كنت اتمني لو بقيت حماس بعيدة عن مرمي الصراعات الدينية والسياسية وبقيت قلعة من قلاع المقاومة بتاريخها الذي سطره الشيخ احمد ياسين وعشرات الشهداء. ولكن حماس اندفعت في طريق مسدود حين اعلنت استقلالها في غزة عن الشعب الفلسطيني وقررت ان تخوض معركة وصلت الي مستنقعات الدم ضد السلطة الفلسطينية..كانت حماس تمثل فصيلا من فصائل المقاومة الفلسطينية واخذت مكانة في قلوب الكثيرين وحين دخلت الصراع السياسي وابتعدت عن قواعدها واهدافها خسرت الكثير..كانت خسائرها الأولي مع السلطة الفلسطينية وكان انقسام الشعب الفلسطيني بين اهل فتح واهل حماس اكبر خسائر القضية الفلسطينية منذ النكبة في عام1948 ودخلت حماس في حسابات كثيرة مرة مع سوريا ومرة اخري مع ايران ثم قطر واصبحت تمارس العبث السياسي علي كل الجبهات.. كانت آخر خطايا حماس انها دخلت واقحمت نفسها في الشأن المصري حتي وصل الأمر الي العبث في سيناء في انشطة عسكرية ضد المصريين اساءات كثيرا لتاريخ حماس وغيرت الكثير من مشاعر المصريين تجاهها.. لا احد ينكر علي حماس انتماؤها التاريخي لجماعة الإخوان المسلمين ولكن حين يتعلق الأمر بالتدخل في شئون مصر تحت اي ستار حتي ولو كان دينيا هنا تتغير الحسابات من حق حماس ان تكون لها ثوابتها الدينية مع الإخوان المسلمين وان يكون انتماءها لفكر هذه الجماعة ولكن حين يتعلق الأمر بالأمن القومي المصري وما يحدث من تهديدات لنا في سيناء وان تصبح حماس طرفا رئيسيا فيما تتعرض له مصر من اعتداءات فإن الأمر يتغير تماما وتجد حماس نفسها في موقف آخر من الشعب المصري.. لقد خسرت حماس يوم حملت السلاح ضد السلطة الفلسطينية وضد الشعب الفلسطيني وخسرت حماس يوم قسمت الفلسطينيين الي اكثر من شعب واكثر من فصيل وخسرت يوم تدخلت في شئون مصر لحساب الإخوان المسلمين لأن مصر ليست فقط الإخوان المسلمين وهم لا يمثلون مصر.. لقد حاولت حماس ان تجعل من الجماعة شعبا وهذا خطأ فادح لأن الجماعات مهما يكبر حجمها لا تلغ الشعوب ولا تغن عنها. http://[email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة