مع ارتفاع العمارات السكنية خاصة فى الاحياء الشعبية، يستخدم بعض المتسولين مكبرات الصوت لتصل استجداءاتهم للأدوار العليا. وقد شاهدت متسولا يستقل «توك توك» فى أحد أحياء الهرم ويختلق المآسى والنكبات التى يتعرض لها لاستدرار المزيد من العطف ولكنها تدور فى فلك العبارة الشهيرة «حسنة لله» والغريب أنه كان يتلقى الحسنات بوفرة يحسد عليها!! وفى احد شوارع العصافرة بالإسكندرية شاهدت متسولا آخر مرتديا نظارة سوداء ليبدو مكفوفا وجالسا على كرسى متحرك تدفعه امرأة يردد نداءات طلب المساعدة من خلال مكبر صوت جهوري، ورغم رثة حاله، إلا أن العائد المادى من المحسنين يكذب أى ادعاء مخالف. وبذلك ينضم المتسولون إلى الباعة الجائلين الذين يستخدم بعضهم مكبرات الصوت، ناهيك عن الطرقات الحديدية لموزعى أسطوانات الغاز وأجراس باعة الفول، بخلاف نداءات التسويق المميزة لكل صنف على حدة للترويج المزعج، وبالتالى يرتكب المتسول تهمة التسول التى يجرمها القانون وخطر اتلاف السمع، دون ان يتعرض له أحد، والطريف انه عندما وجهت سؤالا لأحد هؤلاء المتسولين عن مصدر الميكروفون الذى يحمله أجاب باستنكار: شحاتة! لمزيد من مقالات محيى الدين فتحى