) التى تقدر بنحو 5 ملايين شخص ببقية شرائح ذوى الإعاقة فى التعليم أصبحت أمرا ضروريا فى الوقت الحالى. فمن الظلم أن يقف تعليم الصم عند المرحلة الثانوية «الصناعية» وليس الثانوى العام» كما يحدد القانون المصرى، فالكفيف، على سبيل المثال، توفر له الجامعات قارئا، وقارئ شاشة للكمبيوتر، وطابعة بلغة «برايل» وغيرها من وسائل التعليم المتاحة، وذوو الإعاقة الحركية توفر لهم الجامعات المصاعد والطرق المنزلقة.. ولكن (الصم والبكم) تبخل عليهم الجامعات بتوفير مترجم للغة الإشارة لكى يستطيعوا تكملة تعليمهم مثل غيرهم من الطلاب. فعلى الرغم من تصديق المجلس الأعلى للجامعات، بقيادة أمين المجلس الدكتور أشرف حاتم على موافقة مجلس جامعة الفيوم بتاريخ (27/2/2013) بضم كلية التربية النوعية بالجامعة إلى الكليات التى تقبل الصم وضعاف السمع بلائحة مكتب التنسيق بالجامعات المصرية لأول مرة فى تاريخ الصم وضعاف السمع، وعرض الموضوع على قطاع (التربية النوعية والاقتصاد المنزلى) فى جلستها بتاريخ (13/6/2013) والتى أوصت بأنه ليس لدى اللجنة أى مانع، وهذا اتجاه جيد ولكن يجب تأهيل هيئة التدريس الذين يقومون بالتدريس لهؤلاء الطلاب، فإن القرار يجد صعوبات فى تطبيقه حتى الآن. وحول هذا الموضوع قال عمرو نظمى «ضعيف سمع» بالرغم من أن العملية فى غاية السهولة، فإن التهميش والتعقيد من جهة المسئولين فى الدولة مازال قائما، رغم أنه لو تم تدريب وتوعية المدرسين وتوفير مترجمى إشارة فى هذا القطاع بالكلية لأصبح العمل والتعليم معنا فى غاية السهولة، ولكن تم رفض العمل بهذا القرار حتى الآن لعدم توفير التعامل مع هؤلاء، لذلك نناشد وزير التعليم العالى الموافقة على تنفيذ القرار والبدء فى تنفيذه فورا حتى لا يحرم الصم وضعاف السمع من حلمهم الحقيقى فى التعليم العالى، متمنيا فتح كل الكليات لنا خلال الفترة القادمة. ويقول رامز عباس « أصم ناطق» إن السبب الرئيسى الذى قيل لى عندما تقدمت للالتحاق بالجامعة أننى غير لائق طبيا، ويطالب رامز المجلس الأعلى للجامعات بتوفير مكتب للدمج التعليمى فهو البداية لإذابة العقبات الأولية بالنسبة لمشكلة الصم وضعاف السمع الذين تقدر أعدادهم، حسب آخر إحصاء تم منذ 8 سنوات ب4.5 مليون نسمة، ويرى رامز أن حل المشكلة أيضا يمكن فى التواصل والاتصال مع الصم لإيجاد جيل واع وليس ملقنا، فمترجم الإشارة مهما فعل للطالب الأصم لن يعطيه حرية مناقشة ما يدرسه، وهى نفس ازمتى مع المترجم النصى الذى يكتب لى وفق أهوائه، ويوجه رامز كلمة للرأى العام قائلا: «شجعتمونا على التعلم لإكمال عجزنا بالشهادات، ولكنكم لم تفكروا فى شخص مثلى «أصم ناطق» يريد أن يصبح محاميا مطلعا على مختلف الثقافات القانونية، أو يصبح صحفيا بارعا يكشف ملفات الفساد، وذلك لن يكون إلا بالتعليم العالى السليم لنهضة البلاد».. بعد سنوات ستكتشف أن الصم طاقة فكرية معطلة لأنك لم تغير القانون باعتبارك وزيرا للتعليم العالى». الجدير بالذكر انه فى عام 1864 أنشئت جامعة جالوديت الأمريكية، التى تعد أول جامعة للصم وضعاف السمع فى العالم، يرأسها دكتور أصم، ويعاونه نحو أكثر من ألف موظف 40 فى المائة منهم من الصم وضعاف السمع. وتعد لغة الإشارة هى لغة التخاطب داخل وخارج القاعات الدراسية.