طالب البرلمان العربي، مساء "السبت"، في اجتماع دورته غير العادية في مقر جامعة الدول العربية، المخصصة لمناقشة العدوان الصهيوني الغادر على سفن الحرية في مياه البحر الأبيض المتوسط الدولية، واستمرار فرض الحصار على قطاع غزة، بضرورة العمل عربيًا ودوليًا على الإنهاء الفوري للحصار المفروض على قطاع غزة، والعمل على اتخاذ الإجراءات العاجلة لرفع دعاوى قضائية أمام المحاكم المختصة على قادة الكيان الصهيوني لصالح نشطاء الحرية والسلام من مختلف أنحاء العالم، والعمل على توثيق هذا الحدث الإجرامي حتى تكون هذه الوثائق دليل إدانة دامغ. وشدد الاجتماع، الذي عقد برئاسة، هدى بن عامر رئيسة البرلمان العربي، وحضور عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية، على اتخاذ الإجراءات الفورية والعاجلة لقطع كل أشكال التطبيع السري والعلني ووقف المفاوضات المباشرة وغير المباشرة وسحب مبادرة السلام العربية والعمل على ترسيخ ثقافة المقاومة بكافة أشكالها ضد الإحتلال الصهيوني. كما أدان البرلمان الموقف الأميركي الذي يبرر جرائم الكيان الصهيوني وبصفة خاصة هذه الجريمة النكراء، والطلب من الدول العربية التعامل مع دول العالم سياسيًا واقتصاديًا على ضوء مواقف هذه الدول من القضايا العربية العادلة. وأكد على أن العملية الإجرامية للكيان الصهيوني في المياه الدولية ضد نشطاء السلام يمكن أن تفتح بابًا للمقاومة للرد بالمثل. وعبر البرلمان العربي عن خيبة أمله من البيان الصادر عن مجلس الأمن والذي يؤكد بوضوح انحيازه وغياب مصداقيته وعدم الاضطلاع بدوره كما حدده ميثاق المنظمة الدولية، الأمر الذي وفر للعدو الصهيوني غطاء دوليًا يشجعه على ارتكاب جرائمه. وطالب جميع الفصائل الفلسطينية إنهاء الانقسام الحالي لمواجهة الهجمة الصهيونية الشرسة. وأكد على أهمية التواصل مع كافة البرلمانات والمنظمات الدولية والإقليمية وتفعيل الحوار معها وذلك لفضح وتعرية الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني والتي تشكل خرقاً لكل المواثيق والأعراف الدولية . وطالب بالعمل على تسيير قوافل برية وبحرية للعمل على إنهاء الحصار الجائر. كما ثمن البرلمان قرار الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية بالفتح الدائم لمعبر رفح وفاءً لالتزامات جمهورية مصر العربية واستمرارًا لدورها التاريخي في الدفاع عن القضايا العربية . وحيا البرلمان العربي الجمهورية التركية شعبًا وبرلمانًا وقيادة ويزجي التحية للشهداء الذين امتزجت دمائهم الذكية بمياه البحر الأبيض المتوسط دفاعًا عن الحرية، كما يثمن مواقف كل من جمهورية نيكارجوا وجمهورية جنوب إفريقيا وكل الدول التي سحبت سفرائها من الكيان الصهيوني. من الجدير ذكره، أن الجريمة الصهيونية العسكرية ضد أسطول الحرية في المياه الدولية بالبحر الأبيض المتوسط، وما أسفرت عنه من سقوط عدد من الشهداء والجرحى الأبرياء من سبعة وثلاثين دولة من مختلف الجنسيات جاءوا متضامنين لنصرة الشعب الفلسطيني يحملون مواد إنسانية تساعد الشعب الفلسطيني المحاصر على مواصلة الحياة في ظل احتلال صهيوني بغيض استمر لأكثر من ستين عامًا، وفي ظل سياسات التنكيل والعنف والتشريد والاعتقال وإقامة جدار الفصل العنصري وممارسات التهويد والاستيطان المتواصلة في فلسطين، وبعد أن تصاعدت حملات الانتقاد والإدانات العالمية تجاه هذه الجريمة الشنعاء والتي تعززت باعتقال المتضامنين مع الشعب الفلسطيني على سفينة راشيل كوري المناضلة التي سحقتها آلة الكيان الصهيوني العسكرية فإن إقدام أكثر من عشرين دولة من دول العالم على سحب سفرائها من الكيان الصهيوني، إضافة إلى قيام دولة نيكاراجوا تجميد علاقاتها الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني يؤكد عنصرية وهمجية هذا الكيان.