رؤي

القمة العمانية الإيرانية

تكتسب الزيارة التى قام بها الرئيس الإيرانى الدكتور حسن روحانى إلى سلطنة عمان منذ أيام أهمية خاصة، نظرا للأوضاع الحالية فى منطقة الخليج بصفة خاصة والشرق الاوسط بصفة عامة، والدور الذى تلعبه السلطنة فى هدوء وصمت تام بالتواصل مع كل الاطراف للمساعدة فى استقرار المنطقة.
والعلاقات العمانية الإيرانية لها خصوصية معروفة لدى خبراء السياسة الدولية، فالسلطنة كانت دائما داعية سلام ووفاق من أجل إعادة التواصل بين الغرب وإيران كلما توترت الأجواء، وقد رعت مصالح إيران فى كندا وبريطانيا اثر وقف التمثيل الدبلوماسى مع هذين البلدين.
كما احتضنت مسقط لقاءات غير رسمية بين طهران وواشنطن العام الماضى حول الملف النووى الإيرانى، وتحدثت مصادر كثيرة عن دور أكثر أهمية للسلطنة فى التوصل إلى الاتفاق النووى بين لغرب وإيران.
وتستند هذه العلاقات إلى إرث تاريخى ممتد على مدى تاريخ هذه المنطقة الحيوية من العالم، وصولا إلى العقود الماضية، وفى هذا السياق كان السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان هو أول زعيم عربى وعالمى يزور إيران فى أغسطس الماضى بعد فوز الدكتور روحانى بمنصب الرئاسة فى شهر يونيو، وبالمثل جاءت أول زيارة خارجية للرئيس الإيرانى لتكون إلى مسقط خلال الأيام الماضية.
واتساقا مع سياسة (صمت الحكمة) التى تتميز بها التحركات العمانية دائما، يتوقع المراقبون نتائج مهمة للقمة العمانية الإيرانية تظهر تباعا خلال الفترة المقبلة، على ضوء الأوضا ع الحالية فى المنطقة.
والحقيقة أن الجهود الدبلوماسية العمانية تتوافق فى هذا الصدد مع مبادئ السياسة الخارجية التى أرسى أسسها السلطان قابوس بن سعيد على امتداد العقود الأربعة الماضية، وتتمثل فى الإيمان العميق بمبادئ حسن الجوار، واحترام السيادة، والاحترام المتبادل، وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول الأخرى، والعمل من أجل تحقيق أفضل مناخ ممكن لدول وشعوب هذه المنطقة الحيوية من العالم، لكى تبنى حياتها على النحو الذى تراه محققا لمصالحها دون المساس بمصالح الدول الأخرى بالطبع أو تعريضها للخطر.
وقد أثمرت هذه السياسات الثابتة على أرض الواقع نتائج مهمة لصالح دول وشعوب المنطقة، وذلك لأن القيادة العمانية التى آمنت بأهمية وضرورة التعاون البناء بين دول الخليج قد حرصت دوما على الالتزام بذلك، والعمل على تحقيقه عمليا ليس فقط على صعيد صلاتها مع بلدان المنطقة، ولكن أيضا على صعيد مواقفها تجاه القوى الدولية الأخرى دوما، وفى كل الظروف.
لمزيد من مقالات فتحي محمود