كتاب مصر يطالبون بقطع العلاقات مع إسرائيل الكتاب يعتصمون أمام مقر الاتحاد محيط – سميرة سليمان وقف عدد من الكتاب المصريين أمس أمام مقر اتحاد الكتاب بالزمالك ، في اعتصام رمزي لمدة ساعة دعى له الإتحاد العام للأدباء والكتاب العرب ورئيسه محمد سلماوي ، لإعلان احتجاجهم على المجازر الإسرائيلية التي تجري تحت انظار العالم ، دون أن يتحرك الضمير الإنساني لردعها ، والتي تعد وصمة عار بجبين البشرية ، واحتجاجا أيضا على الصمت المواطيء من قبل الدول الكبرى مع العدوان ، وتضامنا مع إخواننا وأبنائنا في قطاع غزة ، الذين يتعرضون لإبادة جماعية وحشية . وأصدر اتحاد كتاب مصر في اجتماع طارئ بيانا جاء فيه إن كتاب مصر يراقبون المجازر البشعة التي تنفذها قوات العدو الصهيوني في قطاع غزة المحتل، مستخدمة ترسانتها العسكرية المتطورة ضد شعب أعزل، لا يملك وسائل الدفاع عن نفسه، متذرعة بأسباب واهية يعرف العالم كله أنها مجرد أكاذيب تخفي النوايا الحقيقية للعدوان، وهي تدمير البنى التحتية للمقاومة الفلسطينية، وإحباط أي أمل لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة، بالإضافة إلى حل المشكلات الداخلية في إسرائيل عن طريق العدوان السافر الذي راح ضحيته المئات من الأبرياء. وأشار بيان اتحاد كتاب مصر إلى البيان الهزيل الذي صدر عن الأممالمتحدة، وساوى بين الضحية والجلاد، بدعوته إلى وقف متبادل لإطلاق النار، دون أن يلزم المعتدي بالتنفيذ، ودون أن يرتب عقوبات عليه. وقال محمد سلماوي إن ما يزيد من مرارتنا كعرب أن الأممالمتحدة نفسها طالما استخدمت كغطاء للتدخل السافر في شئون بعض الدول العربية، بدعاوى أثبتت الأيام خطأها. مضيفا أنه في هذا اليوم وفلسطين تتعرض لهذه المجزرة الوحشية على مدى الأيام الأخيرة نجتمع هنا نحن كتاب مصر لكي نعبر عن ضمير هذه الأمة. لكي نعلو فوق الخلافات العربية التي كادت تغطي على القضية الرئيسية. نحن مشغلون بمعاركنا الداخلية التي سادت أجهزة إعلامنا. الكتاب المتحدثون ويتوسطهم سلماوي احتلال نازي الكاتب إبراهيم عبد المجيد قال : نحن في مأساة منذ توقيع اتفاق السلام مع إسرائيل وما اتبعه من اتفاقات فرعية والوضع القلق. بعد أن كنا لا نعترف بإسرائيل أصبحت إسرائيل لا تعترف بالعرب كلهم. أصبحت صورتنا الآن أننا إرهابيون ولم تستطع الحكومات العربية بأكملها أن تغير هذه الصورة. وتساءل لماذا لم يقيم أي مسئول عربي في الخارج بعمل معرض فوتوغرافي لصور يروي تاريخ فلسطين وما يجري بها من فظائع ضد المدنيين العزل ؟ فيما يعد هولوكوست إسرائيلي مستمر ضد الشعب الفلسطيني. ورأى عبدالمجيد أن الموقف العربي الآن في مرحلة منحطة ومنحدرة. وقال " رغم اختلافي مع حماس إلا أنها منظمة منتخبة لا يمكن اتهامها بالإرهاب" . إسرائيل هي دولة عنصرية وكتلة إرهاب، علينا كعرب أن نتكاتف مع فلسطين لأنها قضية وطنية تهمنا جميعا. على كل دولة عربية أن تقوم بطرد السفير الإسرائيلي لديها وتقطع التعامل مع إسرائيل وأن تقيم السفارات العربية معارض صور تحكي عمّا يحدث للفلسطينيين منذ عام 1948. وأوضح محمد سلماوي أن هناك بعض الكتاب منعتهم ظروفهم من المشاركة في هذا الاعتصام ولكنهم حرصوا على إرسال مقترحاتهم بشأن ما يجب أن يفعله اتحاد الكتاب للقضية الفلسطينية ومن هؤلاء الكاتب المسرحي يسري