مثقفو العالم العربي : حان وقت الفعل ولا مجال للتنديد بالمجازر استمرار العدوان الاسرائيلي مازالت غزة ترزح تحت آلة القمع الصهيونية منذ أكثر من أسبوع، غزة التي تعاني الحصار منذ أكثر من عامين..الآن تحت النار، والصمت العربي المطبق مازال متواصلا، ومن تداعيات القصف أن بيت الشعر الفلسطيني في رام الله أصدر بيانا قال فيه: دمٌ على سواتر النار، دم على الشجر الثاكل، ودم في الشوارع بحجم بلادنا الغارقة في أتون الدمار العاتي.. حيث الأفق عباءة من الأحمر القاني والأشلاء المتفحمة بقذائف الموت الصهيونية الحمراء، وحديد الأباتشي اللاعب في صدور الصغار والطفولة المفجوعة. غزة اليوم، مثلما هي فلسطين، على خط التدمير والإلغاء بأدوات اسبرطة الجديدة وسياق موتها الناقع، وبربرية العدو الذي أعاد إنتاج الموت عبر التاريخ على لحم أبنائنا ونسائنا وشيوخنا وأهلنا في غزة الصبر والصمود. لا وقت للإدانة، ولا وقت للاستنكار، هي لحظة الحق والحقيقة في فضح عدوان النقيض ومؤسسته العسكرية التي تتخفى وراء ذرائعية مدعاة، وهي لحظة اندماج الارواح الحرة والمعافاة لإعلان وحدة المصير والموقف ووحدة الوطن. إنها الوحدة الوطنية التي هي صمام أمننا وأماننا وعافيتنا وعنفواننا، الوحدة المبنية على التضحية المجيدة، وزفرات فرسان الشهداء، وأشلاء طفل أغمضوا عينيه بالرصاص الغليظ، الوحدة المبنية على قوة ذهابها إلى المستقبل الذي يليق ببلادنا وتليق به. إنها وحدة تستحقها فلسطين، وحدة يصر عليها المثقفون والمؤسسات الثقافية وكل الأحرار في العالم لكشف سوءات الاحتلال وإجرامه اليومي الذي لا عد له ولا حد. ووحدة حتى تنجز محاكمة مجرمي الحرب الصهاينة، ومن تواطأ معهم أو برر لهم. ووحدة حتى يتوقف عدوان العدو الصهيوني عن غزة، ويفك حصار "الاخوة" عنها. إننا اليوم ننحاز إلى الضحية التي يجري تجريمها، ونقف في صف المقاومة والدفاع عن الحياة انحيازا للشهداء، وانحيازا لأزهار الدم التي تشرق كل يوم، وانحيازا لمنازلة هذا العدو الذي يجتاح الأخضر وانساغ الحياة، وانحيازا لرفض سلالات القبح، واستطالات الاحتلال وطوطمه النووي الأصم. فطوبى للشهداء الأحياء، وطوبى لفلسطين التي تدق أجراس الرفض في زمن السقوط والتردي والتبعية. وطوبى لبلادنا الذاهبة إلى الحياة بكامل ألقها. صحيفة "الدستور" الأردنية سألت مجموعة من الأدباء في ظل تزايد الحصار والقتل في غزة عن دور المؤسسات الثقافية العربية في هذه الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الشعب العربي الفلسطيني، وأوضح فخري قعوار أنه لابد من التركيز على النواحي الأدبية والفنية، وعلى الكتاب والأدباء، وعلى الجهات المعنية بهذه الناحية، وعلى الجهات الرسمية المعنية بالقضايا الداخلية والخارجية والمحلية والقومية، على كل هذه الهيئات أن لا تكتفي بالحب والحوارات الاجتماعية والمسائل المنوّعة الأخرى، لأن القضية الفلسطينية تستحق الدعم والمشاركة. وقالت ليلى الأطرش ليس المسألة مسألة تعبئة آنية تنتهي بمجرد انتهاء حدث ما ثم تعاود اشتعالها في حدث آخر، وللأسف أن الأحداث تزداد قسوة وتصاعدا همجيا، وبذلك من تغيير استراتيجية الحوار والتواصل مع الآخرين لبيان وجهة النظر العربية وعادلة لقضايانا، بالأمس جميع مواقع الشباب وزعت صورا للأطفال في غزة، لكن معظم هؤلاء الأطفال يحملهم افراد من حماس وباللباس العسكري لهذه الصورة وكأنهم قتلوا لأنهم أطفال ربما بالقصف على منازل القياديين وهذا يعطي صورة مختلفة لدى الغرب، لو كانت صور هؤلاء الأطفال وحدهم أو مع أمهاتهم لكانت أشد تأثيرا على الغرب، لأن اسرائيل تقول إن معركتها مع حماس، مازلنا لانعرف كيف نتعامل مع الآخرين. راشد عيسى قال: من الملاحظ غياب الوعي الثقافي لدى فئة كبيرة من الناس ولا سيما فيما يجري من أحداث على أرض فلسطين، وثمة غياب واضح في استنطاق تاريخ المنطقة عموما، واتصور أن المؤسسات الثقافية على اختلاف مواقعها مسئولة إلى حد كبير عن تنمية هذا الوعي واضاءة مسرح الأحداث بالشكل الإعلامي المأمول. أحد الضحايا وعلى الصعيد المغربي أصدر نجيب خداري رئيس بيت الشعر في المغرب بيانا قال فيه كما أوردت صحيفة "القبس" الكويتية: نحن الآن أمام فصل جديد من مأساة طويلة، تعددت أشكالا وألوانا في السماء والأرض العربيين. فالكيان الصهيوني، هذا الورم الخبيث المزروع في الجسد العربي، ما زال يعربد بإجرام ووحشية لا مثيل لهما ضد أبناء فلسطينالمحتلة على مرأى ومسمع من العالم. وما المئات من الشهداء والجرحى الذين أسقطتهم آلة الإرهاب الإسرائيلي من أبناء غزة المحاصرة، هذه الأيام، وسط حالة دمار شامل، إلا دليل إضافي على وجه إجرامي شديد البشاعة لم تفلح كل مظاهر المساندة الأمريكية في تجميله وتسويقه في صورة الحمل الوديع، وصورة الضحية البريئة. وهكذا يصر الكيان الصهيوني على أن يلون سماء العالم الذي كان يتأهب للاحتفاء برأس السنة الميلادية وبرأس السنة الهجرية، بمظاهر اللهب والدم والخراب. ولعل في ضرب البوارج الحربية الإسرائيلية لقارب "الكرامة" الذي ألح على الحضور إعلانا عن تضامن شعوب العالم مع غزة المنكوبة.. لعل في ذلك الضرب ما يؤكد ولع الكيان المحتل بهدر كرامة الإنسان وحقوقه، مهما كانت جنسيته أو حيثياته. وإذ أعتبر أن المثقفين والمبدعين، هم طليعة المسئولين عن ضمير العالم، فإنني أدعوهم بقوة - باسمي وباسم إخوتي في بيت الشعر المغربي - إلى النظر في أبعاد مأساتنا بعين العقل والقلب معا، وإلى الخروج من حالة التلعثم والتردد والصمت، وإلى قول الحقيقة التي تدين وتتضامن وتدعو إلى إقرار الحق والعدل والسلام، وإلى إنقاذ الشعب الفلسطيني من نفق المحنة القاتم الطويل. كما أدعو الرئيس الأمريكي المنتخب، باراك حسين أوباما، وإدارته التي حملت شعار التغيير، أن يعملا بجد ومسئولية تاريخية على تغيير النظر والتصرف إزاء جرائم الكيان الإسرائيلي، وأن يسعيا إلى إقرار سلام عادل وشامل بالمنطقة العربية. مظاهرات تجوب الشارع العربي للتنديد بالمجازر وما من شك في أن على كل الذين يؤمنون بضرورة اجتثاث مظاهر التطرف من كل أنحاء العالم، أن ينتبهوا إلى أن واقع الظلم والتجويع والتدمير والقتل الذي يفرضه الكيان الصهيوني الغاشم، هو المشتل الطبيعي للتطرف. فالعنف يلد العنف. وزارع الريح لا يحصد إلا عاصفة هوجاء تحرق أخضر الأرض ويابسها! أيضا أصدر لويس ارياس مانسو مؤسس وأمين عام حركة شعراء العالم بياناً عربه الشاعر التونسي يوسف رزوقة قال فيه: إن الأحداث التي جدت في فلسطين، في قطاع غزة تحديدا، لا ينبغي أن تترك "شعراء العالم" غير مكترثين، ذلك أننا شعراء ملتزمون بمبدأ الحياة وبالمشروع الإنساني. إن ما حدث في هذه الرقعة من كوكبنا يعد مجزرة فظيعة بتغطية وتواطؤ من الإمبراطورية والأمم المتحالفة للطرف الأكثر نفوذا وغطرسة في الكوكب. ولهذا ادعو شعراء العالم إلى التظاهر بقوة الكلمة، على نحو شعري وإدانة هذا الاعتداء على الحياة. واني أدعو الى وضع بياننا الكوني لشعراء العالم حيز التطبيق واجدني هنا اذكر بما جاء في بعض فقراته حيث ورد: "أن تكون شاعرا لا يعني أن تكتب شعرا جميلا فحسب، بل أن تعيشه أيضا. وأن تعيشه لا يعني أن تحسه فحسب، بل أن تضعه حيز التطبيق. وأن تضع الشعر حيز التطبيق هو عمل يومي، بل هو عمل دائم، ما دامت لنا عقول تفكر وقلوب تحس". "أن تكون من شعراء العالم هو أن تكون محاربا أو تكوني محاربة تركض في سهول الوجود الإنساني، وهو دور الشاعر منذ الأزل بحثا عن تجويد العيش والتطوير الطبيعي للحياة. من أجل هذا لن نقف مكتوفي الأيدي أمام الجرائم التي ترتكب كل يوم باسم الحرية، سنرفع أصواتنا سيفا من الضوء وسنرعب الجبان. من أجل هذا سنصنع من الكلمات أسلحة لم يعرفها المجرم على مر التاريخ".