السبت المقبل 27 مارس يوافق الذكرى الخامسة لرحيل أسطورة السينما النجم أحمد زكى الذي عاش حياته الفنية محباً ومخلصاً لتقديم أعمال لها قيمتها الأخلاقية والوطنية. وهى اعمال ستظل شاهدة علي اختياراته التي عبر فيها عن كل فئات الشعب من البواب حتي الوزير ومن الجندي حتي الضابط ومن المواطن حتي الرئيس.وتمتع المقربون من أحمد زكي عبر حياته بالعديد من الحكايات والمواقف التي ساهمت في تكوينه الفكري والفني وجعلت منه فنانا وطنيا يتمتع بالقدرة علي اتخاذ القرار الذي يكون هدفه الاساسي فيه جمهوره العربي الكبير والمصري بشكل خاص. وعبر مشواره أجريت معه العديد من اللقاءات منها مانشر ومنها مالم ينشر, أتذكر يوما سألته عن اصراره علي تقديم فيلمي ناصر56 وايام السادات فقال لي أنا مواطن أولا ومهموم بوطني ومهنتي التمثيل وإذا كنت قد تعرضت في كثير من أعمالي لمشاكل الرجل والانسان البسيط والقينا الضوء علي ماكبر وصغر شأنه فما بالك بأصحاب القرار من الزعماء, وانا أحمد الله انني تشرفت وقدمت هذين العملين وأعتبرهما خطوة كبيرة لأننا فتحنا من خلالهما لأول مرة الحديث عن الزعماء والرؤساء بالأسماء الحقيقية ونجحنا في اظهار الحقائق للأجيال بعيدا عن المهاترات السياسية. وما لا يعرفه كثيرون ان احمد زكي عاني بشدة من جراء تصديه لانتاج ايام السادات علي المستوي المادي والمستوي النفسي لانه واجه ضغوطا من بعض الشركات لعدم انتاجه, ولكنه أصر ونجح وحقق مااراد وايضا بعد عرضه تعرض الفيلم للسرقة ويومها اتذكر انه اعلن اعتزاله ارضاء لمافيا الفيديو والدي في دي, وقال لي انا قعدت بجوار الفيلم4 سنوات ورفضت العديد من الافلام وعندما نجح الفيلم بدأت الحرب ضدي بهدف احراجي وعدم قدرتي علي تسديد ديوني التي أخذتها من البنوك لانتاج الفيلم وهذا سيدفعني للهروب بعيدا عن الفن. ورغم احتياج احمد زكي للاموال لتغطية ماقام به من تكاليف ضخمة فإنه كشف لي مرة عن انه رفض بايمان خالص ماعرضته عليه احدي الشركات او الافراد من توزيع او شراء حسب مااتذكر الفيلم شرط حذف جزء من خطاب الكنيست نظير مبلغ كبير كان هذا المبلغ كفيلا باعادة التوازن المادي له ولكنه رفض بشدة وقال انا أشرف لي أخسر من ان أبيع ضميري ووطنيتي وان أغير تاريخ بلدي.. واضاف انهم يريدون حذف الخطاب الذي اكد فيه الرئيس الراحل انور السادات ان مصر لم تقدم علي سلام منفرد والذي اكد فيه ان القدس عربية وكل ماجاء في الخطاب من كلمات تؤكد ان مصر دائما مع السلام العادل مع الشعب الفلسطيني. هذا الموقف وغيره من المواقف يؤكد علي ان احمد زكي فنان لديه حس وطني لا مزايدة فيه وانما هو موقف نابع من احساسه بالدور الكبير الذي لعبته مصر دائما لمصلحة الشعوب العربية. ومن المؤكد ان فيلم ايام السادات وقيمته وماجاء فيه من احداث دفع الرئيس حسني مبارك لتكريم أحمد زكي وابطال الفيلم ميرفت أمين ومني زكي وأحمد السقا ومؤلفه الاستاذ أحمد بهجت ومخرجه محمد خان وذلك تقديرا من الرئيس للفنانين والكتاب لدورهم في تقديم عمل فني له قيمته التاريخية للاجيال القادمة. هذه بعض حكايات أحمد زكي التي لا تنتهي والتي تؤكد انه فنان وانسان يحمل القيمة التي جعلت منه فنانا كبيرا بافلامه ومواقفه وفي يوم ذكراه ندعو له بالرحمة. محمود موسي