الجندي الذي يقول في رسالته بضرورة أن يخاطب اتحاد الكتاب العرب اتحادات كتاب العالم بشأن ما يجري في غزة وفضح الاستعمار الصهيوني وتجاهل كل القرارات الدولية. كما دعا إلى توسيع الحريات للمواطن العربي ليعبر عن رأيه بكافة أشكال التعبير. لافتات على واجهة الاتحاد مواقف عملية مقترحة أوجز الروائي المصري الكبير بهاء طاهر المطالب الشعبية التي نادى بها المظاهرون في الشارع المصري ، وأولها المطالبة بطرد السفير الإسرائيلي من مصر وقطع كل العلاقات العادية في ظل هذه الظروف الاستثنائية، أيضا فتح معبر رفح أمام حركة العبور من فلسطين إلى مصر، رغم ان البيان الرئاسي في مصر خرج علينا قائلا أن إسرائيل تنصب لنا فخا لتقوم بإلقاء تبعات تدهور قطاع غزة على مصر، ولكن فلتفتح مصر المعبر وتقوم بتنظيم الأمن وكيفية الدخول والخروج، وفتح المعبر أمام الجرحى والمرضى. مطلب آخر شعبي هو وقف تصدير الغاز إلى إسرائيل رغم صدور حكم يفيد بأن هذا العمل غير قانوني ورغم صدور الحكم إلا انه لم يحدث أي تبرير لهذا التصدير، لماذا ندعم العدو الصهيوني باستخدام هذا الغاز في العدوان على إسرائيل. أيضا لابد ان يكون هناك فرصة للشعب للتعبير عن رأيه بدون قيد أو شرط. فلا أحد يفهم لماذا تحاط مظاهرة قوامها 10 أفراد بقوات أمن تبلغ 50؟ علينا أن نقف مع شعب غزة بكل الوسائل الممكنة. بينما قال الشاعر محمد عفيفي مطر: الكلام لا يحرر شبرا ولا ينقذ شهيدا والمثقفون العرب تخصصوا منذ زمن طويل في مسألة إبراء الذمة وغسل الأيدي والحماسة العنترية في غياب العقل المعرفي في الواقع. منذ كنت صبيا أقف على محطة القطار في قريتي مودعا الذاهبين إلى فلسطين وحتى هذه اللحظة أؤمن أن كل ما يحدث في العالم حتى الزلازل الطبيعية سببها إسرائيل، وكأنها المحور الشارح للسياسات العالمية كلها. نحن نتحدث هنا والجريمة تجري مجراها وتتماسك حلقاتها رغم قصائدنا ولافتاتنا وشعاراتنا، مما يجعلني أتساءل كيف يمكن أن يكون كبار الكتاب والفلاسفة في العالم ينتمون إلى أمم ترتكب أبشع الجرائم، كيف لم يستطع هؤلاء المفكرون ترقيق عواطف البشر وتفجير الحرية المتعالية على المصلحة في العقول. واقترح أن يكون اتحاد الكتاب جهة ترفع قضية في المحافل الدولية ضد مجرمي الحرب من الصهاينة، قائلا : " أما مطالبة الحكام العرب أن يغيروا أي شئ فهو أمر لا طائل من ورائه" . استمرار القصف الاسرائيلي علي غزة الكتاب الأسود قرأ سلماوي اقتراح د.علاء عبد الهادي عضو الاتحاد الذي ينادي بضرورة قيام الاتحاد بطبع كتاب أسود يضم مجازر إسرائيل التي ارتكبتها منذ عام 1948 حتى هذه الأيام. وترجمته إلى كل لغات العالم في محاولة لتبصير شعوب العالم بالحقائق الغائبة. ويعقب سلماوي قائلا: معركة المعلومات المغلوطة هي التي أصبحت تسود الآن والحقيقة تضيع، فقد شاهدت مؤخرا في برنامج على التليفزيون الفرنسي استضاف ممثلة سفارة إسرائيل بباريس التي طالبت حركة حماس بوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل لكي تهدأ الأمور، وقال لها المذيع: لكن الرأي العالمي يطالب بوقف إطلاق النار على الجانبين فقالت: لا يجوز وضع إسرائيل مع حماس في نفس الكفة. لأن إسرائيل دولة ديمقراطية تلتزم بالنظام العالمي بينما حماس حركة إسلامية إرهابية تسعى لهدم النظام العالمي. هذا هو ما يسمعه