ذئاب بشرية يشبهون الحيوانات الضالة ينهشون في أعراض الناس تقودهم شهوات حيوانية سلبتهم إنسانيتهم دون أن يفكروا ولو للحظة فيما يفعلون. وكانت آخر ضحاياهم سيدة هربت من ويلات ما يحدث في سوريا من هتك لأعراض النساء بعدما دمرت الحرب الدائرة بها منزلهم ليأتي بها زوجها إلي مصر وكأنها علي موعد مع القدر فمعدومو الضمير والذئاب البشرية ليس لهم وطن فلا ضمير لهم ليتركوا ضحيتهم تعاني ويلات ساعات عصيبة تلذذوا خلالها بآلامها أمام أعين طفلتها ساعات مرت عليها أطول من سنوات عمرها بكت خلالها دماء بدلا من الدموع بعدما هددوها بالأسلحة إلا أنها تمنت الموت بدلا مما فعلوه بها. فبعدما تحولت سوريا إلي ساحة للاقتتال ودمرت الحرب التي تشهدها منازل أهلها وكغيرها من آلاف السوريين والسوريات هربت بعدما شاهدت جيرانها وقريباتها يغتصبن و تمكن الزوج من النجاة بأسرته من ويلات ما يحدث ففي ليلة اشتد فيها القصف للمنطقة التي يسكنون بها بحلب ليستهدف صاروخ منزلهم إلا أنهم نجوا من الموت كما أنجاهم القدر من بطش الطغاة ليستقر بهم الحال بمصر وهم غير مصدقين أنهم نجوا من هول ما شاهدوه إلا أنها وقعت ضحية للذئاب البشرية التي تجوب شوارع القاهرة. وتروي ضحية حادث الاغتصاب الذي شهدته منطقة المقطم المأساة والساعات العصيبة التي عاشتها وتقول هربنا من بلدنا سوريا بعد أن دمرت الحرب منزلنا و انتقلنا كغيرنا من آلاف السوريين الذين هربوا من قتل الرجال واغتصاب النساء إلي الأردن لنمضي بها بضعة شهور حتي تمكن زوجي من ترتيب أوضاعه وحضرنا إلي القاهرة وعمل زوجي بتجارة الموبيليا وسارت الحياة بنا بآلامها إلا أننا في الفترة الأخيرة وبعد 3 سنوات من المعاناة والشقاء والتنقل بين مكان وآخر وفي الاسبوع الماضي طلبت من زوجي أن أتوجه لشراء بعض حاجياتي من أحد المولات الشهيرة بمدينة نصر في الوقت الذي كان فيه منشغلا بعمله، ولأنني لا أعرف معالم القاهرة فقد استقللت تاكسي من أمام منزلي بمنطقة الدقي وطلبت منه توصيلي إلي المول الذي أريد الذهاب إليه وفي أثناء سيرنا بالطريق الذي كان مزدحما طلب مني السائق أن يغير طريقه بسبب الزحام وحتي لا يستغرق منا الطريق وقتا طويلا وما كان مني إلا أن وافقت وكان بصحبتي ابنتي إلا أنني فوجئت به يتوجه بنا من منطقة إلا أخري وبدلا من أن نختصر الطريق طال بنا الوقت فساورني الشك ودب القلق في قلبي وعندما سألته إلي أين يذهب بنا حاول مراوغتي مستغلا عدم معرفتي بالقاهرة وبعدها طلبت منه أن ينزلنا بعدما تأكدت من أنه يكيد لنا شيئا وهنا تحول وأخرج سكينا من أمامه وهددني بالقتل إن حاولت الاستغاثة وأصيبت ابنتي بحالة من الذعر والرعب فاضطررت إلي السكوت خوفا عليها وقام السائق بالاتصال بصديقه الذي حضر إليه وهدداني مرة أخري بقتلي إن حاولت الهرب أو الصراخ وتحت وطأة التهديد اصطحباني داخل السيارة إلي شقة صغيرة وعلي الرغم من أنني توسلت إليهما أن يتركاني ويأخذا ما يشاءان من أموال إلا أنهما تناوبا الاعتداء علي لأكثر من 6 ساعات في وجود ابنتي والتي بكت بكاء شديد إلا أنها كتمت أنفاسها خوفا من تهديدهما لها وتتوقف دقائق عن البكاء الذي انتابها وتواصل حديثها بأن الذئبين طلبا منها أن ترتدي ملابسها بعد أن فتشا حقيبتها واستوليا علي هاتفها وأموالها وتوجها بها إلي منطقة وسط العاصمة لينزلاها ويهربا لتعود إلي منزلها تجر أرجلها بالكاد لتجد زوجها وابنيها وقد انفطرت قلوبهم من القلق عليهما وما دخلت المنزل حتي سقطت علي الأرض مغشيا عليها وبعد محاولات عديدة كانت تفيق وتغيب عن الوعي ثانية روت لزوجها ما حدث معها وتجمدت الدموع في عينيه وتتذكر الأسرة كل ألام السنوات الثلاث الماضية وما حدث بهم بعدما تركوا بلدهم. وتستطرد الضحية كأنني نجيت مما يحدث في سوريا والقدر كان يخبئ لي نصيبي بمصر فما كان من الزوج إلا أن اصطحب زوجته وتوجه إلي مديرية أمن القاهرة، وأمام اللواء محمد قاسم مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة روت الزوجة بدموعها قبل كلماتها ما حدث لها وهي تشعر أنه يحدث لها وقتها وعلي الفور ومن خلال فريق بحث أشرف عليه اللواء عصام سعد نائب مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة ومن خلال أقوال الضحية تم تحديد المنطقة التي توجد بها الشقة التي ارتكب بها المتهمان جريمتهما. وكانت الزوجة قد سمعت المتهمان خلال الساعات العصيبة التي قضتها معهما يتحدثان وعلمت أن أحدهما كان قد طلق زوجته منذ عدة أشهر ومن خلال هذه المعلومة وبعد تحديد المنطقة نجح رجال البحث الجنائي بإشراف العميد علاء عطية مفتش المباحث في تحديد صاحب تلك الشقة وتوجهت قوة بإشراف الرائد محمد هدية رئيس مباحث المقطم وتمكن من القبض علي المتهم الذي اعترف أمام العميد محمود خلاف رئيس مباحث قطاع جنوبالقاهرة بارتكاب الجريمة . وأمر اللواء أسامة الصغير مدير أمن القاهرة بإحالتهما إلي النيابة .