أنهى الرئيس الامريكى باراك أوباما، أمس زيارة للرياض، وصفت بالناجحة، بعد سلسلة من اللقاءات المهمة مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولى العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز وكبار الأمراء والمسئولين بمنتجع «روضة خزيم» شمال الرياض. وذكرت مصادر أمريكية أن الزيارة - التى استغرقت يومين أكدت استمرار التحالف الاستراتيجى بين البلدين وأعادت الدفء للعلاقات الثنائية، وتناولت القضايا التى كانت محل اختلاف بين الجانبين خلال الثلاث سنوات الماضية، وفى مقدمتها الملف النووى الايرانى، والأزمة السورية، وتطرقت إلى تطورات القضية الفلسطينية على الساحة الدولية وموقف البلدين منها. وأكد مسئول أمريكى أن الملك عبد الله وأوباما، ناقشا بعض الاختلافات فى رؤيتيهما لبعض القضايا، لكنهما اتفقا على أن التحالف الاستراتيجى بين الجانبين لا يزال قائما، مشيرا إلى استمرار رفض واشنطن تزويد المعارضة السورية بصواريخ أرض- جو. وأوضح أن الرئيس الامريكى حرص على توضيح موقف بلاده من إيران، بتأكيده أن العمل على اتفاق حول برنامج طهران النووى لا يعنى عدم الاهتمام بدور إيران المزعزع لاستقرار المنطقة، لافتا إلى أنه حرص أيضا على اعلان التزام واشنطن بالدفاع عن أصدقائها وحلفائها فى المنطقة. وذكرت تقارير إعلامية، أن أوباما سعى خلال زيارته لواشنطن، إلى طمأنة العاهل السعودى الملك عبد الله بأنه سيدعم مقاتلى المعارضة السورية المعتدلين وسيرفض إبرام إتفاق سيئ مع إيران خلال زيارة تهدف إلى تهدئة مخاوف المملكة من تداعى التحالف القائم بين البلدين منذ عقود. وحسب مسئول أمريكى، فإنه كان من الأهمية بمكان الحصول على فرصة للقدوم للقاء الملك عبد الله وجها لوجه وتوضيح مدى إصرار أوباما على منع ايران من امتلاك سلاح نووى، موضحا أن اللقاء شكل فرصة لتأكيد على أن واشنطن لاتقبل باتفاق سيئ مع طهران وأن التركيز على القضية النووية لا يعنى أنها غير معنية بأنشطة ايران لزعزعة الاستقرار فى المنطقة أو أنها لا تركز كثيرا على المسألة. وأشار الى أن الزعيمين أجريا مناقشة شاملة حول سوريا حيث قتل 140 ألف شخص خلال الصراع الدائر منذ ثلاث سنوات، موضحا أن البلدين يعملان معا «على نحو جيد جدا» لتحقيق الانتقال السياسى ودعم جماعات المعارضة المعتدلة. وقال بن رودس نائب مستشار الأمن القومى الأمريكى للصحفيين على متن طائرة الرئاسة أوضحنا أن أنواعا معينة من السلاح من بينها قاذفات الصواريخ المضادة للطائرات يمكن أن تشكل خطر الانتشار إذا أدخلت إلى سوريا والمخاوف مازالت تسكننا. وفى سياق، متصل دافع أوباما عن قراره عدم توجيه ضربة عسكرية الى النظام السورى ردا على استخدامه السلاح الكيميائى فى الخريف الماضي، مؤكدا أن قدرات الولاياتالمتحدة لها حدود.