من أجل البحث عن الثراء السريع دون أى اعتبارات للصحة العامة، يلجأ بعض المزارعون فى مناطق واسعة من محافظة الإسماعيلية الى استخدام مخلفات الصرف الصحى «الحمأة» والمعروفة فى أوساط الفلاحين «بالسماد البلطي» فى تسميد الأراضى الزراعية نظرا لقدرته الشديدة على النضج السريع للمحاصيل خلال فترات وجيزة، وذلك دون النظر إلى خطورته البالغة وذلك لاحتوائه على نسب عالية من الرصاص والعناصر الثقيلة التى تتسب فى الامراض الخطيرة ، وهو ما يستلزم فرض رقابة مشددة فى مثل هذه الحالات. يقول محمد عبدالله «مزارع» بسرابيوم: يلجأ بعض المزارعين الى خلط الكتكوت والسبلة مع السماد البلطي، وذلك لأن فاعلية الأخير تستمر فى التربة لفترات طويلة وتمتد إلى عدة سنوات، بالرغم من أن المزارعين لا يدركون خطورته البالغة على الصحة العامة، ويشير إلى أن السيارة الواحدة كانت تباع خلال العام الماضى بنحو 1700 جنيه ، وهناك نوعان منه متحجر ولين، والأخير هو نوع جيد خاصة الذى يأتى من أحواض ومحطات الصرف الصحى ويستخدم فى زراعات الفلفل والطماطم والفراولة، بالرغم من أنه يستخدم فى الاساس لتسميد الغابات الشجرية. ويؤكد حسين الروض «مزارع» أنه على الرغم من ان هذه المخلفات شديدة الخطورة وتسبب مرض السرطان، فإن مخلفات الصرف الصحى فى محطة سرابيوم للصرف الصحى تباع علنا من خلال مزاد، ويقوم الذى تمت ترسية المزاد عليه ببيع المتر ب 70 جنيها للفلاحين، كما يأتى من خارج المحافظة خاصة من محافظة الشرقية. ويضيف أن السماد البلطى يحتوى على بكتيريا سامة، وهى نوع نادر من البكتيريا يتحوصل داخل ثمرة الزراعة، ثم ينتقل بعد ذلك للإنسان، ويستخدم كثيرا فى تسميد أشجار المانجو وينتقل من الشجرة إلى الثمرة. ويشدد على ضرورة فرض رقابة مشددة على مخلفات محطات الصرف الصحى واعدام مخلفاتها وعلى اماكن بيعها مثل منطقة الجبل الاصفر ، ومنع التسريبات التى تخرج من محطة الصرف الصحى بسرابيوم. ويؤكد الدكتور أنور عبد الستار - استاذ النبات بكلية الزراعة بجامعة قناة السويس - خطورة استخدام مثل هذه الملوثات فى التسميد، خاصة الأنواع الطرية منها التى تسبب خطورة بالغة على الصحة العامة.