عقب كتابتي مقالتين عن أخطاء مسجد فاطمة الزهراء وهو أحد الزوايا بمنطقة الوايلي وصلني رد من وزارة الأوقاف علي المقالة الأولي التي كتبت بعنوان "التسول بميكروفونات المساجد" والتي نشرت بتاريخ 23 أبريل الماضي ، وجاء في الرد :" أفادت مديرية أوقاف القاهرة بالنزول علي الطبيعة أن ما نشر غير صحيح، وأنه بسؤال رواد المسجد المذكور عن هذه الواقعة أفادوا بأن السيدة المشار إليها تحمل علي كتفها طفلاً صغيرًا ومعها عربة وميكرفون وتتسول في شوارع القاهرة بعيدا عن المسجد وهذه الواقعة لم تحدث داخل المسجد، وبالرجوع إلي الادارة التابع لها المسجد المذكور أكدت بأن ما ورد غير صحيح وأن مكبر الصوت لا يستخدم إلا في الأذان وخطبة الجمعة طبقا للتعليمات، كما تم التنبيه مشددا علي جميع الإدارات بالتنبيه علي جميع المساجد بعدم استخدام مكبرات الصوت إلا في الأذان وخطبة الجمعة فقط وعدم تمكين أحد أيا كان من استخدام مكبرات الصوت بالمساجد " وهنا انتهي رد وزارة الأوقاف .. ولنا حق التعليق لتأكيد صحة ما كتبناه، فمن الملاحظ في الرد أن الأوقاف استندت لتكذيب ما ورد علي لساني إلي قصة مفبركة من بعض الرواد، وقد يكون من القائمين علي المسجد ، فعلي الرغم من تأكدي من الواقعة وحدوثها في ميكرفون المسجد ، فإنني لن استند لذلك وإنما ساستند إلي رد الأوقاف نفسه الذي يقول أن المتسولة سيدة فقيرة تتسول بعربة ومعها ميكرفون!!، ولا يعقل في مجتمعنا المصري البسيط ان يصل المتسول لا سيما في منطقة شعبية إلي حد حمل ميكرفون علي عربة للتسول به، ولم نشاهد متسولاً من قبل يفعل ذلك، كما ان المسجد استخدمه القائمون عليه بأنفسهم في مرة اخري للإشادة بتبرع مسيحية للمسجد ب" 100" جنيه، ومرة ثالثة للإعلان عن طفل تائه تبحث عنه والدته. في الحقيقة عندما كتبت مقالا عن هذه التجاوزات أردنا إيضاح الحقيقة، ومساعدة الأوقاف علي معالجة أخطاء بعض المساجد، وكل ما يشغلني في أول هذه الأخطاء استخدام مكبرات الصوت في المساجد في أغراض مختلفة ليس من بينها إقامة الشعائر، ولكن السؤال هل مثل هذا التجاوز لن يتكرر مرة أخري داخل هذا المسجد لقرب هذه الواقعة؟ وهل ستتعلم بقية المساجد بأن هناك من يرصد الأخطاء ويكشفها للرأي العام.؟ إننا نريد الحفاظ علي بيوت الله من التجاوزات والمخالفات التي لا يرضي عنها الله ورسوله صلي الله عليه وسلم"، ولن استفيد شيئا عندما استند إلي وقائع لم تحدث ، فقد آليت علي نفسي الموضوعية والمصداقية لعلمي ، ويقيني الشديد بأنه ما من كلمة نقولها إلا ونحاسب عليها لقوله تعالي " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد". وكلمة حق .. علينا أن ننأي ببيوت الله عن أفعالنا وأهوائنا التي قد يعتقد بعض منا أنها جائزة ، وعلي الأوقاف ألا تيأس من البحث عن عناصر جيدة من مقيمي الشعائر ، والدعاة حتي تعهد إليهم بامانة الحفاظ علي بيوت الله ، لا أن تعهد إلي اناس يتركون المسجد لمناشدة الضالة، أو الدعاية ، أو البحث عن الأطفال المفقودين .