شهد معبر رفح اليومين الماضيين نشاطًا ديبلوماسيًا ملحوظًا، حيث استقبل أمس وفدًا برلمانيًا عربيًا رفيع المستوى ضم 27 نائبًا من 14 دولة عربية برئاسة البرلماني العماني سالم بن علي الكعبي. وشكر الكعبي السلطات المصرية لتسهيلها مهمة الوفد في لقاء الإخوة الفلسطينيين المحاصرين بقطاع غزة، كما أعرب عن أمله فى أن يستطيع الوفد البرلماني العربي خلال زيارته التقريب بين وجهات النظر وتحقيق المصالحة بين جميع الفصائل والقوى السياسية الفلسطينية.
من جانبه، قال رئيس لجنة العلاقات العربية بمجلس الشعب وممثل مصر في اللجنة، اللواء سعد الدين الجمال "إننا كممثلين للشعوب العربية نحاول إفهام الإخوة الفلسطينيين مدى خطورة الانقسام، مؤكدًا أن جميع الشعوب العربية تتمنى وحدة الشعب الفلسطيني".
من جهة أخرى، أفاد مصدر أمني مصري أن معبر رفح شهد خلال اليومين الماضيين أيضًا عبور عضوين من الكونجرس الأمريكي يدعيان "براين بيرد"، "ونيك بيلونو" وهما من النواب الديمقراطيين، عائدين من قطاع غزة بعد زيارة استمرت 24 ساعة.
يذكر أن عضوا الكونجرس قد قاما بجولة اطلعا خلالها على الأوضاع داخل القطاع، وزارا بعض المستشفيات والمدارس المتضررة من العدوان الصهيوني الأخير على غزة، ورصدا الآثار الناتجة عن الاعتداءات الصهيونية على القطاع وتأثيره على الفلسطينيين.
وكان البرلمان العربي قد قرر، في ختام دورته غير العادية التي انعقدت بمقر جامعة الدول العربية الليلة الماضية، العمل عربيا ودوليا على الإنهاء الفوري للحصار المفروض على قطاع غزة، وأعلن عن نيته لرفع دعاوى قضائية عاجلة أمام المحاكم المختصة على القادة الصهاينة، والعمل على توثيق الاعتداء الصهيوني على "أسطول الحرية".
وأكد البرلمان، في بيان خرج عنه، أنه بصدد اتخاذ إجراءات فورية وعاجلة بقطع كل أشكال التطبيع السري والعلني ووقف المفاوضات المباشرة وغير المباشرة مع العدو الصهيوني، وسحب مبادرة السلام العربية والعمل على ترسيخ ثقافة المقاومة بكافة أشكالها ضد الاحتلال.
وأدان كذلك الموقف الأمريكي الذي يبرر الجرائم الصهيونية "خاصة جريمة العدوان الغادر على سفن الحرية في مياه البحر المتوسط الدولية"، وطلب من الدول العربية التعامل مع دول العالم سياسيا واقتصاديا "على ضوء مواقف هذه الدول من القضايا العربية العادلة".
ونبه البيان إلى أن العملية الإجرامية الصهيونية فى المياه الدولية ضد نشطاء السلام "يمكن أن تفتح بابا للمقاومة للرد بالمثل".
وحيا البرلمان العربي أيضا تركيا "شعبا وبرلمانا وقيادة"، موجها التحية للشهداء الذين امتزجت دمائهم الزكية بمياه البحر المتوسط دفاعا عن الحرية، كما ثمن مواقف كل من نيكاراجوا وجنوب إفريقيا وكل الدول التي سحبت سفراءها من الدولة الصهيونية.
كما أصدر البرلمان قرارًا بتشكيل لجنة لتسيير قوافل بحرية وبرية متواصلة من كافة الدول العربية للعمل على رفع الحصار عن غزة برئاسة عبد القادر السمارى، وعضوية سعد الجمال "منسقًا عامًًا"، والنواب علي الدقباسي والبشير رجب الطوير، وفادية ديب وعائشة المناعى.