يحتفل الاقباط يوم الاحد القادم بعيد الشعانين ( أحد السعف ) وهذا الاحتفال له شكل مختلف ، فنجد المسيحيين يسيرون بالشوارع ووسائل النقل وهم يحملون اشكالا مختلفة من السعف مثل الغويشة والخاتم والهرم و" الجحش " الحمار الصغير وهو رمزا للحمار الى استقله السيد المسيح عندما دخل اورشليم حيث ذهب به الشعب لاستقباله ومعهم ايضا السعف وهذه الاشكال تلفت انظار بعض الاطفال المسلمين وهنا اتذكر زميلة لى فى العمل عندما قالت لى يوم احد السعف الماضى " ينفع انا اذهب لشراء السعف لابنتى من الكنيسة . وقلت لها طبعا ينفع لان من ييبيعون السعف باشكاله المختلفة لم يرفض البيع لها واخذت تسألنى زميلتى وكل عيد اجد اسئلة كثيرة حول هذا العيد لذا اردت ان القى الضوء على هذا الاحتفال لمن يرغب معرفته وسبب احتفال الاقباط به
أحد الشعانين (أحد السعف ) هو رمز وذكرى لليوم الذى دخل فيه السيد المسيح أورشليم كملك. واستقبله الشعب بفرح، بسعف النخل وأغصان الزيتون (يو12: 13). فهناك رموز لسعف النخل وأغصان الزيتون التى خرج الشعب بهما للاستقبال السيد المسيح · فاسعف النخل الذى يستخدمه الناس حتى اليوم هو قلب النخل. حتى أن الباعة حينما ينادون عليه يقولون "قلبك يا مسيحى". هذا القلب هو الذى نقدمه إلى الله ، وسعف النخل ليس فقط قلب النخل، بل هو أيضاً جديد وأبيض. وهما أيضاً صفتان لازمتان للقلب النقى الأبيض
وسعف النخلة يذكرنا بالنخلة التى وُصف بها القديسون، فقيل: "الصديق كالنخلة يزهو" (مز92: 12). ولعل الصديق يشبه النخلة فى علوها، وفى اتجاهها نحو السماء. النخلة التى تنمو باستمرار، وتمتد إلى فوق. وفى كل عام يزداد نموها. فهى أمامنا درس فى النمو.
النخلة أيضاً ثابتة مهما عصفت بها الرياح. قد تهزها الريح أحياناً إذا كانت قوية، ولكنها لا تسقطها، لأنها راسخة. على الرغم من أنها تبدو نحيفة وهزيلة. ولكن الجذور القوية التى تربطها بالعمق، تحميها وتحفظها من السقوط. وهى رمز لعلاقة الشخص بربه الذى يحصنه من اى سقوط والنخلة كثيرة المنافع للناس. كل ما فيها نافع. ليس فقط ثمرها الذى هو غذاء نافع. بل أيضاً سعفها يصلح لصنع السلال، وليفها نافع لصنع الحبال، وجريدها نافع لسقوف البيوت فى الأرياف. واقلافها نافعة للوقود. وكذلك فإن جذوعها يستخدمها الريفيون لسقوف بيوتهم وللوقود. وكانوا يجوفونها قديماً، ويستخدمونها لحفظ أجساد الموتى فى بعض العصور.
وأغصان الزيتون ترمز إلى السلام. منذ أن حملت الحمامة ورقة زيتون خضراء لأبينا نوح (تك8: 11)، مبشرة إياها بأن الطوفان قد انتهى، وعادت الأرض موطناً للسكنى. وورقة الزيتون الخضراء كانت دليلاً على أن الحياة مازالت باقية.. وأن حكم الله بإبادة كل حى على الأرض، قد استبدل بالحياة. وبهذا تكون عقوبة الله قد أستوفيت، وعاد السلام بين السماء والأرض.
وانتهز هذا المقال لاقول لكل اصدقائى المسلمين الذين اعتدت انا واعتادوا هم على اخذ هدايا السعف ذات الاشكال المختلفة واذ انشغلت انا او نسيت كانوا يذكرونى بها، اساتذتى باكاديمية الفنون وزملائى بالاهرام معظمهم تركه و بدون ذكر اسماء اقول لهم هذا العيد لم اشعر بفرحته لانه ينقصه وجودكم وتقديم سعفه جميلة لكل واحد منكم لانكم وحشتونى جميعكم . ربنا يديم محبتكم . لمزيد من مقالات شادية يوسف