أكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ان الأزهرَ الشريفَ يأسف لما يتابعُه من آثار العصبيَّةِ البغيضةِ وخطوات الشيطانِ التي تسيطرُ على مجرى الأحداث بين الاهالى بأسوان الأرضٍ التى يُعرف عن أهلها منذ القدم طيبَ النفسِ وشهامةَ الخُلق، لافتا الى ان الازهر يتألم ألماً شديداً من التهوين والاستخفاف بالدماءِ التي تنزفُ على الأرضِ والتى هى مخالفةَ لقوله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} وقول رسول الله - صل الله عليه وسلم "مَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ، أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ، أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً فَقُتِلَ فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ"، ويُطالب الأزهر الشريف أطراف النزاع أن يحقنوا دماءهم، وأن يجلسوا فوراً إلى حكمائهم لإزالة أسباب الكراهية والبغضاء بينهم، وأن يفسحوا لسيادة الشرع والقانون بينهم، فالوطن ليس ملكًا لأحدٍ، والدماء حرام عليكم بينكم. ولفت الطيب الى ان الأزهر الشريف يثق في قُدرة أهل الحكمة والإصلاح في احتواء الشقاق ورأب الصدع بين أبناء الوطن الواحد. من جانبه قال فضيلة الدكتور عباس شومان - وكيل الأزهر إنه أصدر تعليماته لجميع وعاظ الأزهر وقيادات منطقة أسوان الأزهرية بناء على توجيهات الإمام الأكبر بالتوجه إلى منطقة الحدث والتعاون مع المسئولين من أجل وقف نزيف الدماء , وأنهم على اتصال دائم بالمشيخة لإطلاعها على مستجدات الأحداث. كما أكد محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن قوافل الأزهر والاوقاف الدعويه المنطلقه إلى أسوان هدفها الإسهام في تهدئة الأوضاع، والتمهيد للصلح، والتأكيد على حرمة الدماء، إحداهما من علماء الأوقاف بأسوان وتعمل على مدار الأسبوع، والأخرى من كبار علماء الأزهر والأوقاف، وتصل إلى أسوان صباح الخميس المقبل. ووجه وزير الاوقاف الأئمة إلى التأكيد خلال الخطب والدروس الدينية على أن المصريين أبناء وطن واحد شركاء فيه، ينبغي أن تحكمهم المصلحة الوطنية، بعيدا عن أي عصبية قبلية أو طائفية أو مذهبية، وأن يكون الاحتكام إلى صوت الحكمة والعقل حاجزًا لأي طيش أو خفة أو تهور، لا يرضي الله عز وجل ولا يحقق إلا الدمار والهلاك الذي لايقره دين ولاعقل سليم ولا خلق قويم. وأضاف وزير الاوقاف ان القوافل الدعويه ستجوب محافظات الصعيد خلال شهر جمادى الآخرة حيث تخرج قافلتان دعويتان إلى محافظتي أسوان وبني سويف الجمعة المقبلة وتتبعهما قافلتان إلى محافظتي المنيا وأسيوط يوم الجمعة الموافق 18 من جمادى الآخرة، ثم قافلتان إلى الأقصر وسوهاج في الأسبوع الأخير من هذا الشهر تقوم هذه القوافل بعقد الندوات واللقاءات الفكرية والدروس الدينية في عدد من المساجد والمصانع والنوادي والمراكز الشبابية بالمحافظات التي تنطلق إليها حول ( حرمة الدماء _ المروءة والحياء_ ظاهرة التحرش أسبابها وعلاجها _ دور الشباب في بناء الأوطان _ فضل العمل والإنتاج _ خطورة الفكر التكفيري والفتوى بدون علم على الفرد والمجتمع)، إضافة إلى خطبة الجمعة مع الالتزام بموضوع خطبة الجمعة الموحد. -