قبل الثورة فى عام 2008 وقف رجل مبارك الأول زكريا عزمى وقال "أن الفساد فى المحليات وصل إلى الركب".. وهو التصريح الشهير الذى أثار كثيرا من العواصف معه، وضده.. لأن الذى قال هذا الكلام وهو عزمى ليس بعيدا عن السلطة.. أى أنه يمكن أى يفعل شيئا لهذا البلد فى مدينتى منيا القمح الجميع مازال ينتظر افتتاح قصر ثقافة المدينة بشكل رسمى وهو الذى بدأ بناؤه فى أواخر عصر السادات وحتى الآن.. أى أكثر من 35 عاما فقط لإنشاء واستكمال مبنى خرسانى كان فى حينها عندما شرعوا فى بنائه، أكبر قصر ثقافة فى مصر. واحتاروا فى لونه الخارجى فقاموا بدهانه عدة مرات.. ثم احتاروا فى شكله الخارجى فغيروه هو الأخر.. فقد كان يحمل أقواسا ذات طابع جمالى فى الدور الأخير فقاموا بطمس هذه الأقواس وحولوها إلى كتل خرسانية فى غاية القبح .. ومع ذلك لم يفتتح المبنى حتى الآن واكتفوا بفتح بعض القاعات فيه. ودهان قصر ثقافة منيا القمح يذكرنى بدهان مبنى ماسبيرو الشهير فبدلا من أن نتجه لإصلاحه من الداخل فكرنا فى دهانه من الخارج. مشروع آخر مليء بالفساد ألا وهو الإصلاحات بشارع الحدادين وهو الشارع الذي كان ثانى أقوى شارع تجارى بالمدينة أصبح خرابه لأن الشارع تمر فى منتصفه ماسورة مياه كبيرة لمدة تجاوزت العشر سنوات. هذه المشاريع لم تكتمل قبل الثورة.. والأن وبعد الثورة الفساد أصبح أقوى وأوضح.. خذ عندك مثلا.. كيف يمكن لرئيس مجلس مدينة أن يوافق على إنشاء محال تجارية وسط موقفا للسيارات؟!.. أليس هذا نوع من أنواع الفساد.. بل هو تسهيل الفساد، أين سيذهب الموقف؟.. وأين ستذهب السيارات؟!.. إلى الشارع طبعا.. والشارع سيصبح أكثر إزدحاما ومن ثم زيادة فى تعطيل مصالح الناس. رصف الطرق كان له نصيب هو الآخر.. فتم رصف أكثر من طريق فى أكثر من مكان دون كشط للمادة الإسفلتية للطريق.. أى رصف على طريق آخر صالح للاستخدام.. وأحيانا رصف بطبقة "سن" فوق الرصيف القديم. أذكر أنه قبل الثورة جاءني صديق يعمل كمعد فى التليفزيون المصرى يطلب منى كتابة بعض الأسئلة عن حال الشرقية بصفتى مقيم فيها.. ولأنهم يعدون لحلقة مع محافظ الشرقية.. وهو يريد أن يكتب عما يحدث على الأرض و يطرح مشكلات الناس الحقيقية.. فكتبت له عن كل ما سبق.. عن شارع الحدادين وقصر الثقافة وهكذا.. فما كان من محافظ الشرقية فى وقتها إلا أنه غضب قليلا وانتهت الحلقة دون رد فعل ايجابى والآن وبعد سنوات عديدة سيغضب محافظ الشرقية الحالى مثل سابقيه قليلا، ثم لن يكون هناك جديدا.. ليستمر الفساد فى المحليات فى مصر من أقصاها إلى [email protected] لمزيد من مقالات أحمد سعيد طنطاوى