يتأثر التعليم ويؤثر السياق المجتمعي الذي يقدم فيه ويواجه التعليم مجموعة متنوعة من السياقات التي يتوجب عليه التناغم معها بسرعة, والتعليم سياق ضمن سياقات المجتمع المتعددة الأمر الذي يتطلب تطورات وإصلاحات وتغييرات ومراجعات للمناهج الدراسية. إن مهام التعليم الجديد متنوعة أهمها المزيد من الاهتمام بالإبداع والتطوير, وتشجيع المتعلم ورفع مستويات المتعلمين, وزيادة كفاءات التحصيل, والوفاء بالاحتياجات والأوضاع المختلفة للمتعلم, وتحفيز الطلاب المتعلمين علي التعلم الذاتي, وزيادة التوقعات الإيجابية حول نواتج التعلم, وزيادة إحساس المعلمين بالإنجاز في تنفيذ مهام التعليم والتعلم الفعال, وزيادة الاستمتاع بالتدريس باعتباره عملا سارا وثريا ويتجلي في عوائده استثمار الوقت والجهد. إن التعليم فرصة للعمل في تشكيل أذهان شابة ونامية, وبالتالي يتيح للمعلم أن يكون عضوا فاعلا في خدمة الإنسانية, والمشاركة في إثارة المعارف والعمل مع شخصيات صغارا وكبارا في سياق تربية الأجيال القادمة,وتلك محفزات داخلية تدفع إلي العمل في مهنة التدريس, وهم جماعة البناءون الجدد لبناء إنسان جديد لمجتمع جديد. إن المنتمين لمهنة التدريس وهي مهنة يتوجب أن تكون لها أسوار عالية يواجهون صعابا ومشكلات غير قليلة من أهمها: ضخامة حجم العمل, وسوء سلوك الطلاب. وكثرة القيادات وتنوعها في التعامل مع المعلمين وضعف الرواتب والضغوط العصيبة التي تشكل احتراقا نفسيا لدي المعلمين إنها صعاب تواجه دائما قوي العمل المثقفة والمنتجة ذهنيا, والتي تجعل مهنة التعليم غير جذابة بل طاردة, ولكن في الحقيقة فإن هناك عوامل أخري يجب أن تلفت إليها الدولة حتي يصبح شعارها رعاية التعليم, والتعليم لمجتمع اليوم, ومساندة المعلمين ماديا وأدبيا وإعلاميا في ظل الديمقراطية والدعوة إلي اللامركزية, والشراكة المجتمعية, والسعي نحو توفير مناخ مجتمعي أفضل للنمو الشخصي والمهني للمعلمين حتي لا تسود ثقافة اللامبالاة والتوقف عن الإبداع وآلية العمل, والنقص الحاد في جودة التعليم. إن المطلوب هو استراتيجية للتعليم والمعلمين معا باللجوء الي التغيير خطوة خطوة في تلك الأوضاع, وتطوير المناهج, والتقليل من حجم الأدوار البيروقراطية المملة المطلوبة من المعلم, والاقتصار علي تكليفه بعقد الاجتماعات الإرشادية, وإجراء المراسلات الإلكترونية, وتقديم تقارير عن الطلاب ومشاريع العمل المستقبلي, وتعظيم مصادر التعلم وتنويعها ومشاركتها في اتخاذ القرارات, وهو ما يتطلب وضع أجندة للإصلاح والتحسين من خلال خطوات متدرجة, هدفها تسنيم معايير الأداء, وإشراك المعلمين فيها, ومواجهة العنف والبلطجة في المدارس, وإنشاء مدارس نموذجية لتجريب أنشطة التدريس والتقويم, وتبادل الخبرات الناجحة بين المدارس, وإنشاء مدارس متخصصة في الصناعات واللغة القومية, والفنون, والعلوم الإنسانية باعتبارها مدارس حديثة رائدة ومميزة في تخصص ما. أضف الي كل ما تقدم ضرورة الوعي بالتعليم مدي الحياة وتشجيع المتعلمين والمعلمين, ورعاية أنشطة تدريبهم في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة تأكيدا لديمقراطية التعليم, وابتعاث المعلمين الأكفاء الي دول متقدمة تعليميا لتسليحهم بمهارات رائدة خاصة في المدارس الحديثة والنموذجية وتطوير مفاهيم ومهارات القيمة المضافة بغية تحسين المدارس وعمليات المراقبة المستمرة, وتطوير معايير لمنح شهادات المعلم المؤهل والمعلم المبتديء في ضوء أدوار مهنية محددة, والالتجاء في المحيط التعليمي الي آلية البحوث والتجارب الميدانية والاستبيانات اللازمة لتحسين الفعالية التعليمية بالمدارس, وتشجيع التجارب الناجحة تعليميا وتقويميا وأنشطة لاصفية وصفية, وإنشاء دبلومات في كلية التربية لتطوير أداء القيادات العليمية اداريا وفنيا, وانشاء مجلس للتعليم من المعلمين والخبراء الأكاديميين وتوفير شبكة من التقنيات التعليمية والفيديو كونفرانس, ومراكز انترنتية لتأهيل المتميزين ورفع مستويات الإنجاز, وإعداد تقارير عن معدلات التدريس والتقويم في كل مدرسة لبحث مستويات الأداء والتنمية المهنية, والتركيز علي إرشادات وخبرات جديدة للواجبات والتكليفات المنزلية, ودعم الرياضات الدولية ومهارات الحياة, وحل المشكلات والإبداع لدي الموهوبين, وتنمية وتطوير التعليم الإلكتروني.