أكد الجيولوجى المصرى الدكتور محمد البسطويسى، الأستاذ المشارك فى جامعة أم القرى بالسعودية، أن بحيرة ناصر من الممكن أن تكون مفتاح الكنز للأجيال القادمة.. محذرًا من الاستمرار فى عدم استغلال أطمائها فى نقل المياه إلى أماكن التنمية عبر إقامة المشروعات الهندسية بمنطقة توشكى. وقال البسطويسى لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن التراخى فى عدم الاستفادة من الأطماء سيؤثر على مياه البحيرة وخلال عقود قليلة سوف يتواتر دخولها إلى منخفضات توشكى وتتشتت فى بحيراتها.. مشيرًا إلى أن صور الأقمار الصناعية الحديثة كشفت عن تطورات جذرية تحدث فى البحيرة ومنها ظهور شبه جزيرة هائلة من الطمى عند مدخل بحيرة ناصر قبالة ووادى حلفا بالسودان بمساحة حوالى 55 كم مربع ( 13 ألف فدان) عند مستوى 171 مترًا فوق منسوب سطح البحر. وأضاف أن بحيرة ناصر تواجه العديد من التحديات والمشكلات وفى المقابل هناك العديد من الطموحات والآمال التى تسوق لها بعض الأبحاث العلمية.. لافتا إلى أن أهم تلك التحديات هى ظاهرة الأطماء التى تؤدى إلى تضاؤل سعة التخزين باستمرار وارتفاع مستوى الماء وزيادة مساحة سطح البحيرة، وبالتالى فقد كميات إضافية لا يستهان بها عن طريق البخر قد تبلغ عدة مليارات من الأمتار المكعبة سنويا وأن تطهير الطمى منها يمثل تحديًا حقيقيًا يؤثر على مستقبل الأمن المائى المصرى. وأوضح البسطويسى أنه مع استمرار ترسيب الطمى فى بحيرة ناصر سوف تتغير بسرعة كبيرة مورفولوجية البحيرة "التركيب الشكلى" خاصة إذا كانت معدلات الأطماء الفعلية أكبر بكثير من النماذج والتصميمات التى اعتمد عليها إنشاء السد العالى وتكوين البحيرة، مشيرا إلى أن ظهور السهول الفيضية على ضفاف بحيرة ناصر فى السودان قد يشجع على زراعة تلك الأراضى الجديدة مما قد يؤثر على جودة المياه بالبحيرة وهى المخاوف ذاتها التى قد تكون منعت زراعة المناطق الشاطئية من بحيرة ناصر بمصر. وأشار الجيولوجى المصرى الدكتور محمد البسطويسى الأستاذ المشارك فى جامعة أم القرى بالسعودية إلى أنه قد لا يكون هناك آثار سلبية كبيرة من زراعة تلك المناطق، إذ يفترض ألا يتم استخدام المبيدات والمخصبات الزراعية نظرًا لتوافر الطمى الخصب واستمرار تجديد مياه البحيرة مع استمرار تدفق مياه نهر النيل. ونبه إلى أن مشكلة الأطماء سوف تؤدى خلال عقود قليلة إلى تكرار فيضان بحيرة ناصر إلى منخفضات توشكى، كما حدث فى 1998-2002 حيث تكونت أربع بحيرات عملاقة استوعبت حوالى 41 مليار متر مكعب من المياه فقد معظمها عن طريق البخر ولم تؤثر فى الخزان الجوفى النوبى الذى يقبع على أعماق تصل الى 200 متر تحت قاع بحيرات توشكي. وطالب بالتحرك الفورى لاستغلال تلك التغيرات الجيومورفولوجية فى بحيرة ناصر والبدء فى تخطيط منخفضات توشكى هندسيا وربطها بقنوات صناعية عميقة، كى تقل مساحة سطح البحيرات بها ونستطيع نقل المياه التى سترد إليها من بحيرة ناصر إلى قلب الصحراء الغربية فى واحات باريس والخارجة ودرب الأربعين حيث تنكشف صخور الحجر الرملى النوبى الذى يغذى الواحات المصرية بالمياه، وحيث توجد أيضا بلا أدنى مبالغة ملايين الأفدنة من الأراضى الطينية الجاهزة للزراعة فى حال وصول مياه البحيرات إليها.