لعلها تصل إن صدرت من أطفال، لعل دانات مدافعهم ونيران أسلحتهم ترحم طفولتهم البريئة، لعلهم يعقلون أنهم لازالوا في طور الطفولة ولا ذنب لهم في سياسة الكبار سوى أنهم ولدوا على هذه الارض وعشقوا ترابها ومقدساتها. وجه أطفال قطاع غزة الفلسطيني ''بيانا صحفيا''، منتصف الاسبوع الماضي، مخاطبين الضمائر الحية في العالم كافة بممارسة ضغط على الجيش الإسرائيلي بوقف العدوان الغاشم على القطاع، واستنكروا في بيانهم العدوان وقتل الأبرياء والاطفال، وكان نص البيان الذي نقله تليفزيون ''الأقصى'' التابع لحركة المقاومة الإسلامية كمل يلي : ''بسم الله الرحمن الرحيم.. رسالة من أطفال غزة إلى أحرار العالم .. يا أحرار العالم نخاطبكم اليوم من تحت ركام منازلنا التي دمرها الاحتلال، نخاطبكم من بين ألعابنا الغارقة بدمائنا، نخاطبكم من بين القذائف والصواريخ الصهيونية التي تطلق علينا في كل لحظة لتسلب طفولتنا، نخاطبكم ودماؤنا تسيل وأجسادنا تمزق، نخاطب فيكم إنسانيتكم وضمائركم إن بقى عندكم ضمائر، إلى متى تصمتوا وأنتم تتلذذون بمشاهد قتل طفولتنا وسفك دمائنا، فمنذ خمسة أيام متواصلة وطفولتنا تحرق بصواريخ الاحتلال يا أحرار العالم أنقذونا من هذا الإجرام والإرهاب الإسرائيلي، فقد قتلوا الأجنة في بطون أمهاتهم والأطفال الرضع، لم يرحموا براءتنا وطفولتنا، فما فعلت الرضيعة حنين طافش ذات العشر شهور لتمزق إسرائيل جسدها الطري، ماذا فعل الرضيع وليد العبادلة صاحب العامين لتحرق إسرائيل جسده، والقائمة تطول أيها الناس، أيها العالم الظالم .. بأي ذنب نقتل وتهدر طفولتنا ! ماذا اقترفنا، ليحدث لنا كل هذا، خمسة عشر طفلا استشهدوا وأكثر من 200 آخرين أصيبوا، فأين حقنا في الحياة يا دعاة الإنسانية، نريد أن نعيش كما أطفالكم في هدوء وأمان، نريد أن نلعب بدمانا لا بدمائنا، نريد أن ننام، هل النوم أصبح حراما، فكلما تغفو عيوننا، تفزعنا أصوات الانفجارات وتهتز الأرض من تحتنا بهذا الإجرام الإسرائيلي أيها الرؤساء والزعماء والقادة والأمراء وأصحاب الجلالة .. نخاطبكم الآن وما زال القصف مستمر والقذائف تسقط على رؤوسنا، نرجوكم تحركوا لتنفذوا ما تبقى من طفولتنا الجريحة، لا نعرف أين نذهب، فكل مكان هنا غير آمن، بيوتنا ومدارسنا وملاعبنا وشوارعنا مستهدفة، حرام عليكم، فنحن أبناؤكم، تحركوا لنجدتنا قبل فوات الأوان''. وأرفق الأطفال قائمة بأسماء الشهداء من أطفال القطاع الذين قتلوا بنيران القوات الإسرائيلية في عدوانها الأخير، وأعلنت ملقية البيان ''طفلة'' قائلة: ''قد تنقل الفضائيات صورتي بعد قليل وأنا غارقة بدمائي، أنقذونا قبل فوات الأوان'' .