على مدار الأسبوعين الماضيين احتضنت المملكة المغربية ملتقيين للقصة القصيرة جداً في إطار سعي مبدعيها لاقتناص ريادة هذا اللون الأدبي البازغ والمتأثر بتقنيات التعامل مع شبكات التواصل الاجتماعية من فيسبوك وتويتر وغيرها، التي تعتمد على الاختصار والإيجاز. وكانت مكتبة الإسكندرية قد أطلقت في الفترة من 3 إلى 5 ديسمبر الماضي، مؤتمرها الأول للسرديات عن القصة القصيرة جدًا، والذي جاء تنظيمه كأولى ثمار التعاون بين مختبر السرديات والرابطة العربية للقصة القصيرة جداً بالمغرب، وشارك فيه عدد من المبدعين والنقاد والمتابعين لفن ق ق ج أو القصة القصيرة جداً. يعود الفضل في انعقاد اللقاءات المتتالية إلى رابطة القصة القصيرة جداً التي تم إطلاقها عبر الإنترنت والمدونات والفيسبوك في مارس 2013، واتبعها استجابات سريعة بتأسيس روابط مشابهة من جانب مبدعي القصة القصيرة جداً على امتداد الوطن العربي، والتي تولت الدعوة للمشاركة واختيار الكتاب النقاد المشاركين، بداية في الإسكندرية ثم في مهرجان مدينة الناظور أو الناضور وهي مدينة ساحلية ريفية تقع على البحر الأبيض المتوسط، التي شهدت انعقاد المهرجان العربي الثالث للقصة القصيرة جداً أيام 28، 29، 30 مارس الماضي، تحت شعار " القصة القصيرة جدا من الكتابة النسائية إلى أسئلة"، كما تم إهداؤها إلى اسم القاص المغربي عبد الواحد العرجوني، تحت رعاية جمعية جسور للثقافة والفنون، والتي يرأسها د.جميل حمداوي. ضم المهرجان نخبة من النقاد وكتّاب القصة القصيرة جداً من عدة دول عربية مثل مصر، وليبيا، والعراق، واليمن، والمملكة العربية السعودية، والجزائر، وتونس، والمغرب.وشهد المهرجان تقديم مشاركات نقدية من أساتذة النقد بالجامعات المغربية، ومنهم: مصطفى سلوي، ومحمد قاسمي، وسعاد مسكين، ومحمد يوب. كما تم على هامش توزيع جوائز على المشاركين في الورش التدريبية للقصة القصيرة جداً لليافعين من تلامذة التعليم الثانوي والإعدادي، بالإضافة إلى معرض للفنون التشكيلية للفنان المغربي محمد عجور، ومعرض للكتاب الأدبي الذي ضم منشورات جماعة الناظور في القصة القصيرة جدا .وعن القصة القصيرة جداً تقول الأديبة التونسية فاطمة بن محمود: "بدأت القصة القصيرة جداً في احتلال مكانة بارزة في المشهد الأدبي العربي في ظل إقبال كبير على كتابتها والتنويع فيها وخاصة في المغرب العربي، وقد قدّم الناقد المغربى د. جميل حمداوي أنطولوجيا كُتّاب القصة القصيرة جداً، التي ضمت أكثر من سبع وأربعين مجموعة قصصية جداً، فضلاً عن تضمينها في إطار إصدارات قصصية أخرى، وهو ما يعده د. حمداوي ثروة ابداعية هائلة بالمقارنة مع ما تم إنتاجه في الشام و العراق. كما يضم المغرب أيضاً نقاداً لامعين اهتموا بالقصة القصيرة جداً وتأصيلها النظري، ومنهم حميد لحمداني وجميل حمداوي وسعاد مسكين، الذين قدموا دراسات مهمة في خصوصية القصة القصيرة جداً". من جهة أخرى، وفور اختتام مهرجان الناظور الثالث، انطلق مجموعة من المبدعين المشاركين للانضمام إلى المهرجان الوطني الرابع للقصة القصيرة جدا (دورة القاص المغربي عبد الله المتقي) من 4 إلى 6 أبريل الجاري بمدينة خنيفرة، الذي شهد الإعلان عن أسماء الفائزين بجائزة عبد الرحيم مودن للقصة القصيرة والقصة القصيرة جدا، بالإضافة إلى معارض الكتاب واللوحات التشكيلية والصور الفوتوغرافية، وبعض العروض الفنية على هامش المهرجان. يقول الأديب الليبي جمعة الفاخري: "انعقد المهرجان الذي يهتم بالقصة القصيرة والقصة القصيرة جداً تحت رعاية جمعية الأنصار للثقافة، تحت شعار : النقد القصصي المغربي، الاتجاهات و الآفاق، بمشاركات عربية من المغرب، وليبيا، ومصر، وتونس، وفلسطين، واليمن. وشهد اليوم الأول عرضاً لشريط وثائقي لاستعراض أنشطة الجمعية المضيفة، وتلاه شهادات عن مكرم الدورة القاص المغربي عبد الله المتقي، فضلاً عن جلسة القراءات القصصية التي شارك فيها محمد غرناط (المغرب)، والشاعرة الفلسطينية عناق مواسي (فلسطين)، وزهرة رميج (المغرب)، وفاطمة وهيدي (مصر). وقد اكتسى المهرجان حلةً جديدةً سواء على مستوى التنظيم أو على مستوى الحضور، بالإضافة إلى زيارات لأهم معالم المدينةخنيفرة التي تقع بين جبال الأطلس المتوسط على ارتفاع 826 م فوق سطح البحر وتحيط بها أربعة جبال".