كشفت صحيفة "واشنطن بوست" النقاب عن وجود الكثير من مخابئ الأسلحة منتشرة حاليا في شبه جزيرة سيناء قادمة من ليبيا مستغلة فترة الانفلات الأمني التي تعيشها مصر منذ يناير 2011. كما ذكرت إن سيناء تمتلئ حاليا بمخابئ كبيرة للأسلحة القادمة من ليبيا وتأخذ طريقها إلى قطاع غزة عبر الأنفاق. وكانت روسيا قد نبهت إلى مثل هذه المخاطر حيث قدمت مشروع قرار تطالب فيه مجلس الأمن بحث المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا على اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لمنع تهريب الأسلحة. ودعت روسيا الجهات الدولية والإقليمية إلى تقديم المساعدات اللازمة للمجلس الانتقالي لتحقيق هذا الهدف. ففوضى السلاح التي تشهدها ليبيا اثرت علي كل من تونس ومصر والسودان ومالي والجزائر ودول أخرى مجاورة. وإذا نظرنا في البداية إلي الحدود المصرية الليبية فسنجد أنها عبارة عن شريط حدودي بطول1049كيلو مترا, الأمر الذي يجعل كل تلك المساحة الشاسعة مهددة بعمليات اختراق وتهريب وبخاصة السلاح للأراضي المصرية في ظل عدم وجود قوات لحرس الحدود الليبية. الأمر الذي يزيد من المخاطر والتهديدات التي تؤثر علي مصر في الجانب السياسي والاقتصادي والأمني والعسكري, فالسودان هي كذلك تمر باضطرابات عديدة بين دولتي الشمال والجنوب, كما ان هناك تهديد للملاحة في البحر الاحمر من خلال عمليات القرصنة من الفصائل الصومالية, بجانب الاتجاه الشمالي الشرقي من خلال التهديد الاسرائيلي المستمر. قصر الكلام هو ان الصراع العسكري ومحاولة تقسيم ليبيا هو أخطر ما يهدد الأمن القومي المصري, فالمساحة الحدودية بين البلدين شاسعة والسيطرة عليها في غاية الصعوبة. كما ان عمليات تهريب السلاح اصبحت تجارة مربحة خاصة مع انتشار العناصر الإجرامية والعصابات المسلحة داخل مصر التي نمت بفضل بومة القرن وجماعتة الأرهابية خلال عام اسود كئيب. وتشير خريطة تهريب وبيع السلاح في مصر الي انتشار شبكات التهريب بمحافظات مرسي مطروح والبحر الأحمر وسوهاج. وبالتالي فأن الوضع بالفعل مقلق, فسوق السلاح غير المرخص يعتمد على ثلاثة معابر ملتهبة فى الحدود الليبية والسودانية والإسرائيلية. و هناك أكثر من 1400 نفق يربط بين قطاع غزةوسيناء لعبور الأسلحة المهربة، كما ان التقارير الرسمية تؤكد أنه لا يزال مصير أكثر من 10 آلاف سلاح تمت سرقتها من أجهزة الأمن فى أعقاب يناير 2011 غامضًا، بالإضافة إلى تدفق آلاف مؤلفة من السلاح فى أعقاب الثورة الليبية. إنّ وجود الأسلحة مع تلك الجماعات التي نعرفها جيدا, تُشكّل تهديدًا على الملاحة في قناة السويس، والقلق الحقيقي هو غرب مصر والقادم من ليبيا التي أصبحت مسرحًا للميليشيات المُسلّحة، والتي تكون بها ما يُسمّى بالجيش المصري الحر الذي يسعى إلى التحرُّك وصولاً لمرسى مطروح. بأختصار, إن تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا، هو الخطر القادم على الدولة المصرية. [email protected] لمزيد من مقالات رانيا حفنى