نصرخ يوميا من اخطار سد النهضة على مواردنا المائية فى حين اننا نهمل مشكلة من اخطر المشاكل التى تؤثر على مواردنا اليومية وهى خطر الاطماء على بحيرة السد العالي. ويعكف العلماء والخبراء فى هيئة الاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء على دراسة مشكلة الإطماء التى تتصدر مدخل بحيرة السد العالي، وتترسب كل يوم بحيث بلغ الإطماء حدا أدى الى تقلص كمية المياه وعمقها فى البحيرة كما حدت من زيادة المسطح المائي. مشكلة الإطماء ظهرت بوضوح عقب بناء السد العالى واكتمال امتلاء البحيرة بالماء، وهو ماجعل حركة الماء تبطئ من سريانها عند مدخل البحيرة عند الحدود الجنوبية مع السودان، وهى عملية مستمرة قرابة نصف قرن هو عمر بناء السد، الذى أوجد بحيرة طولها 500 كيلو متر، منها 350 كيلو مترا فى الأرض المصرية كبنك للماء و150 كيلو مترا بالأراضى السودانية. الإطماء شغل مساحة كبيرة من البحيرة، مما قلص كمية الماء فى وقت نحن فيه أحوج مايكون الى هذه الكميات. وعلم «الأهرام» أن فرنسا وإيطاليا قد عرضتا توريد معدات لرفع الطمى بما يسمح fتدفق المياه وتتم الاستفادة من الطمى المتراكم لتغذية أراضى الاستصلاح، وتسميد الأرض الزراعية التى حرمت من هذا الطمى بعد بناء السد العالى وللحد من استخدام المبيدات الحشرية والأسمدة الكيماوية. وباح العلماء بسر بأن تأخر استصلاح الأراضى فى منطقة «سمالوط» جاء نتيجة ضعف المياه، ويقترح العلماء إنشاء مشروع قومى لزيادة مسطح مياه البحيرة برفع الإطماء والاستفادة منه، وزيادة تدفق المياه فى قلب البحيرة .. ووقف هجوم مياه البحر المتوسط على شمال الدلتا وتملح التربة بسبب ضعف مواجهة ذراعى النيل (دمياط ورشيد) أمام طفيان البحر وإحتمالات ارتفاع مستوى سطح البحر خلال العقود الثلاثة المقبلة بسبب تغيرات المناخ ولحسم علاقة البحر بالنهر.