عبر الأزهرَ الشريفَ عن أسفه لآثار العصبيَّةِ البغيضةِ وخطوات الشيطانِ التى تسيطرُ على مجرى الأحداث فى أرضٍ يُعرف عن أهلها منذ القدم طيبَ النفسِ وشهامةَ الخُلق. كما عبر الأزهر عن ألمه الشديد من التهوين والاستخفاف بالدماءِ التى تنزفُ على الأرضِ، مخالفةَ لقوله تعالي: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) [النساء: 93]، وقول رسول الله، صلى الله عليه وسلم: »مَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ، أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ، أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً فَقُتِلَ فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ». وطالب الأزهر أطراف النزاع أن يحقنوا دماءهم، وأن يجلسوا فوراً إلى حكمائهم لإزالة أسباب الكراهية والبغضاء بينهم، وأن يفسحوا لسيادة الشرع والقانون بينهم. وأصدر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر توجيهاته لقيادات الأزهر والوعاظ بالوجه القبلى بضرورة متابعة ما يحدث فى محافظة أسوان والتعاون مع المسئولين من أجل حل الأزمة وعدم إراقة الدماء من الجانبين. وقال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، إن الأزهر الشريف سيرسل قافلة من الدعاة إلى محافظة أسوان يوم الجمعة المقبل، لإظهار خطورة ما يحدث وعقد ندوات ولقاءات فكرية ودروس دينية فى عدد من المساجد والنوادى والمراكز الشبابية بالمحافظة للتأكيد على حرمة الدماء. كما قررت وزارة الأوقاف تسيير قوافل دعوية الى محافظة اسوان والوجه القبلى لإلقاء خطبة الجمعة القادمة حول فضيلة العفو والتسامح ونهى الاسلام عن العصبية المقيتة وحرمة جرائم الثأر. وفى سياق متصل نعت نقابة اشراف ضحايا أحداث أسوان التى تمثل حالة غريبة على تاريخ ابناء اسوان والنوبة الذين مثلوا على مر العصور مثلا يحتذى للهدوء والطيبة. ودعا نقيب الأشراف السيد محمود الشريف جميع أبناء الهلايل والنوبة الى الامتثال الى صوت العقل وحقن دمائهم وتهدئة الأجواء للقصاص العادل ووأد الفتنة التى اشعلها مغرضون فى منطقة السيل الريفي، مذكرا الجميع بان الفتنة نائمة وانه ملعون من ايقظها.