بعد أن أصبح ذهاب الأبناء إلى المدرسة هماً بالنهار وغما بالليل لكل أب وأم، ربما حان الوقت لقراءة كتاب «مصر بلا مدارس» للباحثة وفاء رفعت بسيوني والتى تدعو فيه للتعليم المنزلى, بلا بهدلة بلا مصاريف.. بلا مدارس.. ولادك يستيقظون براحتهم وأنت أيضا.. الفكرة ليست خيالا علميا ولا نزقاً من باحثة تتطلع إلى الشهرة ولكنها دراسة علمية نالت عنها وفاء درجة الماجستير من معهد البحوث التربوية بجامعة عين شمس. وفاء ليست بعيدة عن مجال التعليم فهي مدرسة رياض أطفال منغمسة فى هموم التعليم واللى عايزين يتعلموا، أوجعتها هموم التعليم وأحوال المدارس.. كثافة عالية, مع مدرسين غير أكفاء, مدرسة لا تقوم بدورها, أب وأم مرهقين.. فكرت.. إن الحلول المطروحة حاليا جميعها لا تُجد، فلابد من حل عملى ومريح، فكانت دعوتها لإقرار نظام التعليم المنزلى فى مصر، بمعنى أن الطلبة لا يذهبون إلي المدارس بل يتعلمون في بيوتهم علي أيدى الأب والأم أو الأقارب.. يدرسون نفس المناهج ويؤدون الامتحانات فيها عادى كده. طبعا وفاء لم تجد من يسمح لها بتسجيل رسالتها بسهولة, رفضها عدد كبير من الكليات وقبلت بها جامعة عين شمس بعد عذاب طويل، وعندما أرادت أن تنشر كتابها عانت من نفس المشكلة، فلا أحد متحمس اعتقادا منهم أن وفاء تدعو إلى إلغاء المدارس. وفاء أثبتت في رسالتها الجامعية أنه أفيد للطالب من المدرسة وأن نسبة التحصيل تكون أعلى، كما أن مصر إذا طبقت هذا النظام فلن تكون الأولى، فهناك دول عديدة تعتمده منها الولاياتالمتحدة واستراليا وكندا وإسرائيل. تؤكد وفاء أنها لا تدعو لإلغاء المدارس ولكنها تدعو إلى تطبيق تجربة التعليم عن بعد. أولا لحل جزء كبير من مشكلات المدارس فى مصر، وثانيا لاستعادة دور الأب والأم واختصار عدد سنوات التعليم.. ناهيك عن المصاريف الدراسية الباهظة. وتقول وفاء إن هذا النظام من التعليم مناسب جدا للأبناء ذوى الاحتياجات الخاصة والقدرات الخارقة وسكان المناطق النائية، ولابد أن يكون من شروطه حصول الأبوين أو أحدهما على شهادة جامعية. وطالب التعليم المنزلى لن يكون محروما من الأنشطة والمشاركة التفاعلية مع التلاميذ الآخرين فيشارك في الرحلات والمعسكرات والنوادى ويسمح له بالتردد على المدرسة بعدد ساعات معين, كما أن طلاب التعليم المنزلى يتعلمون مع بعضهم البعض ويتبادلون الزيارات.. وكلها فوائد. وحتي لا نعتقد أن الفكرة خيالية.. وفاء تلقت أكثر من عرض من أولياء أمور لإدراج أولادهم في هذا التعليم، لكنها لتجارب فردية، بل تنتظر حماس وزارة التربية والتعليم لفكرتها لتقنين هذا النوع من التعليم، فهو حل عملى وجذرى لكل مشاكل التعليم عندنا.