العالم، والشعب الذي يدفع من أبنائه وأمهاته وشيوخه فهو منسي. وأكد سلماوي أن اتحاد كتاب مصر سيرسل ما سوف يتمخض عنه هذا الاجتماع الطارئ إلى جميع اتحادات الكتاب في العالم بعد ترجمته إلى كل اللغات الحية. ويعلق بهاء طاهر على ذلك قائلا: هل يختلف موقف بعض المسئولين العرب عن موقف ممثلة إسرائيل في باريس، أليست الرقة التي تعامل بها وزير الخارجية المصري مع تسيبي ليفني والشراسة التي يتحدث بها عن حماس مماثلة لما تقوله إسرائيل عن نفسها؟. بيان الإتحاد في كلمته أوضح الكاتب عبد العال الحمامصي أن مصطلح السلام خيار استراتيجي هو مجرد وهم فمرجعية إسرائيل هي التوراة التي تقول لهم: "اقتلهم" فكيف يكون السلام خيار استراتيجي؟ ودعا الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة وسط هذه الأجواء إلى ضرورة المحافظة على روح الوفاق والتضامن العربي، وعلينا الانتباه إلى أن إسرائيل تحاول أن تفرق شملنا بكل الطرق وتثير الأحقاد والخصومات والفتن، وهذا دأبها دائما. اقترح نائب رئيس الاتحاد محمد السيد عيد تنظيم ندوة عالمية بعنوان "النازية والصهيونية" يدعى إليها الشخصيات المتعاطفة مع القضايا العربية، وضرورة التحدث إلى وزير الإعلام بتركيز الإعلام المصري على ما يحدث على الحدود الفلسطينية دون الخوض في مهاترات جانبية، وأن تكف عن بث صور قتل الرائد المصري على الحدود الفلسطينية وتأجيج الفتنة، فكم ضابط مصري على الحدود قُتل برصاص إسرائيلي وكان يكفينا الاعتذار فقط. ويشير محمد السيد عيد إلى أن التحرير لابد أن يبدأ من فكرة الجهاد وليس من فكرة السلام الذي لم يعد صالحا مع الأعداء. وفي النهاية أصدر اتحاد الكتاب بيانا جاء فيه ضرورة أن تجتمع الفصائل الفلسطينية على كلمة سواء، وأن يوجهوا سلاحهم لصدور أعدائهم بدلاً من أن يوجهوه إلى صدور إخوانهم في الوطن. دعماً للمقاومة ضد العدو الواحد، يعلن كتاب وأدباء مصر للعالم أجمع أنهم يعتبرون سفير دولة الاحتلال والعدوان والعنصرية والتوسع شخصاً غير مرغوب فيه في مصر ويؤكدون موقفهم الثابت من مقاطعة الكيان الصهيوني ورفض كل أشكال التطبيع الثقافي، ويطالب كتاب وأدباء مصر بأن تصبح الاعتبارات الإنسانية وعلاقات الدم التي تربط بين الشعب العربي في مصر وفلسطين هي العنصر الحاكم في قضية المعابر بين مصر وغزة. من ضحايا غزة مخطط أكبر من غزة قامت شبكة الإعلام العربية "محيط" باستطلاع آراء بعض المثقفين الذين شاركوا في الوقفة الاحتجاجية بشأن ما يحدث في غزة وتوقعاتهم بشان العام الجديد: يقول الكاتب الصحفي الكبير مصطفى بكري رئيس تحرير صحيفة "الأسبوع" المستقلة المصرية ل "محيط": أن هذه الوقفة تعبر عن رفض المثقفين والأدباء المصريين للعدوان الإسرائيلي الصهيوني على غزة وهي صرخة احتجاجية في وجه الحكومة الفاشلة صاحبة الموقف العاجز عن التصدي للعدوان، أو حشد القوى العربية لمواجهة هذا الاحتلال الذي نصب مذبحة كبرى للشعب الفلسطيني يدفع ثمنها الأطفال والنساء والشيوخ، ونحن نتوقع في الفترة القادمة أن تكون هناك سيناريوهات أكثر قسوة تؤدي إلى مذابح وحشية، ولهذا نحن نحذر أن المخطط كبير ولا يستهدف غزة فقط بل فلسطين كلها والأمة العربية. وعن دور المثقفين يضيف بكري: المثقفون هم ضمير الوطن فعندما يصرخون ويصدرون البيانات ويعلنون عن موقفهم يفترض أن