كشف د. محمد عبد المطلب، وزير الموارد المائية والرى ان مصر ستقدم طلبا رسميا لإثوبيا خلال الايام القادمة لإيقاف اعمال البناء فى سد النهضة على النيل الأزرق لحين التوافق و التوصل إلى حل شامل يحقق مصالح الشعبين و يضمن عدم حدوث أضرار كارثية على مصر و شعبها و يضمن كذلك استيفتاء الشروط و المعايير الفنية الدولية الواجب توافرها والمعمول بها فى بناء السدود الضخمة لضمان عدم انهياره وتقليل إثاره السلبية على دولتى المصب. كما كشف الوزير فى مؤتمر صحفى أمس عن قيامه بعدة جولات خارجة جديدة ستبدأ بزيارة ثلاث دول بالاتحاد الاوروبى النرويج والسويد و فرنسا خلال الأيام القادمة لتبادل وجهات النظر ولتأكد موقف مصر الداعم للشعب الاثيوبى وإظهار الصورة الحقيقة الكاملة للتعنت خلال مفاوضات سد النهضة . و قال ان مصر ترحب باستضافة جولة جديدة من المفاوضات مع الجانب الاثيوبى بالقاهرة إذا كان لدى المسئولين الاثيوبيين حلا جديدا ينهى المخاوف المصرية من الأضرار المتوقعة اثر بناء السد مؤكدا ان مصر حكومة و شعبا على أتم استعداد للحوار و التوافق سعا لإيجاد حل للازمة قائلا للمسئولين الإثيوبين « أهلا و سهلا بكم بالقاهرة»، وأكد ان مصر لم تطلب الوساطة او التدخل من احدى الدول او مؤسسات الدولة للمساهمة فى حل الأزمة. وأشار وزير الرى الى ان مصر لن تضيع وقتا جديدا فى مفاوضات لا طائل منها إلا المراوغة لاستمرار البناء فى السد الذى تم استخدامه داخل اثيوبيا لايجاد الدعم السياسى و الشعبي. وأوضح ان مصر قادرة على حماية مصالحها و مقدرات شعبها وواهم من ظن ان مصر و هى فى طريقها للاستقرار السياسى الكامل يمكن ان تفرط فى حق أصيل للمصريين. وشدد عبد المطلب على ان مصر لا ترى اى خلاف مع الشعب الاثيوبى الذى يجب دعمه بقدر ما تستطيع و ان الخلاف الحالى فى سياسات تعنت الحكومة الإثيوبية وممارساتها من اجل فرض الأمر الواقع على شعب مصر منوها الى انه ليس من الحكمة خلق الخلافات مادامت الأقوال المعلنة و التصريحات الرسمية تتطابق مع النوايا والأهداف خاصة عدم الاضرار و السعى بجدية نحو التكامل و التعاون لمصلحة الشعبين . وأوضح ان مصر تمتلك عدة سناريوهات تكفى لضمان حقوقها التاريخية فى مياه النيل سيتم الإعلان عنها تباعا فى حينها مشيرا الى ان مصر مازالت متمسكة بالخيار الاول المتمثل فى ان طريق الحوار أساسى لبناء علاقات مستقبلية قوية بين البلدين قائمة على احترام القوانين و الأعراف الدولية للأنهار المشتركة مشيرا الى ان جميع الخيارات مفتوحة . ومن جانب آخر، حذر الدكتور مصطفى أبو زيد ممثل وزارة الرى ورئيس مصلحة الميكانيكا من ان إثيوبيا ليس لديها اية نية للتفاوض مع مصر بشان سد النهضة والمسئولين الأثيوبيين، حيث قوبلت الوفود المصرية ببرود ليس له مثيل مما يدل على انعدام الثقة بين الجانبين . اذا كان هدف إثيوبيا من بناء سد النهضة هو توليد الكهرباء فليس هناك اى مشكلة ولكن بناء السد له هدف واحد فقط وهو تركيع مصر، وليس لتوليد الكهرباء، كما تزعم إثيوبيا، لافتا الى ان مصر لن تركع وستظل تدافع عن حقها حتى النهاية. جاء ذلك خلال ندوة «أزمة مياه النيل وتداعيات سد النهضة الاثيوبي» ، وقال الدكتور سامح داود أستاذ الموارد المائية بكلية الهندسة بجامعة عين شمس إن مصر ستواجه أزمة مائية بالغة الخطورة، فى ظل إصرار إثيوبيا على استكمال بناء سد النهضة .