لماذا حصل الإخوان علي هذا الكم من الأصوات الانتخابية ولماذا نجدهم اليوم يحتلون235 مقعدا داخل قاعة البرلمان؟, الأرجح أن المواطن الكادح حينما بلغ مسامعه بعد الثورة هذه المليارات المنهوبة وبعد أن انكشف النظام البائد بكل رموزه وهم الذين كانوا يزعمون محاربتهم للفقر ومساندتهم للكادحين, بعد هذا كله أصبح المواطن علي يقين أن الفساد هو المسئول الأول عما أصاب هذا البلد من خراب وما أصاب شعبها من كوارث عديدة وبناء عليه يصبح الأمل معقودا علي مواجهة هذا الداء اللعين وإجراء جراحات عاجلة لاستئصاله.. الأمل في القضاء علي الفساد الذي استشري علي يد خريجي مدرسة الحزب الوطني المنحل للسلب والنهب وإذا كان رموز هذا الحزب المزعوم قد عاثوا في الأرض واستباحوا لأنفسهم نهب الأموال فإنه علي الجانب الآخر يكون طوق النجاة في أن يتم القضاء علي منابع الفساد علي يد الإخوان.. لقد حصل حزب الحرية والعدالة علي هذه المقاعد لأن الآمال معقودة عليه في مواجهة الفساد, ولأن المواطن علي يقين أن هذا الحزب هو القادر علي خوض معركته الشرسة ضد الفساد, ولو لم يكن الفساد قد استشري بهذه الصورة المفزعة, ربما كان حزب الإخوان قد حصل علي أصوات أقل ومقاعد فربما نسبتها لا تزيد علي ثلاثة أو خمسة وثلاثين في المائة وليس سبعة وأربعين.. انني أصدق عصام العريان حينما أعلن ان حزبه سوف يقضي علي كل منابع الفساد, في مؤسسات الدولة.. أصدقه وأعتقد انه يصدقه أيضا القطاع العريض من المواطنين الكادحين, فالرجل كان لا يري ابناءه لأنه قابع دائما في محبسه يدفع الثمن غاليا لحرصه علي قول الحق والفارق واضح وضوح الشمس بينه وبين القابعين في طره من رموز النظام البائد الذين يحاكمون علي الفساد والإفساد. نعم سوف يبدأ الإخوان مشوارهم بالقضاء علي منابع الفساد وفقا لما أكده العريان, وهذه هي البداية التي تجعل هذا البلد الآمن يقف علي قدميه مرة أخري. فالإخوان ليسوا قادمين للتربح والتهليب إنما للبناء وإصلاح ما أفسده الدهر. المزيد من أعمدة شريف العبد