يستمع إليهم النظام السياسي ولكن النظام لم يعد يستمع لأحد. فلو كان يستمع لسحب سفيرنا من تل أبيب وطرد السفير الإسرائيلي من مصر وقام بفتح المعابر بصرف النظر عن أية اعتبارات أو حجج واهية. ويرى بكري أن الهجوم العربي على مصر خطة تستهدف جرنا إلى خلافات لتصبح هي العنوان، نحن نرفض المزايدة على موقف مصر الوطني، ولا نفقد الأمل فقد يكون عام 2009 هو عام الانتصار الكبير. القادم أسوأ أكد الشاعرعفيفي مطرل "محيط": أن المشاركات الكلامية أصبح لا معنى لها، فأنا أشعر دائما أن واجبي هو حمل السلاح، لكن وجودي اليوم وسط زملائي هو للرؤية والتعلم والفهم. وارى أن أهم واجب للمثقف أن يعرف شعبه معرفة مباشرة ليست من الأوراق، بل من المعايشة والاشتباك في الحياة اليومية، واجب المثقف أن يجعل من قضية فلسطين خبزه اليومي. أن تكون قضية العمر، وأذكر أنهم سألوا ذات يوم فلسطيني عن دور مصر لمساندة القضية فأجاب قائلا: عليهم أن يزيدوا أرضهم المزروعة شبرا. وهو ما أؤكد عليه، فكرة النضال بالكلام وبالقصائد أصبحت لعبة إعلامية لا قيمة ولا معنى لها. وعن رؤيته للعام الجديد قال: الأزمنة في بلادنا راكدة ومتوقفة وتسير بخطى بطيئة جدا السنة القادمة تشبه الماضية، وأنا أتمنى أن تكون 2009 مثل 2008 رغم أحزانها وآلامها لأن القادم في رأيي أسوأ بكثير، فمازال يسود العمى والخرس والخوف والأمية، كيف يمكن أن نحرر فلسطين ونحن شعبا يخاف فيه المثقف من الشريط الذي يعلقه الضابط على كتفيه؟. أسرة فلسطينية تهرب من القصف أفشل محامين ! في حديثها ل "محيط" أوضحت د.عزة عزت أستاذة الإعلام بكلية آداب جامعة المنوفية أن ما يدور الآن بين العرب وإسرائيل هي معركة إعلامية، فقد نجحت إسرائيل في تحسين صورتها السيئة التي كانت سائدة في كل الأدبيات القديمة منذ شكسبير وما قبله أيضا، ولكنهم الآن نجحوا في تغيير الصورة وأصبحت قضيتهم رغم عدم عدالتها مقبولة وكسبوا تعاطف الرأي العالمي كله، بينما أهملنا نحن العرب في تحسين صورتنا التي أصبحت مشوهة والتصقت بنا كل السمات السلبية المرفوضة عالميا، ورغم إدراكنا أن المعركة إعلامية من البداية لم نتعامل مع القضية بجدية، ولم نستغل وجود فضائيات عربية عديدة في تحسين صورتنا ومخاطبة الغرب وتقديم نفسنا بشكل أفضل ومقارعة الحجة بالحجة وإتباع الأساليب التي اتبعتها الدعاية الصهيونية ونجحت فيها. ولأننا غير مقبولين كأفراد وغير مقبولين كجماعات وشعوب لم يتعاطف معنا أحد رغم عدالة القضية، إلا أننا أسوأ محامين عنها. رغم أن الأمر قُتل بحثا عن دور الإعلام في تحسين الصورة، ولكن لا أحد يهتم، فنحن لدينا انفصال تام ما بين النظرية والتطبيق. ما بين الأكاديميين وصناع القرار، بالإضافة إلى موسمية الطرح التي يتميز بها العالم العربي الذي لا يفيق إلا على دوي كارثة، فبعد أن انتهت قانا جاءت جنين وغيرها من المذابح، ثم ينفض السامر، وما يجري في غزة الآن لن يكون النهاية، فنحن أمة كلام فقط لا نملك غيره، وأرى أن عام 2009 غير مبشر، ولا أتفاءل به على الإطلاق. مات الكلام! في حديثه ل "محيط" يقول الأديب والروائي بهاء طاهر: الموقف غير مطمئن على الإطلاق لأن أهالي غزة لا يزالون يقفون وحدهم أمام آلة البطش الإسرائيلية ولا يحصلون من العرب ومن مصر إلا على الكلام، ومناشدة بوقف إطلاق النار من الجانبين وكأن هناك حرب متكافئة بالفعل. في حين أن الأمر مجزرة كاملة من قوة وحشية على شعب أعزل. هل علينا أن نناشد أهل غزة ليموتوا وهم صامتون دون أن يعبروا عن غضبهم أو يدافعوا عن أنفسهم ولو بعدة صواريخ لا طائل من ورائها؟ وأتساءل هل إذا أوقفت حماس إطلاقها للصواريخ ستكف إسرائيل عن القتل غدا؟ وقبل هذه الصواريخ هل كانت إسرائيل هادئة ومسالمة ولا تتعرض للفلسطينيين بأذى؟. إن الكلمة دورها محدود ولا أعلق عليها كثير من الأمل، لأن حالها من حال المثقفين الذين لا دور لهم في المجتمع أو أهمية ولا أحد يسمع لهم. ورغم عدم تفاؤلي إلا أني أتمنى أن يكون عام 2009 أفضل من سابقه. تسقط كامب ديفيد تقول الكاتبة فتحية العسال: هذه الوقفة قليلة على ما يحدث، فيجب أن نكون وسط الشوارع والميادين ونلتحم بالشعب ويبتعد عنا الأمن لأن هذا موقف مصيري ويجب أن نقف في قلب مصر وليس هنا أمام اتحاد الكتاب، ولكننا هنا نظرا لظروف الأمن الذي يجعلنا مكتوفي الأيدي. وأنا من هنا أطالب بمطلب واحد هو إسقاط كامب ديفيد. أما محمد القصبي نائب رئيس تحرير صحيفة "المسائية" وعضو اتحاد الكتاب يرى أنه يجب علينا أن نفعل جبهة مثقفين عالمية ليقفوا معنا ويساندوا القضية مثل ساراماجو وماركيز وغيرهم. أيضا علينا أن نقيم محاكمة شعبية لمجرمي الحرب في غزة على غرار المحاكمة الذي قام بها برتراند راسل لمجرمي الحرب الأمريكان في حرب فيتنام. توقيع كامب ديفيد 1979 بالإضافة إلى التنسيق مع الجبهات العربية الأخرى والجبهات الداخلية لنكون كلنا يدا واحدة، ونفعّل دور ما يسمى بنقابات الرأي حتى يتعين على المثقفين القيام بدورهم الفعال وكسب التأييد الدولي ويكونون ورقة ضغط في الخارج والداخل. الشاعر المصري عواد يوسف أوضح في حديثه ل "محيط": مطلبي الأساسي اليوم هو طرد السفير الإسرائيلي من مصر وسحب السفير المصري من هناك ليشعر العالم بالفعل أننا نحتج إزاء هذه المجزرة البشعة. إسرائيل تتحدث كثيرا عن المحرقة التي تعرض لها اليهود على يد الألمان. وهي لا تساوي شيئا أمام المذبحة القاسية التي يقومون بها ضد الشعب الفلسطيني، وعلى المثقفين أن يصدروا بيانا شاملا ويوزع على جميع الأدباء في العالم ليعرفوا حقيقة الوضع لأن إسرائيل ليست المعتدى عليها إنما هي الدولة المغتصبة. ومن يدري ربما يكون عام 2009 أكثر أملا وينسينا مرارة عام 2008 المملوء بالأحزان. ويرى الكاتب يعقوب الشاروني رئيس المركز القومي لثقافة الطفل أن ما يحدث الآن في غزة نموذج بشع للمحاولات الصهيونية الدائمة لسحق الحق العربي ويساندها في هذا رأي عالمي تصنعه أيضا الصهيونية، وواجب المثقفين هو أن يرفعوا أصواتهم لتغيير ولو بشكل ضئيل هذا الرأي العالمي الموالي لإسرائيل. ويضيف: الأدباء لديهم سلاح الفن والثقافة وأنا أذكر هنا رواية الأديب بهاء طاهر "الحب في المنفى" التي ترجمت إلى الفرنسية وحصلت على جائزة أفضل كتاب مترجم هذا العام. هذا نموذج لما يمكن أن يقوم به الأدب والفن والثقافة في فضح هذه الممارسات الصهيونية البشعة. فبغير مساندة الرأي العام العالمي لن نستطيع أن نوقف هذه الممارسات الوحشية. وأقول لمنظمات الدفاع عن حقوق الإنسان لماذا الصمت إزاء العدوان المستمر على غزةوفلسطين منذ 60 عاما. وأرى أن عام 2009 مشحون بالأزمات والمشاكل وكما نقول "ربنا يفوته على خير".