كثيرًا ما نعاني من ارتفاع الأسعار في زماننا هذا، مع ما يعانيه المواطن من قلة الدخل بسبب الظروف الاقتصادية التي تمر بها بلادنا، فقد ارتفعت أجرة الميكروباصات دونما ضابط، حتى جاوزت ضعف ما كانت عليه من عام مضى، ولا أحد يحاسب هؤلاء السائقين، فماذ يفعل الأب الذي لديه ثلاثة أبناء أو أربعة في مراحل الدراسة المختلفة وكل يوم يستقلون هذه المواصلات، وربما يستقل الابن الواحد مواصلة أو اثنتين للذهاب إلى مدرسته؟!! وقد ارتفعت فواتير الكهرباء لدرجة جنونية، وطفرت طفرة لا مثيل لها، فكان الله في عون المواطن المصري، الذي أصبح يعمل ليل نهار –هذا إن كان لديه وظيفة أصلا- من أجل أن يسدد الكم الهائل من الفواتير، وبالرغم من هذا نرى انقطاع الكهرباء لوقت طويل، وتعطل المصالح؛ حيث يتوف المصعد ويصرخ أبناؤنا وهم بداخله يطلبون النجدة، وتنقطع المياه، ويصبح سلم العمارة حالك الظلام، فلا مذاكرة، ولا تجهيز للطعام... إلخ، فأين الكهرباء؟ أين ذهبت الكهرباء ونحن ما زلنا في فصل الشتاء، يعني التكييفات لم تعمل بعد! فماذا سنفعل في فصل الصيف؟! كذلك ما زالت هناك طوابير من السيارات تسد الشوارع، وعندما نسأل لماذا نجد كل يوم هذه الطوابير لانتظار البنزين والسولار، أين البنزين والسولار أين ذهبا؟!! هل يتم تهريبهما أيضا؟! لا أدري؟ أهل الصعيد يصرخون من طول الانتظار أمام محطات البنزين، حيث يتجاوز انتظارهم أكثر من خمس ساعات. ولجأ كثير من المواطنين تفاديا لغلاء أسعار الكهرباء، فراحوا يركبون سخانات الغاز نظرًا لأنها توفر وتكلفتها أقل سعرًا من سخانات الكهرباء، فإذا بفواتير الغاز ترتفع هي الأخرى، فالفاتورة التي كانت تأتينا بسبع جنيهات وبعد تركيب سخان الغاز ارتفعت إلى تسعة جنيهات ثم أحد عشر جنيها، إذا بها ترتفع فجأة إلى بضعة وخمسين جنيها!! ماذا هنالك؟ لا أحد يجيب؟ اللهم إلا ما يدور على ألسنة البعض من أن هناك أكثر من شركة للغاز وجميعها تتقاسم ثمن الفاتورة!!! لمزيد من مقالات جمال عبد الناصر