اشتعلت أزمة الوقود. وانتشرت في عموم البلاد وتدهورت بسببها أحوال العباد. وقضوا نهارهم في هم وغم وباتوا ليلهم في حزن شديد ولسان حالهم يقول: "إن ربك لبالمرصاد". بالمرصاد لكل مسئول مقصر أو سمسار مستهتر أو لص مسعور أو ثعلب ماكر أو خسيس متآمر. اتصل المواطنون من جميع المحافظات يشكون. لا يعرفون إلي أين يذهبون أو إلي من يشكون طالت الأزمة معظم المواطنين خاصة ذوي الدخل المحدود. وغيرهم من الفقراء والمساكين. عكرت أزمة الوقود صفو حياتهم وضاعفت معاناتهم وهددت أرزاقهم في زراعاتهم وصناعاتهم ومشروعاتهم وأوشكت علي أن تخرب بيوتهم وتهدد مستقبل أسرهم وأولادهم. ارتفعت أسعار المواصلات في جميع المحافظات أضعاف ما كانت عليه وقال سائقو السيارات والميكروباصات وسائر المركبات إن هذه الزيادة تعويض عن ساعات العمل الضائعة أو ساعات الانتظار الطويلة التي تضيع في البحث عن لتر بنزين أو سولار. قال أولياء الأمور إن كل طالب جامعي أو طالبة يسافر أو تسافر إلي عاصمة الإقليم مسافة 30 كيلومترا يحتاج إلي 10 جنيهات مواصلات و5 جنيهات أخري لطعامه أي أنه يحتاج إلي 15 جنيها يوميا أي 400 جنيه تقريبا إذا خصمنا أيام الجمعة وهذا المبلغ يمثل في معظم الأحوال دخل الأسرة بأكملها وربما أقل فماذا يتبقي للأبناء الآخرين أو للآباء والأمهات هددت أزمة السولار أرزاق القرية المصرية سواء أصحاب الزراعات أو أصحاب الآلات والمعدات مثل ماكينات الري والجرارات وأصابت حياتهم بالشلل التام فخرجوا إلي الطرق يقطعونها أو وضعوا أيديهم علي خدودهم حزناً وكمدا أو سقطوا صرعي أو جرحي في النزاع علي احتياجاتهم من السولار والبنزين. ارتفعت أسعار جميع السلع بسبب ارتفاع أجور النقل ومن قبلهاالري والحرث والحصاد وفي نفس الوقت تتردد الأخبار والروايات عن تهريب السولار والبنزين عبر الحدود وعبر البحر والبحيرات لبيعها بأضعاف ثمنها لمن لا يستحقها وأخبار أخري عن ثعالب ولصوص يشترون كميات كبيرة من السولار والبنزين ويفرغونها في الصحراء أو الترع أو المصارف لافتعال الأزمات. والمطلوب حركة سريعة من كل المسئولين علي كل المستويات. الحركة القوية في سائر الجهات وجميع الاتجاهات للبحث عن حل عاجل وسريع لأزمة الوقود. السولار والبنزين لإنقاذ الملايين من المواطنين المصريين الشرفاء المطحونين من أهوال أزمة طاحنة لا تبقي ولا تذر. بتوفير كميات إضافية من الوقود بكافة أنواعه وتشديد الرقابة علي عمليات التوزيع والعقاب الرادع لكل من يتلاعب في توزيع هذه السلع الحيوية ومتابعة عمليات النقل والتوزيع حتي تصل إلي مستحقيها من المواطنين الشرفاء الساعين علي أرزاقهم وأرزاق أسرهم قبل أن تتضاعف الأزمة وتعصف بهم وتقضي علي مصادر دخلهم وتضيع مستقبل ابنائهم وبناتهم.