بمرور الأيام تؤكد جماعة الإهاب الإخوانية أنها منظمة دموية مجردة من أي جينات وطنية وأبعد ما تكون عن حقيقة أي دين إلي جانب افتقادها الذكاء السياسي بل والذكاء الفطري، ولو كانت لديها أي لمحة من هذا الذكاء، ولو كانت تستوعب سير الأنبياء وتحذو حذوها لتذكرت حكمة سليمان عليه السلام واتعظت منها وهي الحكمة التي تبلورت في القصة المعروفة عندما احتكمت له امرأتان تتنازعان علي طفل رضيع فكل منهما تدعي أنها أمه وعندما لم يصل إلي ترجيح أحقية أي منهما أخبرهما بأنه لم يعد أمامه إلا أن يشطر الرضيع شطرين ويعطي كل امرأة شطرا فوافقت إحداهما بينما صرخت الأخري رافضة هذا الحل وتنازلت للأولي لكي يبقي علي قيد الحياة حتي ولو كان مع غيرها وحينها أمر سليمان بالطفل للأخيرة مدركا بحنكته أن الأولي التي وافقت علي اقتسام الرضيع نصفين لا تحمل أي مشاعر أمومة للطفل وأن ما تحمله له ماهو إلا نهم الاستحواذ وشراهة الحقد والغيرة مما يخص الغير والرغبة في الاستيلاء عليه وإلا فتدميره وهذا النموذج هو الذي تبنته جماعة الإخوان الإرهابية عندما خرجت الملايين مطالبة د. محمد مرسي بإجراء استفتاء شعبي حول إجراء انتخابات رئاسية مبكرة فأخذته العزة بالإثم وكان قراره: يا نحكمكم يا نقتلكم.. وفي سبيل ذلك انطلقوا مسعورين وأعماهم طمع التهام لحم وطن كان بين أنيابهم حتي لو أزهقت روح هذا الوطن وارتضوا أن يتحالفوا مع سفاحي الإرهاب الذين نموا وترعرعوا في الجوار وأصبحوا وكلاء للجماعة وللمخابرات الخارجية ينفذون المخطط الأسود لتفتيت المنطقة العربية وعلي رأسها مصر ولذا كان التطور الإجرامي لجماعات الإجرام الإرهابية ليحولوها إلي حرب فعلية علي مصر وشعبها وكان من أوضح مظاهر هذا التطور إسقاط طائرة الأباتشي بصاروخ ونسف مديريتي أمن الدقهلية والقاهرة والمسلسل شبه اليومي للعديد من الاغتيالات وآخرها مذبحة مسطرد لستة مجندين وأفجرها إدخال صواريخ متطورة عبر أنفاق غزة لمحاولة اغتيال المشير عبد الفتاح السيسي وقادة القوات المسلحة عن طريق إطلاق هذه الصواريخ علي مساكنهم لتدميرها فوق رءوسهم ورءوس أسرهم وكل من يجاورهم .. فهل بعد ذلك يظل التعامل مع هذه البشاعة والإجرام بأسلوب رد الفعل أم أنه من المفترض أن نتخذ نحن الخطوة الأولي لمنع هذا الفعل! فمن المعلوم أن من أهم مقتضيات الأمن قبل ضبط مرتكبي الجريمة هو منع الجريمة قبل وقوعها وأخذ زمام المبادرة بالانقضاض علي أوكار الإرهاب لتدميرها بما فيها من سلاح ومفرقعات قبل الانطلاق بها واستخدامها وكان هذا هو ما فعله الرئيس الراحل محمد أنور السادات عندما فقد القذافي رشده في وقت من الأوقات وأرسل بعض صبيانه للقيام ببعض الأعمال الإرهابية فكان الرد هو انطلاق طائرات مصرية لتدمير قواعدهم في ليبيا وهذا أيضا هو ما تتبعه إسرائيل .. وإذا كنا نواجه يوميا بأشاوس حماس وتفريعاتها بمختلف المسميات من كتائب القسام إلي بيت المقدس بعد أن أداروا خلفيتهم إلي إسرائيل وإلي البيت المقدس وأصبح جهادهم ضد الوطن الذي كثيرا ما بذل الدم والروح في سبيل القضية الفلسطينية فكان ردهم للجميل هو ارتكابهم أعمالا حقيرة ومذابح لمواطنيه يعقبها إصدار فيديوهات وبيانات يتفاخرون فيها بهذه الحقارة فلم لا نبادر بردعهم مسبقا قبل تحركهم من جحورهم في قطاع غزة ولا شك أن هذه الجحور محددة ومعلومة لأجهزة المخابرات المصرية بعيدا عن الإضرار بالأخوة المسالمين شعب غزة المغلوب علي أمره. لقد فاض الكيل وطفح ولابد من محاربة الإرهاب في عقر داره ومصادر تحركه وتسليحه وتلقيه التمويل والتدريب فلقد أصبحت جماعة الإرهاب الإخوانية النموذج الحي لشخصية دراكولا الخيالية التي لا تتصور أنها تستطيع أن تحيا وأن تنال الخلود إلا بامتصاص دماء البشر ليفني من يمتص دمه في سبيل أن تخلد عشيرة دراكولا متجاهلين أنه سريعا ما ينكشف سترهم وتتكاتف قوي الخير وتقضي عليهم. لواء محمد مطر عبدالخالق مدير أمن شمال سيناء سابقا