شهدت ميادين الإسكندرية تدفقا من أبناء الثغر بين محتفل بمرور السنة الأولي وبين راغب في استكمال مسيرتها وتحقيق مطالبها. فقد شهدت ساحة مسجد القائد إبراهيم بمحطة الرمل منذ السابعة صباحا تجمعا كبيرا من شباب التيارات الإسلامية الذين رفعوا الأعلام وأقاموا المنصات للاحتفال بالثورة, وتصميم مجسمات للرئيس السابق وأعوانه في اشارة الي سرعة محاكمتهم وكذلك لشهداء الثورة بالإسكندرية في اشارة لتذكرهم والا تذهب دماؤهم هدرا. وقام شباب الثورة بمختلف الائتلاف والحركات الثورية برفع لافتات تحمل تسليم السلطة فورا من المجلس العسكري الي سلطة مدنية ومطالبين مجلس الشعب باصدار قرارات سياسية لتحقيق العدالة الاجتماعية بتحديد حد أدني وأقصي للأجور ومحاكمة الرئيس المخلوع وأعوانه سياسيا والإفراج الفوري عن المعتقلين من السياسيين والنشطاء الذين تم القبض عليهم خلال أحداث الثورة. وبعد صلاة الظهر بدأ نحو3 آلاف شخص التحرك من ميادين شرق وغرب المدينة الي ساحة مسجد القائد إبراهيم وميدان المنشية للتحرك بمسيرات الي قيادة المنطقة الشمالية العسكرية, وأيضا الي ميدان فيكتور عمانويل بسموحة لإقامة اعتصام مفتوح هناك لبعض الائتلاف واتحاد القوي الثورية لحين تحقيق مطالب وأهداف الثورة. واللافت للنظر قيام حزب البداية بمسيرات ووقفة كبيرة تقدمها محمود حسام رئيس الحزب فوق كوبري استانلي, حاملين الاعلام التي شملت شعارات عديدة أهمها توحيد الصفوف لبناء مصر الحديثة, فضلا عن اعداده عددا من سيارات نصف النقل تحمل مكبرات صوت تبث الأغاني والأناشيد الوطنية. كما قامت رابطة عوام المسلمين التي يشرف عليها المهندس محمد محفوظ نائب رئيس الحزب بتشكيل عدة لجان شبابية لتأمين دور العبادة خاصة الكنائس بالتنسيق مع القيادات وشباب الأقباط من مختلف الطوائف. وفي الوقت نفسه أصدر حزب المحافظين بالإسكندرية بيانا أكد فيه أمينه المهندس ياسر سيف ضرورة العمل علي مواصلة أهداف الثورة وفي مقدمتها سرعة إجراء المحاكمات, وإصلاح الأوضاع الاقتصادية بالعمل الجاد بعيدا عن الاحتجاجات الفئوية, وعودة الأمن والاستقرار للبلاد. وفي السياق نفسه قامت القوات البحرية بمشاركة الشعب والأحزاب والحركات الثورية بالاحتفال بالثورة عن طريق فتح الزيارات المجانية للوحدات البحرية التي وصل عددها الي22 وحدة عن طريق لنشات بحرية وقوارب تجوب الميناء الشرقي. كما قامت بعدد من العروض والفرق الموسيقية أمام ساحة قبر الجندي المجهول بالمنشية الذي شهد حضورا كثيفا للمواطنين, حيث قامت القوات البحرية بتوزيع اعلام والتي شيرتات عليهم تحمل شعارات الاحتفال بالثورة, كما جابت عدة سيارات تابعة للبحرية بعض الشوارع خاصة بمناطق بحري والجمرك والمنشية بوسط المدينة وأيضا بمناطق أبي قير مزودة بمكبرات صوت تبث الأغاني الوطنية وتحث الجماهير علي الاحتفال بطرق حضارية وعدم الخروج علي الشرعية والحفاظ علي المنشآت العامة. وقد شارك حزب التجمع برئاسة الناشط إسماعيل سليمان بإقامة تتظاهرة حاشدة أمام محكمة الحقانية مطالبين بتسليم السلطة الي مجلس الشعب فورا. ومن الظواهر الإيجابية التي أكدتها احتفالات الثورة بالإسكندرية أمس, تأكيد الوحدة الوطنية التي تجسدت في وجود أفراد حزب الحرية والعدالة التابع للإخوان المسلمين أمام الكنائس للاحتفال بالثورة أمامها وحمايتها من أية احتمالات للاعتداء