فى حوار كاشف لا يخلو من الصراحة، أكد الدكتور صابر عرب، وزير الثقافة، أن ثورة 30 يونيو أنقذت البلاد من هيمنة الإخوان، وقال إننا نجحنا فى انقاذ 555 قصرا وبيتا ثقافيا من سطوة الجماعة الإرهابية، مشيرا إلى أن الوزارة تقف على الحياد التام فى الانتخابات الرئاسية المقبلة.. كاشفا عن أن خطة وزارة الثقافة فى المرحلة المقبلة تركز على عودة مصر لمكانها الطبيعى فى الدول الإفريقية والبداية من إثيوبيا والسودان. أين دور وزارة الثقافة فى مواجهة الإرهاب الذى يضرب البلاد حاليا؟ هذا هذا سؤال يندرج تحت مسميات السهل الممتنع، والرد عليه هو تكاتف كل أجهزة الدولة فى مواجهة الهجمة الشرسة التى تضرب البلد بداية من المدرسة والجامعة والجامع والكنيسة وقبل ذلك وذاك الثقافة عن طريق تقديم الاعمال الهادفة التى تفضح سلوك وفجر تلك الجماعة التى تتمسح بالدين الاسلامى الذى يحض على الاخلاق والسلام ونبذ العنف فالعملية لها شقان امنى بما تحمله الكلمة من معان وتعليمى بداية من تربية النشء على تعلم التفكير الصحيح ثم يأتى دورنا بالمحاربة وفضح تلك الجماعة التى تؤرق البلاد طولا وعرضا بتقديم الاعمال الثقافية والاستعانة بكبار الكتاب والمفكرين والفنانين، واننا لمستمرون فى المواجهة. فنحن جيل تعلم فى المدرسة والجامعة فنون الشعر والموسيقى والادب والغناء اما الآن فالطلبة يدخلون الجامعات بقنابل المولوتوف. هل هناك بالفعل اخونة لهياكل وزارة الثقافة وخاصة المراكز الثقافية داخل المحافظات النائية؟ من الصعب اختراق الوزارة كمبدعين وكتاب وفنانين ولكن اعترف بان الاخوان فى عهد الوزير السابق نجحوا فى اختراق المكاتب الادارية والمالية فمنهم من تم تعيينه ومنهم كما يقال من الخلايا النائمة اما فى مجالات الابداع فهذا من الصعب لان المبدع بطبعيته حياته قائمة على التفكير وهذا مضاد تماما لفكر الاخوان القائم على السمع والطاعة والدليل الواضح اننا لم نر مبدعا ضمن صفوف جماعة الإخوان. هل يتدخل وزير ثقافة فى وضع سياسة مصر بشكل عام والمنظومة الثقافية بشكل خاص؟ نعم انا جزء من الهيكل التنظيمى للحكومة واشارك بالرأى ومجلس الوزراء لايناقش المشاكل المالية والاقتصادية فقط فيجب العلم ان 80% من مناقشاتنا تدور فى الفلك الامنى والسياسى لوضع الاستراتيجيات العامة للدولة والعلاقات الدولية وبالطبع القضايا الثقافية تستحوذ على جانب كبير من اهتمامات المجلس. نعود لقصور الثقافة فى مصر .. كم عددها الان؟ عدد قصور الثقافة داخل مصر الآن يتجاوز ال 555 قصرا ثقافيا وبيتا للثقافة واحقاقا للحق يتركز معظمها داخل عواصم المحافظات، ووتضم ايضا مكتبات ومسارح صغيرة وجار تطوير عدد كبير منها الآن.
مواجهة أخونة الثقافة هل تم بالفعل اخونه هذه القصور والمكتبات، خاصة فى المحافظات النائية؟ دعنا نتحدث بصدق وبعيدا عن دفن الرءوس فى الرمال لأن الجماعة الارهابية خلال العام الذى حكموا فيها البلاد كانت هناك محاولات مستميتة فى بسط نفوذهم وأفكارهم داخل أروقة وزارة الثقافة وكان ذلك متمثلا فى تقديم برامجهم ومحاضراتهم من خلال قصور الثقافه أو مسارح وقاعات دار الاوبرا أو مراكز الابداع بالاسكندرية والبحيرة ودمنهور وخلال الثمانيه اشهر التى توليت فيها الوزاره فى فترة حكم الاخوان كنت ارفض بشده احيانا وبدبلوماسيه احيانا اخرى للحفاظ على المؤسسات . هل تم بالفعل فى عهد وزير الثقافة السابق سرقة مستندات مهمة ووثائق تاريخية تدين الجماعة الارهابية منذ بدء تأسيسها من داخل دار الوثائق ؟ غير صحيح على الاطلاق جميع الوثائق التاريخية داخل دار الوثائق والكتب آمنه تماما ولم تمس وهذه شهادة احاسب عليها . نحن على الحياد ما هو دور وزارة الثقافة خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهل سوف يتم دعم مرشح بعينه والترويج له من خلال قطاعاتكم المختلفة؟ دور وزارة الثقافة فى الانتخابات الرئاسية المقبلة يتركز على مساعدة المصريين فى تهيئة المناخ العام لضرورة المشاركة فى العملية السياسية واهمية ذلك للمواطن فى هذه المرحلة المفصلية التى تمر بها مصر الآن ولكن وزارة الثقافة من الصعب بل من المستحيل ان تنضم لفريق ضد فريق اخر أو تناصر مرشح ضد اخر فهذا امر لا تتحمله الوزارة وانا شخصيا لا ارتضيه على نفسى .ويجب مراعاه ان العاملين بوزارة الثقافة هم مواطنون مصريون ولكل منهم الحق الاصيل فى اختيار المرشح الذى يثق به بعيدا عنا تماما . هناك كثيرون يتهمون الوزاره انها لا تخاطب الا النخبة فقط ولا توجه امكانياتها الا لهم فقط، وبعيدة كل البعد عن المواطن البسيط وهو الاحق باهتمامات الثقافة؟ للاسف هذا هو رأى النخبة انفسهم وعندما تسأل أيا منهم متى آخر مرة زرت فيها قصرا ثقافيا؟ تكون الأجابة اننى كنت أزورها فى السبعينيات أو الثمانينيات ولكننى من خلال زياراتى للمحافظات من شمالها لجنوبها أرى الأداء بشكل عام جيدا وأعترف بأن هناك بعضا من القصور وهذه حقيقة. بعيدا عن الشأن الداخلى ما دور وزارة الثقافة فى مخاطبة العالم الخارجى فى ظل الهجمة الشرسة التى يقودها التنظيم الدولى للجماعة الإرهابية؟ هناك قطاع مهم جدا داخل وزارة الثقافة وهو قطاع العلاقات الثقافية الخارجية ومن خلاله مصر ممثلة فى كل المحافل الثقافية، بداية من اليابان وحتى أمريكا واستراليا والهند ودول شرق آسيا بالاضافة للدول العربية من خلال مشاركة فنانينا فى كل القطاعات وكذلك الأدباء والسينمائيون والمسرحيون وغيرهم فمصر موجودة بقوة فى الخارج. عفوا هل تحدثنا عن طبيعة الهجوم الذى تم عليكم شخصيا من جماعة الاخوان اثناء زيارتكم الأخيرة لموريتانيا؟ قصة الاعتداء والهجوم على شخصى فى موريتانيا، بداية سبب الزيارة هو الاحتفال بمرور 50 عاما على انشاء المركز الثقافى المصرى بموريتانيا والذى أنشء بقرار من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1964 وتم خلال الزياره الاحتفال بالوفد المصرى الذى كنت أترأسه، حيث التقيت برئيس الجمهورية الموريتانية ورئيس الحكومة ووزيرا الخارجية والثقافة ويوم الاحتفالية التى اقيمت بمقر المؤتمرات واثتاء القاء كلمتى فوجئنا بعشرات الاشخاص يخلعون »قمصانهم« حيث تبين انهم يرتدون اسفلها »تى شيرتات« عليها شعارات رابعة ويهتفون بشكلا هيستيرى ضد الدولة المصرية والقوات المسلحة وفى لحظات تم اخراجهم من القاعة ولم اتوقف نهائيا اثناء القاء كلمتي، وتبين فيما بعد انهم أتوا بتوجيهات من التنظيم الدولى للجماعة الارهابية واعتذر كل المسئولين عن هذا الحادث العارض . طالما نتحدث فى الشأن الافريقى اين دور وزاره الثقافة فى توطيد العلاقات الثقافية مع دول حوض النيل وخاصة هذه الايام فى ظل تفاقم أزمة سد النهضة الاثيوبى ؟ الفترة المقبلة سوف تشهد العلاقات المصرية الافريقية تحركات ملموسة حيث يجرى الآن الترتيب لزيارة خاصة اقوم بها لاثيوبيا بعد الانتهاء من الإجراءات والمخاطبات الرسميه فى هذا الشأن وكذلك سوف يكون هناك زيارات متعددة لجنوب السودان واوغندا وغانا كما تم دعوه عدد من الدول الافريقية للمشاركة فى المهرجان الدولى للطبول الافريقية والذى يقام الشهر المقبل. 25% فقط للثقافة نعود مره اخرى الى الشأن الثقافى الداخلى هناك معلومات تؤكد ان اكثر من 75 % من ميزانيه وزاره الثقافه تذهب للرواتب والحوافز والباقى يوجه للانتاج الثقافى ما حقيقه ذلك ؟ للأسف هذا قول صحيح بداية يجب العلم ان ميزانية وزارة ثقافة مصر لا تتعدى 023%من موازنة الدولة وهو رقم قليل جدا بالمقارنه بدول عدد سكانها لايتجاوز 25% من سكان مصر علما ان منظمة اليونيسكو اوصت بالا تقل ميزانيه وزارات الثقافة فى العالم عن 1% من الدخل القومى للبلاد وبالتالى يأتى ذلك على مستوى الخدمات الثقافية المقدمة للجمهور. لماذا لا يتم تفعيل الحوار الثقافى بينكم ووزارات التعليم والأوقاف والشباب والرياضة لحمايتنا من الخطابات الدينية المتشددة والمضللة فى أحيان كثيرة ؟ بالفعل تم تشكيل لجنة وزارية رأسها الدكتور حسام عيسى نائب رئيس مجلس الوزراء وبأمانة وزارة الثقافة ومشاركة وزراء الشباب والتربية والتعليم وبالتنسيق مع وزاره الاوقاف لأن ذلك هو البداية الحقيقية لمخاطبة النشء والشباب بضرورة اثرائهم ثقافيا فى محاولة لاعادة بعض الشاردين منهم إلى رشدهم . طالما نتحدث عن الوزارات هل فصل وزارة الثقافة عن الاثار اضر بالوزارتين معا .؟ كنت اعتقد فى البداية ان عملية الفصل بين الوزارتين سوف تساعد على عمليات التجويد والتركيز لكل وزارة فى تخصصها ولكن ثبت ان عملية الفصل واحقاقا للحق اضرت بالوزارتين. ومن هنا ثبت اننى كنت مخطئا فى اعتقادي. المصالحة لا تجوز وفى نهاية اللقاء دعنى أسألكم ما رأيكم فى مبادرة المصالحة التى يدعو إليها بعض المفكرين والسياسين الآن.؟ المصالحة عندما نكون مختلفين حول ميراث عائلى أو النزاع حول ملكية منزل أو سيارة أو مسألة عائلية المشكلة أكثر بكثير فهناك جماعة إرهابية ادى خطابها العدوانى والدينى إلى بث السموم فى عقول الشباب وتطور الامر الى التحريض بالعنف وممارسة الجرائم الارهابية التى هزت المجتمع المصرى الآمن ونحن نرى الآن الدماء تسيل يوميا والضحايا يتساقطون من الجيش والشرطة والمواطنين الابرياء ووصلت اعمالهم الاجرامية إلى استهداف السائحين وبالتالى استهداف المواطنين فى ارزاقهم كيف بعد كل ذلك تتم المصالحة بين دولة وجماعة ارهابية. واختتم الدكتور صابر عرب كلامه ان العمل الثقافى داخل مصر ليس نشر كتاب أو تقديم مسرحية أو اقامة مهرجان فنى أو تنظيم ندوة يجب العمل قبل كل ذلك على توعية المواطن المصرى ان مصر لن تنهض فى مجالات الصناعة والزراعة والاقتصاد والأمن دون ان يكون الانسان ملما بمفهوم الثقافه الحقيقى ونحن الآن بصدد اعادة بناء الانسان المصرى مرة اخرى وتعليمه انه ينتمى الى دولة لها جذور ممتدة إلى 7 آلاف عام من الحضارة والفكر فالإسلام عندما جاء منذ 1435 عاما لم يمح ما سبقه من تاريخ وحضارة وهذه رسالة لأصحاب الرؤى والفكر المتشدد.