من حق مصر ان تشترى السلاح من اى مكان فى العالم ومن واجب امريكا ان تحترم مشاعر المصريين الشعب والدولة والقرار..لقد اندفعت امريكا فى تأييد الإخوان المسلمين ولا شك انها خسرت الكثير مع الإخوان.. كان ينبغى ان تتوقف الإدارة الأمريكية قليلا وتعيد حسابات الموقف وتدرس اخطاء وتجاوزات القوى السياسية ولكن لا ينبغى ان يكون ذلك على حساب الشعب المصرى..لقد قام تاريخ العلاقات الدولية فى امريكا على انشطة اجهزة المخابرات وخلال فترات طويلة كانت تفضل دائما مبدأ العملاء ابتداء برؤساء الدول وانتهاء بالمخبرين السريين.. ورغم التغييرات الضخمة التى حدثت فى دائرة القرار الأمريكى بقيت امريكا تشجع العملاء..ولا شك ان امريكا فاجأت العالم كله بهذه العلاقة الحميمة مع جماعة الإخوان المسلمين كانت هناك اتصالات ومناقشات وزيارات لأعضاء الجماعة لأمريكا ولكن لم يتصور احد ان تضحى امريكا بعلاقات تاريخية مع الدولة المصرية والشعب المصرى لأن المصريين خرجوا وقرروا عزل رئيسهم .. من حيث الحديث عن الديمقراطية انا لم اصدق يوما ما تردده امريكا عن الحريات وحقوق الإنسان والشواهد كثيرة ابتداء بسجن جوانتانامو وانتهاء بسجن ابو غريب .. لن ينسى احد ان امريكا كانت تستعين بخبرات الأجهزة القمعية فى دول عربية لتعذيب السجناء والحصول على اعترافاتهم وكان معظمهم من الإسلاميين .. إن حديث امريكا عن حقوق الإنسان حديث كاذب ومضلل ولهذا كانت مفاجأة كبرى ان تنكشف امام العالم طبيعة العلاقة السرية مع الإخوان وان لها ابعادا اخرى فى سيناء وعلاقة خاصة مع إسرائيل رغم كل ما كان يقال عن الجهاد والمقاومة والقدس المحتلة فى ارشيف التيارات الإسلامية .. فى يوم من الأيام تعاونت امريكا مع القاعدة وخسرت ثم تعاونت مع الشيعة فى العراق وخسرت ثم تآمرت مع الإخوان وخسر الاثنين معا .. والآن تعيد امريكا حساباتها فى المنطقة كلها فقد تخلت عن شاه ايران حتى سقط وتخلت عن صدام حسين واعدمته وتخلت عن الرؤساء فى دول الربيع العربى وسوف تتخلى عن الإخوان المسلمين من اجل مصالحها ولكن المؤسف حقا انها خسرت الشعوب ايضا http://[email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة