«العالم العربي: نداء الديمقراطية والتنمية و العدالة الإجتماعية»، هذا هو عنوان المؤتمر المهم الذى نظمته مكتبة الإسكندرية يومى الأربعاء و الخميس الماضيين (2 و3 أبريل) وحضره مشاركون من ثلاث عشرة دولة عربية (الإمارات والبحرين والسعودية واليمن والعراق وسوريا ولبنان والأردن والسودان وليبيا وتونس والجزائر والمغرب) فضلا عن مصر، بمناسبة مرور عشر سنوات على «إعلان الإسكندرية» الذى صدر عن مؤتمر الإصلاح العربى الذى احتضنته المكتبة فى عام 2004. والواقع أن تلك عقب أحداث سبتمبر 2001 التى دمر فيا برجا مركز التجارة العالمى بنيويورك الوثيقة، ومؤتمر الإصلاح، إنما جاء بمثابة «رد فعل» للضغوط الأمريكية التى تمت فى ذلك الحين. غير أن «الإصلاح» الذى بشر به إعلان الإسكندرية فى 2004 لم يتحقق على أرض الواقع إلا بعد سبع سنوات فى «الثورات» العربية التى تجاوزت مجرد الإصلاح، إلى تغيير أكثر شمولا وجذرية. فى هذا السياق، شهد مؤتمر مكتبة الإسكندرية مناقشات عميقة حول التجارب فى مصر وليبيا وسوريا واليمن. أما محاضرة د.إسماعيل سراج الدين مدير المكتبة عن «المسكوت عنه فى نداء التغيير فى العالم العربى» فكانت، مثلما تعودنا منه دائما، بمثابة صيحة شديدة العمق، شديدة الصراحة، شديدة الصدق للتنبيه للأخذ بالعلم وبالتفكير العلمى فى مجتمعاتنا، فذلك فقط هو ماسوف يعطى للتغيير فى بلادنا مغزى ومعنى حقيقيا. غير ان ما هو أهم من ذلك أن سراج الدين بوزنه العلمى ومكانته الدولية اسهم، ولايزال يسهم، فى إغناء المكتبة ودعم مكانتها العالمية، بما يجعلنى أتساءل: هل استفادت مصر كما ينبغى بسراج الدين وبالمؤسسة العملاقة التى يسهر على دعمها وإثرائها بإخلاص ودأب؟ لمزيد من مقالات د.أسامة الغزالى حرب