إن ثقافة الخلاف التي أصبحت شائعة بين الناس في بيوت الله كادت أن تصبح ظاهرة في ظل عدم وجود أئمة من الأوقاف، أو في ظل عدم مبالاة دعاة آخرين في بعض المساجد، فكثيرا ما يتكرر أن نري من يتسول الآن داخل المساجد، ومن يراجع الإمام بصوت عال بعد الصلاة، ومن يأخذ دور الواعظ ليوجه الأطفال وآباءهم عقب الصلاة دون أي تدخل من الإمام مع أن المسجد ليس مكانا للخلاف أو أن ينشد الرجل ضالته في المسجد فقال: إذا رأيتم الرجل ينشد ضالته - يعني في المسجد - فقولوا: لا رد الله عليك وقد روينا أيضا لاوجدت، فما بالنا بالخناقات والمشاجرات التي تنتشر في مساجدنا وزوايانا اليوم في ظل اختفاء دور الإمام الذي لم يعد يستطيع السيطرة علي الناس والمترددين علي المسجد. العجيب أن الخلاف لم يقف عند هذا الحد بل وصل إلي التشكيك في صحة قبلة المسجد كما حدث في مسجد التوبة بمحافظة الدقهلية شمال شرق القاهرة، حين أصر عدد من المصلين علي عدم صحة القبلة رغم تعديل مديرية الأوقاف لها منذ فترة، ولا حيلة للأوقاف سوي أنها تقول إنها فعلت ما عليها لكن ما الحل في قيام مصلين بالصلاة في اتجاه قبلة مغاير للقبلة فينقسم المسجد إلي فريقين من المصلين يصلي كل منهما إلي قبلة مخالفة للآخر. إن الأمر بحاجة إلي إعادة نظر وترتيب لبيوت الله من وزارة الأوقاف في الزوايا والمساجد لاسيما في القري والمناطق الشعبية، ولا يتعلل البعض بأن هناك زوايا ليست منضمة للأوقاف لأن الأوقاف هي الجهة المعنية ببيوت الله في مصر، وينبغي أن تحقق الدعوة السليمة والاطمئنان والسكون في بيوت الله بتعيين دعاة مؤهلين دعويا أو أن تغلق الزوايا التي لا طائل فيها سوي الخلاف بين المواطنين العاديين الذين لا يعلمون من ثقافة دينهم سوي الخلاف علي من يؤمهم أو أن القبلة غير صحيحة.