هذه أفكار جديدة لمدارس غير تقليدية تحقق المشاركة المجتمعية واللامركزية في التنفيذ, وتحفيز السلوك الإيجابي, وتقليل معدلات التسرب, ودعم التعليم والدراسة خارج جدران المدرسة باستخدام مصادر تعلم غير الكتاب المدرسي, كما أنها تقوم علي الدمج بين الطلاب العاديين والفئات الخاصة, وتوفير أنشطة تعليمية للموهوبين والمتفوقين, ومواجهة العوامل المسببة لتدني إنجازات الطلاب والمعلمين علي حد سواء, وتوظيف تقنيات المعلومات والاتصالات, وتجهيز مواصفات نماذج لإشراك الآباء في تعليم أبنائهم, بالإضافة إلي عقد شراكات مع الوكالات الاجتماعية لقيامها بالجانب التطبيقي والعملي لما حصله الطلاب أكاديميا في المدرسة. إنها أجندة لتفعيل الممارسات التعليمية الحسنة, والاحتواء المجتمعي, ورفع معايير الإنجاز والتحصيل للطلاب, وكذا للمعلمين. وإنه لابد من التفكير عالميا والتطبيق محليا لتطوير التعليم وتغيير ثقافة التعلم لدي المهتمين والمهمومين بالتعليم. إن السعي لإنشاء مدارس متخصصة أمر ضروري يتواءم مع طبيعة مصر الجديدة, وأهم تلك المدارس المتخصصة التي تفضي إلي كليات جامعية متخصصة هي: مدارس الفنون, وإدارة الاعمال, والهندسة, والطب, واللغات, والرياضيات والكمبيوتر والعلوم والرياضة البدنية, والتقنيات وهذه المدارس تلحق بالمؤسسات الإنتاجية والوزارات التابعة لها هذه المؤسسات, وتدار بواسطة القطاع العام, والقطاع الخاص. وتستمر الدراسة فيها لفترة أدنها أربع سنوات يتم بعدها إعادة تقويمها بناء علي نتائجها في المشاركة في سوق العمل, والالتحاق بالتعليم الجامعي. ويجب علي هذه المدارس المتخصصة الوفاء بمتطلبات المنهج الدراسي, وتلتزم بالاستمرار في تقديم تعليم واسع ومتزن لجميع الطلاب, وأن تلعب المدارس دورا مهما بأقصي ما عندها من قوة بشرية ومادية, وأن تتحول إلي مراكز لتحقيق التميز في مجال التخصص, وهي لتنمية البرامج الإبداعية, وهنا لابد من زيادة الدورات والمقررات التي تقدمها في التخصص تدريجيا. إنها دعوة لرفع مستويات الإنجاز في التخصص, وتوسيع نطاق الفرص المتاحة للوفاء باحتياجات الطلاب واهتماماتهم المتنوعة, ورفع مستوي التعليم والتعلم, وصقل الهوايات المتميزة, وخلق قنوات اتصال بين الشركاء في القطاع العام والخاص, وتمكين المدارس من تبادل الخبرات والحلول للمشكلات والبدائل والخيارات. ولابد أن يكون لكل مدرسة موقع إلكتروني علي شبكة الإنترنت التي يمكن للمدارس التواصل بينها. إن هذه المدارس الجديدة تستهدف الإبداع. وتشجيع البحث العلمي, وتجاوز المعوقات, ونشر الممارسات المتميزة, وإيجاد تطبيقات جديدة, وهي في ذات الوقت تأخذ دور الريادة في منطقتها وإقليمها. فهي مدارس ذات قيادة قوية وشراكة مجتمعية متينة ومع المدارس الأخري. ويمكن للمدارس العادية الدخول إلي مجال المدارس المتقدمة الجديدة عن طريق استمرار الممارسات التطبيقية الفعالة وتنمية إنجازات الطلاب, بالإضافة إلي الخبرة والاستطاعة والقدرة علي تغيير طبيعة التعليم الثانوي وإكساب الطلاب معارف متخصصة لها قيمتها, والمشاركة الفعالة في برامج تدريب المعلمين والنمو المهني المستمر لهم. وممارسة الإبداعات في المشاريع الفعالة, وسيادة ثقافة التعليم المهني عبر المدرسة. وتحمل الدور القيادي في تنفيذ العمل التعاوني مع المدارس الأخري في مجالات التخصص, وتقديم استراتيجيات فعالة لمعالجة الضعف في الأداء. إن التجريب قبل التعميم والتقويم قبل التطوير هو المنهج السليم إلي المدارس الجديدة. أستاذ المناهج وطرق التدريس بكلية التربية جامعة عين شمس [email protected]