عليها في تعبير واضح عن أواصر وعمق المشاعر بين المسلمين والأقباط. كما قام أعضاء حزب النور بالاصطفاف أمام أحياء العجمي والعامرية وحي غرب رافعين علم مصر أمامها وذلك للتعبير عن حمايتها من أية أعمال تخريب وذلك بعد التكثيف الذي شهدته المساجد خاصة مسجد القائد إبراهيم عندما أكد الشيخ المحلاوي أن الاهتمام بحماية الكنائس لايقل عن الاهتمام بحماية المساجد. كان الشيخ شريف الهواري أحد القيادات السلفية غرب الإسكندرية قد أعلن أن تخريب المنشآت العامة يعد بمثابة إضعاف لشأن المسلمين وتشويه للحضارة الإسلامية والمصرية, وطالب بضرورة الوقوف بحزم أمام أعمال ومحاولات التخريب بكل قوة لتحقيق الاستقرار المنشود وأهداف الثورة المصرية. ومن الظواهر الطيبة التي شهدها يوم أمس سجل دفتر أحوال أقسام الشرطة بالإسكندرية أقل معدل من بلاغات الجرائم والمشاجرات بين المواطنين, علي الرغم من حالة الطوارئ والاستعدادات التي وضعتها مديرية أمن الإسكندرية داخل الأقسام والادارات المختلفة التابعة لها. وقد أشرف اللواء خالد غرابة مساعد الوزير لأمن الإسكندرية واللواء فيصل دويدار مدير الادارة للبحث الجنائي علي خطة لتأمين القنصليات والمنشآت العامة بالإسكندرية, وقد ساعد علي ذلك خلو الكثير من الشوارع من السيارات والمارة. وعلي الرغم من إغلاق البنوك أبوابها فإن ماكينات الصرف الآلي واصلت عملها أمام المواطنين لصرف العملات منها. وقد قام العديد من أصحاب ومديري محطات الوقود بإغلاقها, بينما قام البعض الآخر بمواصلة نشاطهم أمام السيارات التي تصادف ندرتها في الشوارع وميادين الإسكندرية لجلوس المواطنين أمام شاشات التليفزيون لمتابعة الاحتفال بعيد الثورة والندوات القائمة لهذا الغرض. وقد ألقت الشرطة العسكرية التابعة للقوات البحرية القبض علي أربعة أشخاص مندسين بين المواطنين بمنطقة ميدان المنشية يرتدون الزي العسكري ويقومون باعتراض المارة والمحتفلين وتفتيشهم وابتزازهم وإرهابهم, الأمر الذي أثار شكوك المواطنين الذي أبلغوا القوات البحرية التي أسرعت علي الفور بالقبض عليهم. وأتضح أنهم من العناصر التي تحاول إثارة الفتنة بين القوات المسلحة وأبناء الثغر الذين يحتفلون بذكري الثورة, وقد تحفظت عليهم الشرطة العسكرية لتقديمهم الي جهات التحقيق. وقد شهد ظهر أمس تحركا للقوي السياسية والائتلافات والأحزاب بالإسكندرية بمناطق المنشية برفع الشعارات والبيانات, حيث أصدرت جبهة القوي الاشتراكية بالإسكندرية بيانا حول عدم تحقيق مطالب الشعب والثورة كاملة, وطالبت بسرعة تسليم السلطة للمدنيين والمحاكمات الفورية والعاجلة لقتلة الثوار وعدم التباطؤ في قضية محاكمة الرئيس المخلوع والافراج الفوري عن المعتقلين السياسيين وتطهير مؤسسات الدولة من عناصر النظام السابق, واسترداد400 مليار من أموال التأمينات المنهوبة واسترداد الأراضي التي تم بيعها بالمخالفة للقانون وتوزيعها علي شباب الخريجين والفلاحين, وصدور قانون الحريات النقابية, ووقف تصدير الغاز الإسرائيلي وإلغاء اتفاقية كامب ديفيد. بينما أصدر المؤتمر الدائم لعمال الإسكندرية بيانا طالبوا فيه بضرورة مشاركة العمال في اللجنة التأسيسية لصياغة الدستور وإصدار قانون الحريات النقابية وإعادة النظر في قانون العمل الموحد, وتثبيت العمالة الموسمية وعودة العمال الذين تم فصلهم تعسفيا بعد الثورة.