غدا نحتفل بالذكري الاولي لثورة 25 يناير المجيدة التي اطاحت برأس النظام الذي حكم مصر حكما استبداديا فاسدا علي مدي 30 عاما, وكنا نتصور ان المصريين الذين قاموا بأعظم ثورة في تاريخ مصر مطالبين بالحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية تلك الثورة التي بهرت العالم اجمع لسلميتها ورقي مطالبها كنا نتصور أنهم سوف يقفون جميعا وقفة رجل واحد لبناء مصرنا الحبيبة.. ولكن الذي حدث علي مدي عام من الثورة هو عكس ذلك تماما. فعلي الرغم من شرعية الوقفات الاحتجاجية السلمية للتعبير عن المطالب الا انه وعلي مدي عام علي قيام ثورتنا المجيدة لم تتوقف الاحتجاجات والمظاهرات والاعتصامات الفئوية ناسين او متناسين ان تحقيق مبادئ الثورة لا يمكن ان تتم بين ليلة وضحاها, وان تحقيق الاهداف في جميع ثورات العالم يستغرق بعض الوقت خاصة أننا مازلنا في مرحلة انتقالية, فما زال امامنا بعد انتخاب مجلس الشعب انتخاب مجلس الشوري ثم وضع الدستور ثم انتخاب رئيس للدولة. إننا للأسف دخلنا في مرحلة من الانقسامات وخرجت علينا اطياف جديدة ووجوه كثيرة لم تكن مشاركة في الثورة بل قفزت عليها لتجني الثمار لصالحها بينما توارت القوي الحقيقية التي حركت الثورة وقامت بها. ليس هذا فقط, بل دخلنا في دوامة من الصراعات والمناقشات والمجادلات حول الكثير من القضايا. والآن.. يجب علينا جميعا ان ندرك ان مصر في لحظة فارقة من تاريخها حيث تواجه بعد الثورة مخططات داخلية واقيلمية ودولية تعمل علي اسقاط الدولة المصرية بإثارة الفتن الطائفية مرة, والفتنة بين الشعب والمجلس العسكري مرة اخري حتي تقع مصر في مستنقع من الفوضي لتصبح مثل الصومال ولبنان والعراق التي تعيش منذ الاحتلال في حروب اهلية تهدد بتقسيمها مثلما تم تقسيم السودان. اننا يجب ان نحافظ علي الجيش والمجلس العسكري الذي وقف إلي جانب الثورة وحماها. نعم يا سادة الجيش خط احمر والمجلس العسكري خط احمر ويجب عدم إقحامه في خضم الصراع السياسي بين مختلف القوي السياسية, فهو ليس له مصلحة ولا يريد ان يحكم كما يدعي البعض, وقد اعلنها بصراحة مطلقة رئيس المجلس المشير طنطاوي اكثر من مرة بأن المجلس العسكري لن يرشح شخصية عسكرية للرئاسة او يدعم اي شخصية عسكرية لترأس مصر. ان مصلحة المجلس العسكري ان يهدأ الجميع خلال هذه المرحلة الانتقالية ويعودوا إلي عملهم وان يتحقق الامن والامان والاستقرار الذي بدأنا نشعر به أخيرا. ويجب علينا نحن المصريين ان ننتبه إلي الايادي الخفية التي تريد ان تعبث بأمن مصر وتقوم بتخريبها وعلينا نبذ الانقسامات تحت اي مسمي وإحباط اي محاولة للوقيعة أو الفتنة بين ابناء الشعب الواحد او بين الشعب والمجلس العسكري, فمهما كانت تحفظاتنا علي اداء المجلس فيجب الحفاظ عليه حتي نعبر هذه المرحلة الانتقالية بسلام إلي دولة مدنية تقوم علي اساس ديمقراطي سليم.. فمصر العظيمة العريقة مهد الحضارات بشهادة التاريخ تستحق ان نحافظ عليها وندفعها قدما لتستعيد مكانتها بين الامم المتقدمة.